انهت قمة قادة ورؤساء دول الساحل والصحراء أعمال دورتها الثانية عشرة أمس. وكان الرئيس محمد حسني مبارك قد أناب د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية في إلقاء كلمته ورئاسة الوفد المصري في القمة التي انعقدت خلال يومي23,22 من شهر يوليو الجاري في تشاد. وصرح شهاب عند مغادرته العاصمة التشادية ندجامينا, بأن قادة ورؤساء الدول استعرضوا الاو ضاع السياسية والأمنية في دول التجمع ومجالات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بينها. وأعرب القادة عن ارتياحهم لما تحقق من استقرار في توجو والنيجر وساحل العاج ومالي وغينيا وجزر القمر, كما أكدوا ارتياحهم للتطور الايجابي في العلاقات السودانية التشادية وما حققته من تطبيع وتعاون مشترك, إلا أن القادة أبدوا قلقهم بشأن الوضع في الصومال واستمرار حالة تمرد الميليشيات الرافضة للحوار, كما أبدوا أسفهم لتصرفات الجماعات المتمردة في جمهورية أفريقيا الوسطي. كما اعربوا عن انشغالهم العميق بشأن الوضع في غينيا بيسا ومعربين عن مساندتهم للسلطات الشرعية في جهودها من أجل استعادة سلطة الدولة, كما عبروا من انشغالهم لاستمرار التوتر في العلاقات بين إريتريا وأثيوبيا مؤكدين ضرورة تفعيل دور لجنة ترسيم الحدود التابعة للأمم المتحدة دون تأخير. ومن ناحية أخري أعربت قمة التجمع عن رفضها للقرارين الصادرين عن المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال الرئيس البشير مؤكدين ضرورة اتاحة الفرصة للجهود المبذولة من قبل الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي, لإحلال الأمن في منطقة دارفور, كذلك عبرت القمة عن قلقها لاستمرار الاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والأعمال الإرهابية والجرائم عبر الحدود. كذلك دعت قمة التجمع إلي ضرورة تضافر الجمهود لمواجهة تحديات التصحر والجفاف, والأمات الغذائية وإضطرابات البيئة والأوبئة وأمراض الحيوانات, وأبدوا انشغالهم بوجه خاص بالأزمة الغذائية الحادة التي تشهدها بعض دول التجمع مثل النيجر. أما فيما يتعلق بعلاقة تجمع دول الساحل والصحراء بالاتحاد الافريقي فقد كلف مجلس الرئاسة الرئيس التشادي باعتباره الرئيس الحالي للقمة بتوجيه رسالة قوية إلي قمة الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد بعد يومين في كمبالا تدعوه إلي ضرورة تحقيق تقدم حقيقي في مجال تطوير العمل السياسي والمؤسسي في الاتحاد, ونبذ الاختلافات والانقسامات, مع توجيه نداء ملح إلي جميع الدول الإفريقية للعمل علي إنشاء حكومة الاتحاد الإفريقي. كما أعربت القمة عن قلقها تجاه ما تعانيه دول التجمع من أزمة مالية وعبء خدمات الديون. كما أعربوا عن مساندتهم للشعب الفلسطيني ودعوا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لمضاعفة الجهود والضغط علي إسرائيل من أجل إقرار الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإرساء سلام عادل وشامل ودائم. كما تناول قادة التجمع قضية إصلاح الأممالمتحدة مجددين المطالبة بحق إفريقيا بأن تكون ممثلة في مجلس الأمن مع ما يترتب علي ذلك من الصلاحيات الممنوحة للأعضاء الدائمين في المجلس.