وصف نشطاء حقوق الإنسان برامج مراقبة الانتخابات الإلكترونية بأنها غير مجدية ولاتصلح للتطبيق في مصر, مشيرين إلي عدم قدرتها علي نقل صورة حقيقية لما يحدث في الانتخابات وقالوا ان ظروف تطبيقها في مصر تختلف عن الظروف التي تم تطبيقها في العالم, من حيث المناخ الانتخابي, والقائمين علي العملية الانتخابية, وتدريب القائمين علي رسم الخريطة الانتخابية وانتهاكاتها. وأشار إلي إمكان استخدامها لإفساد العملية الانتخابية لمصلحة احد المرشحين أو غيره. وأضافوا ان برنامج يوشهيد أو انت شاهد الذي يقوم مركز دعم التنمية والتأهيل المؤسسي ديسك بتدريب مئات من الجمعيات الاهلية بالاشتراك مع المعهد الديمقراطي المصري, لاتوجد طريقة للتأكد من الانتهاكات التي يتم رصدها من خلاله, مؤكدين فشل تجربة سابقة طبقها المعهد الديمقراطي الأمريكي من قبل. وقال الناشط الحقوقي والباحث هاني إبراهيم مدير مركز موارد التنمية إن برنامج يوشهيد هو برنامج إلكتروني مثل برنامج جوجل ايرث مهمته جمع المعلومات وتحليلها, والأهم ان تصله المعلومة صحيحة وموثقة مشيرا إلي صعوبة حدوث ذلك والتأكد من صحة المعلومة من زيفها. وأضاف هاني ان يوشهيد لايصلح للتطبيق في مصر, وذلك لأن المصريين مجتمع عاطفي وشديد المبالغة, ويمكن ان تصل إلي البرنامج آلاف الرسائل عن انتهاكات تحدث في الانتخابات بشكل مبالغ فيه علي حد قوله مما يعكس صورة غير حقيقية. وأشار إلي ان جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني يمكن ان تستغل نتائج انتخابات يوشهيد لمصلحة الاغراض والهيئات التمويلية في تشويه صورة الانتخابات, واصفا طريقه عمل معظمهم بعمل الهواة. وتساءل هاني عن القدرة التقنية لدي الذين سيعملون علي البرنامج, وهل سيتم تطبيقه في القاهرة فقط أم في الاقاليم أيضا, وكم عدد المدربين بشكل جيد للعمل علي برامج المراقبة الإلكترونية؟ ويتفق الناشط الحقوقي ماجد سرور علي ان ظروف تطبيق برامج المراقبة الإلكترونية في العالم تختلف تماما عن ظروف العمل في مصر لعدة عوامل, أهمها المناخ الانتخابي, والقائمون علي تنفيذه وتدريبهم, واستيعابهم للعمل علي هذه البرامج. ورغم ان سرور لم ينف أهمية برامج المراقبة الإلكترونية خاصة يوشهيد فإنه يشير إلي إمكان استخدامه لتحقيق اغراض انتخابية لمصلحة احد المرشحين, مضيفا انه بالرغم من أهمية التكنولوجيا واستخداماتها وتطورها في مصر, إلا ان استخدامها في الأعمال الانتخابية قد يتم بصورة متعمدة مما يفسد العملية الانتخابية. وقال ان الغرض الأساسي من مراقبة الانتخابات هو حث الناخب علي المشاركة وزيادة ثقته في نتائجها, وضمان نزاهتها وحياديتها, وليس التشكيك فيها وأشار إلي أن عدد الذين يستطيعون التعامل مع برنامج يوشهيد والمدربين علي رموزه وأكواده لايمكنهم تغطية الانتخابات المصرية, مما يؤكد انه لن يكون مفيدا في نقل صورة كاملة عن الانتخابات في ال27 محافظة. ويضيف الناشط الحقوقي محمد عبد الله خليل عضو المجلس القومي لحقوق للإنسان انه يسهل استخدام يوشهيد لتشويه الانتخابات, ولاتوجد طريقة للتأكد وتوثيق معلوماته, سواء كان التبليغ عن رشوة انتخابية أو تسويد بطاقات أو تزوير. وأكد عبد الله انه يمكن لأي مرشح أن يوظف30 فردا ويشتري لهم30 خط موبايل ويعملون علي ارسال بلاغات ولن يتم الكشف عنه, وبالتالي يفتقد البرنامج إلي الدقة في النتيجة التي يعلن عنها, كما يفتقد للنزاهة الكافية التي هي اصل العمل الانتخابي. من جانبه يري, الناشط الحقوقي سعيد عبد الحافظ رئيس مؤسسة منتدي الحوار لحقوق الإنسان انيوشهيد يمكن ان يحقق طفرة كبري في العملية الانتخابية ومراقبتها من المهم ان يكون الفريق القائم علي تشغيله مدربا وقادرا علي التأكد من المعلومات الواردة له. ويتفق مع سعيد الناشط الحقوقي حافظ أبو سعدة المدير التنفيذي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان مشيرا إلي ان التكنولوجيا مفيدة في مراقبة الانتخابات, لكن لايمكن التعامل مع نتائج المراقبة الإلكترونية علي انها امر مسلم به مشددا علي ضرورة توثيق معلوماته والتأكد منها.