الحضرى في الوقت الذي يعقد فيه وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد اجتماعا اليوم مع شركات السيارات لبحث مستقبل هذه الصناعة ومشكلة العيوب المتكررة في بعض أنواع السيارات, تصاعدت أمس أزمة العيوب بعد أن سجلت المعارض بتراجع حجم مبيعات تويوتا بنسبة5% وسط توقعات بزيادة نسبة التراجع خلال الفترة المقبلة إذا لم تتم معالجة هذه العيوب. يأتي ذلك فيما ساد الغموض الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذه الظاهرة, ووصف بعض أعضاء رابطة مصنعي السيارات الأزمة بأنها عدوي مجهولة المصدر. بينما أتهم البعض مراكز صيانة السيارات بالتلاعب بأصحاب السيارات من خلال ما يسمي بالصيانة الدورية والتي يتم من خلالها إصلاح العيوب علي نفقة صاحب السيارة تحت هذا الغطاء.
وأعربت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية عن مخاوفها من لجوء أصحاب الشركات والتوكيلات الي جعل العمالة كبش الفداء لتخفيف حدة الخسائر التي طالت هذه الشركات.وحول عدم الإعلان عن أنواع أخري غير تويوتا وهوندا وفولكس فاجن أكد المهندس صلاح الحضري أمين عام رابطة مصنعي السيارات أنه من المفترض سلامة السيارات الصيني والأمريكي طالما أنها لم تعلن عن وجود عيوب مثل الألمانية واليابانية لافتا الي أنه من المؤكد حدوث تأثير علي حجم المبيعات بعد كثرة ظهور العيوب في بعض الموديلات. وقال: كل شوية يظهر موديل جديد معيوب ويبدو أنها أصبحت عدوي موضحا أنه لا أحد يعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك متوقعا أن تكون نتيجة لتوسع الشركات في الانتاج وتراجع إشراف الشركة الأم عن متابعة باقي خطوط الانتاج التابعة لها.
من جانب آخر أوضح حسن سليمان نائب رئيس شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية أن ظهور عيب في صناعة السيارات لا يعد عيبا طالما أن الشركات أعلنت عن ذلك وتستطيع علاجة لذلك فإنها تمنح المستهلك ضمانا ضد عيوب الصناعة وتلتزم بإصلاح العيوب وإذا وترد الأموال الي العميل إذا لم يتم الإصلاح. وبالنسبة للتوقعات بظهور عيوب أخري في الماركات العالمية الأخري قال إن ذلك غير وارد لافتا الي أن الموديلات المعيوبة وحدها هي التي تأثرت حجم مبيعاتها. وفي غضون ذلك أكد علاء السبع رئيس إحدي الشركات السبع ووكيل تويوتا أن حجم مبيعات تويوتا في مصر وصل الي20 ألف سيارة في2008 وقرابة ال13 ألفا في2009 لافتا الي أن ظهور عيوب هو شيء موجود في جميع الموديلات وبعض الشركات لا تعلن عنه صراحة حيث تعلن عن عمل صيانة مجانية دون أن يدري العميل إذا كانت السيارة بها عيب أو تم إصلاحه.
وتوقع تراجع نسبة المبيعات بنحو5% ولكنها سرعان ما تعود مرة أخري خاصة أن هذه المشكلة حدثت مئات المرات من قبل وللأسف ثقافتنا لم تتقبل ذلك علي الرغم أنه يحدث في جميع أنحاء العالم. وكشف السبع عن وجود العديد من الشركات والموديلات التي تعتمد علي تويوتا كمورد لقطع غيار سياراتها لافتا الي أن63% من الأمريكان يفضلون تويوتا كما أن حجم مبيعاتها يصل الي13% في أمريكا.
ومن جهته توقع المهندس مصطفي عقل أحد مصنعي قطع غيار السيارات أن تتأثر أرباح الشركات وتعرضها لخسائر فادحة خصوصا مع وجود نية لديها لوقف انتاج الموديلات المعيوبة لافتا الي أن ما يحدث هو نتيجة حدوث خلل في نظام الجودة في صناعة هذه الموديلات المعيوبة وهو ما أدي الي ظهور تلك العيوب في الوقت الحالي. وأشار الي أن اليابان تنتج كميات ضخمة من السيارات وتحرص علي عدم توزيع موديل واحد للأسواق المتجاورة لضمان احتكار الموزع المعتمد لقطع غيارها.
من جانبه استنكر صلاح هيكل رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية ما يحدث حاليا من مراكز الصيانة التابعة لشركات صناعة السيارات التي أعلنت عن وجود عيوب في بعض موديلاتها وقال بيكلفوا المستهلك عيوب الصناعة فضلا عن تكدس بعض المراكز بالسيارات وتعطيل مصالح الناس.وقال إن ما يحدث يعد عيبا خطيرا يؤثر سلبا علي العمالة والصناعة والمستهلكين محذرا من أن تتعامل الشركات مع العمالة علي أنها كبش الفداء من أجل تخفيف حدة الخسائر التي تتعرض لها خاصة أن العمال ليس لهم ذنب فيما يحدث لهذه الشركات.