الكمال لله سبحانه وتعالي وحده والنواقص من صفاتنا نحن البشر الذين غير معصومين من الخطأ, الكل يخطيء ولكن بدرجات متفاوتة لذلك كان الندم الذي يعاني منه الكثيرون أيضا بدرجات متفاوتة. والندم نوعان إما أن يأتي خوفا من شدة العقاب أو أن يأتي مصاحبا لصحوة الضمير, وهذا أفضل بكثير... لأنه غير مشروط بعقاب مادي مثل المرض أو عقوبة السجن أو الغرامة أو الفصل إلخ... بل إنه مشروط بعذاب الضمير وتألم النفس لما ارتكبت من جرم حتي وإن مرت عليه سنوات وسنوات. والطبيعي أن يتحمل كل مرتكب خطأ نتيجة وعاقب فعلته, أما ان يجني ثمار هذا الخطأ الآخر, فهذا شيء غير منطقي أو طبيعي... وهذا يعود بنا إلي فكرة المجتمع الذي يتكون من أفراد وشخوص تربطهم علاقات ومصالح مشتركة علي كل الأصعدة قد تجعل من الفرد أن يتأذي لذنب فرد آخر بل ويدفع هو فاتورة هذا الذنب!! القاعدة دوما أن الذنب لا يقع إلا علي عاتق مرتكبه, والشيء النادر أن يجني ثمار هذا الذنب شخص لا يد له في ارتكابه, ويكون هذا بدافع واحد فقط يتكون من حرفين الحاء والباء أي الحب كحب الأب لابنه الذي أخطأ وأدمن المخدرات أو الأخ لأخيه الذي أفرط في المشكلات أو حب الأم لبنتها التي فقدت عذريتها إلخ.. مواقف وأخطاء عديدة تحدث كل ثانية قد تجعل من كل فرد يخسر من حوله إذا لم يحكم عقله وقلبه ويزن الأمور جيدا.. راجع نفسك جيدا وارصد ما ارتكبته من ذنوب قبل إصدار الأحكام علي الآخرين... سامح.. سامح الآخر وروضه حتي لا يكرر الخطأ. لا تحكم عليه بالإعدام بل ابدأ صفحة جديدة معه.. لملم الجراح بالحب وحاول التأقلم والتعايش واعلم أن الله سبحانه وتعالي يغفر الذنوب كلها لمن تاب واعترف بخطئه.. كن فارسا فالتسامح والنسيان ليسا من صفات الضعفاء بل من سمات الشجعان والأقوياء. ولكن هل المخطيء سيقدر ما فعلته معه أم سيتمادي في أخطائه؟! سؤال تصعب الإجابة عنه إلا بعد التجربة والمبادرة التي لا يعلم نتيجتها سوي الله علام الغيوب... كل عيد حب وأنتم بخير.. [email protected]