img border='0' alt='الشيخ حسين حسن أبكر رئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في تشاد ل' الأهرام المسائي': الجماعات المتطرفة أصبحت مرضا سرطانيا ولامكان للإرهاب في تشاد' title='الشيخ حسين حسن أبكر رئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في تشاد ل' الأهرام المسائي': الجماعات المتطرفة أصبحت مرضا سرطانيا ولامكان للإرهاب في تشاد' src='/MediaFiles/106_33m_11_10_2010_31_35.jpg' أكد الشيخ حسين حسن أبكر رئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في تشاد أن العروبة والإسلام والافريقية هي روابط ووشائج قوية تربط تشاد بمحيطها العربي, لكنها لم تستغل حتي الآن بشكل جيد, وأنه ليس هناك دولة غير عضو في الجامعة العربية أصبحت اللغة العربية لغة رسمية فيها سوي تشاد, ورحب بدعوة الجامعة العربية لتشاد في إطار رابطة الجوار العربي التي اقترحها السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة. وقال: إن الواقع يؤكد أن الثقافة واللغة العربية متجذران في الأرض التشادية, مشيرا إلي أن لبعض الدول العربية فضلا كبيرا في تعليم أبناء تشاد في جميع التخصصات, وأن بعض هذه الدول يقدم عشرات المنح الدراسية سنويا, ونحن نعتبر أن لهذه الدول فضلا كبيرا علينا, وأضاف: تشاد دولة افريقية الموقع عربية الواقع, فموقعها الجغرافي افريقي, وواقعها عربي إسلامي بكل المعايير والمقاييس. * سألته: هل تأثرت العلاقات العربية التشادية في السنوات الأخيرة ؟ ** لا... إن العلاقات مع العالم العربي تاريخية وتنمو وتترعرع سنويا, ولم تفتر, فليس هناك أسباب أوعوامل تؤدي لركود العلاقة بينهما. * ألا يوجد في تشاد من يرفض أو يتحفظ علي التقارب التشادي مع العرب ؟ ** المجانين في تشاد لايمكن أن يفكروا في ذلك.... أغلب التشاديين درسوا وتلقوا تعليمهم في دول عربية, أنا شخصيا تلقيت تعليمي في السودان والسعودية ودرسني معلمون مصريون, فنحن تشاديون وأفارقة, ولكننا بذات القدر عرب علما وثقافة. أؤكد أن علاقتنا مع العالم العربي هي علاقة عقيدة وعلاقة تلميذ مع شيخه, لأننا كمسلمين مرجعنا العالم العربي, وعلماؤهم علماؤنا وشيوخهم شيوخنا. * الدول الإسلامية كلها تعاني التطرف والإرهاب ؟ ** منهجنا الإسلامي هو المنهج الوسطي الذي يسلكه الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية والعلمية العريقة في العالم العربي, ولقد قمنا بتأبين شيخ الأزهر الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي, كما لم يتم تأبينه في أي دولة في العالم حتي مصر نفسها, ولم نفعل ذلك مجاملة, بل رد للجميل لمصر التي وقفت معنا ونحن ضعفاء وقوفا مبدئيا, وليس وقوف مصالح, وهو موقف لايتغير من سفير لسفير, أومن دبلوماسي لدبلوماسي, ولذا يحترم المصري في تشاد, فمن علمني حرفا صرت له عبدا, ومركز الملك فيصل الإسلامي في تشاد أول من رأسه عند تأسيسه لمدة أربع سنوات كان مصريا, والمسجد الكبير في إنجامينا أول من خطب فيه عند افتتاحه شيخ الأزهر الأسبق الراحل عبد الحليم محمود رحمه الله. * قلت إنكم في تشاد تتبنون التيار الوسطي المعتدل, لكن الآن هناك تيارات تشدد في دول جواركم, وتكادون تكونون محاصرين بها.. ألاتزحف إليكم هذه الجماعات والتيارات وهي التي لها علي مايبدو ارتباطات بتنظيم القاعدة ؟ ** هذه الجماعات المتطرفة المبتدعة أصبحت مرضا سرطانيا طرأ علي الجسم الإسلامي في كل العالم بمقادير متفاوتة, لكن بالنسبة لتشاد هذه الجماعات لم تجد حتي الآن أرضا تقلها ولاسماء تظلها, لا أتحدث عن المستقبل, ولكن عن الواقع حتي الوقت الراهن. * أتعني أن تشاد محصنة ضد التطرف والإرهاب اللذين يضربان القارة من شرقها لغربها ؟لماذا ؟ ** مايحصننا هو الضبط والربط.... لامكان للفوضي, وهناك ضوابط. * ماهي هذه الضوابط تحديدا ؟ ** هؤلاء المتطرفون والمتشددون لايظهرون في بلد إلا عند الغفلة, او عند عدم وضع الضوابط الصارمة, أو عندما يستخدمون الحريات المتاحة إستخداما غير صحيح, وتشاد الحمد لله حتي الآن تعمل من أجل الحيلولة دون توافر العوامل التي تؤدي إلي ظهور مثل تلك العناصر, وأعتقد أنها لو استمرت بهذا الشكل يمكن أن تكون نموذجا في محيطها لخلوها من هذا المرض السرطاني المسمي بالتطرف. * ما الذي يحصن تشاد في رأيك ؟ **نحن هنا لدينا ثوابت لانحب أن نحيد عنها, لدينا المذهب المالكي في الفقه الإسلامي مع احترامنا واستفادتنا من كل المذاهب الإسلامية, ولدينا عقيدة نسميها الأشعرية, ولدينا كذلك ثابت روحي هو الطرق الصوفية, وطريقتنا في تشاد هي الطريقة التيجانية مع احترامنا لكل مدارس ومذاهب التصوف, وعبر التاريخ لم تأت هذه المنابع بالتطرف, ومايأتي به هو عوامل أخري. * ألمح في كلامكم رغم الإشادة بالدول العربية نبرة أسي ولوم وعتاب ؟ ** رغم أن تشاد بلد عربي وإسلامي بكل المقاييس والمعايير إلا أنه لم يجد الاهتمام الذي يرتقي لمستوي المكان والزمان, والمكان هو تشاد, والزمان أصبحت فيه اللغة العربية لغة رسمية في تشاد, وهو تطور مهم جدا يستدعي وقوف إخواننا في العالم العربي معنا لدعم هذا التوجه الإيجابي. * وماذا تريد تشاد من العالم العربي ؟ ** أحب أن أقول لإخواننا في العالم العربي أن إخوانكم في تشاد لايريدون منكم سوي المستطاع, ألاتستطيع كل دولة عربية بناء مدرستين أو ثلاث أو أربع, نريد من الدول العربية أن تبعث لنا معلمين مثل مصر, او أن تكفل معلمين مثلما فعلت ليبيا, ونريد منهم أن يرسلوا لنا كتبا ومراجع للمدارس والمعاهد والجامعات في تشاد, وأن يخصصوا لنا منحا دراسية, ألا تستطيع كل دولة أن تقدم كل عشر سنوات مائة أو خمسين منحة, والله لوفعلوا ذلك لتصبحن تشاد أكبر ظهير ومعين للعالم العربي.