مشكلة المخدرات هي إحدي المشكلات المزمنة في كثير من الدول وتمثل صراعا دائما لأجهزة الأمن ولكل المسئولين المعنيين بآثارها السلبية الضارة والمدمرة للاقتصاد القومي وللصحة العامة وللثروة البشرية غير أن مشكلة المخدرات في دول أمريكا اللاتينية علي وجه الخصوص وفي الأمريكتين علي وجه العموم تعد كارثة بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد ومعان.. فزراعتها وصناعتها وترويجها لا يتم فقط بمخالفة القانون, ولكنه في أحوال كثيرة يتم رغم أنفه وفي روعة النهار بلا مواربة وبلا خوف من السلطات. حول هذه ال قضية نشرت صحيفة هيرالدتريبيون الأمريكية تقريرا علي صدر صفحتها الأولي عن قرار صارم اتخذته صحيفة مكسيكية بالاستسلام لعصابات المخدرات والاعتراف بهزيمتها ودعوة تلك العصابات لتحديد مطالبهم حتي تتجنب هي وصحفييها غضبتهما, جاء الموضوع تحت عنوان( صحافة المكسيك تحت خط النار) نقلا عن وكالة أنباء أسوشيتدبرس. فقد قررت أكبر صحيفة مكسيكية سيوداد خواريز التوقف عن تغطية أكثر حروب المخدرات المتأججة بعد مقتل الصحفي الثاني بها خلال اقل من عامين, حيث حث ممثلو الصحافة الدولية الحكومة المكسيكية لمنح أولوية لأمن الصحفيين, أما صحيفة دياريودي خواريز فقد طالبت عصابات المخدرات المتناحرة في المدينة التي تقع عبر الحدود من إل باسو بولاية تكساس أن يحددوا طلباتهم من الصحيفة حتي تتمكن من مواصلة عملها بلا مزيد من القتلي والمصابين وبدون ترويع موظفيها. وذكرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي مخاطبة قادة مختلف المنظمات التي تقاتل من جل السيطرة علي مدينة سوداد خواريز: أن فقدان اثنين من الصحفيين بسبب ما ينشر في الصحيفة من مقالات خلال أقل من عامين بعد خسارة غير قابلة للتعويض بالنسبة لكل الصحفيين وعلي وجه الخصوص بالنسبة لأسرتي هذين الصحفيين. ولذا نطالبكم بتوضيح ما تريدونه من صحيفتنا بشكل مجدد وتحددوا لنا ما ينبغي علينا ننشره أو ما لا يجب أن ننشره حتي نعرف ونكون قادرين علي توقع نتائجه. وجاء في الصفحة الثانية من الصحيفة أن هجوم مسلحين علي اثنين من صحيفة إيل ياريو أخيرا كان أحدهما موظفا جديدا والآخر متدربا, حيث توفي الموظف لويس كارلوس سانتياجو21 عاما, أما المتدرب فقد أصيب بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع وقت مغادرتهم مكاتبهم لتناول الغذاء.