يا أبناء القوات الجوية..لاتنازلات..لا مفاوضات.. لامساومات تلك الحقائق نضعها أمام أعيننا لنوقن أنه لم يعد هناك بديل عن المعركة, فالأراضي المحتلة لن تعود إلا بالقوة بعد أن صممنا علي رفض الاستسلام..وأصبحت المعركة بيننا وبين أعدائنا هي سباق وقت. إن علي مصر أن تتهيأ للقيام بدورها الكبير في الوطن الذي هي درعه, والقوة الضاربة التي ترد عن الأمة العربية كل الأخطار التي تتعرض لها والقلعة الصامدة والطليعة التي ستقود معركة التحرير, ولابد للعالم أن يعلم قدرة مصر علي مواجهةالتحديات التي تفرضها عليها المعركة مع إسرائيل. والحقيقة المسلم بها أن كل شئ في مصر لابد أن يعبأ جديا للمعركة, ولقد أكد الرئيس أنور السادات أن القتال أصبح حتميا, وأن الشرفاء لابد لهم من حمل السلاح,وصدق الله العظيم حيث قال: كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم, وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم, والله يعلم وأنتم لاتعلمون يا أبناء القوات الجوية: لكل مرحلة تاريخية شعارها, وشعار مرحلتنا الراهنة هو آلمواجهة الشاملة والمواجهة مازالت مستمرة ومتصاعدة بيننا وبين العدو, فالإعداد مواجهة, وتعبئة الجبهة الداخلية مواجهة, والاستعداد مواجهة..انتظارا للحظة الصفر. إن مصر تتحمل الجانب الأكبر من عبء المواجهة حتي تجعل من كل فرد من شعبنا جنديا في المعركة, له دوره, وله جهده الذي يجب أن يقوم به. لقد وصف الرئيس محمد أنور السادات المجابهة بصفتين هما: الحتمية التي لامفر منها, والشاملة التي ليست محدودة بأرض ولا بأي تصور لأي نوع من الحلول الجزئية. ولقد تحدد لتحقيق المرحلة الجديدة ثلاثة أسس: 1 إكمال البناء العسكري لكي يقوم بواجباته ومسئولياته من أجل التحرير مهما تكن التضحيات. 2 متابعة التحرك الدبلوماسي المكثف في جميع الأوقات لأنه أداة لازمة للعمل..قبل المعركة وفي أثنائها وبعدها. 3 إقرار التضحيات الواجبة من كل مواطن تجاه المعركة. إن القوات الجوية في مرحلة المواجهة الشاملة لها أخطر الأدوار وأبرزها. إن هذه المرحلة الدقيقة تستلزم أن يكون كل منكم في موقفه علي مستوي المسئولية,مصمما علي القتال بشرف ورجولة, وعلي استعداد للتضحية والفداء متيقظا لاستخدام كل مالدينا من سلاح بكفاءة وبسالة. لاشك أن العالم سوف يستيقظ يوما علي صيحة نكون نحن صانعيها..وعلي نصر نكون نحن أبطاله بإذن الله وتوفيقه..إن قدر مصر هو تاريخها وقدر قادتها من قدرها..إن أنظار مائة مليون عربي تدنو إليكم لرد الشرف ومسح العار واسترداد الحق وتسطير النصر.