تشير التوقعات الي أن الموسم المقبل سيشهد تقلبات كبيرة في الاسعار العالمية للقمح والسلع الاستراتيجية خاصة وان مصر تستورد أكثر من60% من المحاصيل الاستراتيجية ويواجه العالم انخفاضا في انتاج القمح نتيجة للمتغيرات المناخية التي تؤدي الي التراجع في انتاجية هذا المحصول الاستراتيجي مما سينعكس سلبا علي مصر. ولزيادة الانتاج المحلي وكيفية تشجيع المزارع المصري علي التوسع تقول نوال التطاوي وزيرة الاقتصاد السابقة: إن العمل علي زيادة الانتاج المحلي من القمح يجب ان يتم بتفعيل دور الدولة في تشجيع الفلاح خاصة في ظل التوقعات بزيادة اسعاره العالمية بسبب تأثير التغيرات المناخية التي اثرت علي الدول التي تستورد مصر منها المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح. وأوضحت أن اقامة شركات لجمع ونقل وتخزين المحصول من الفلاح المصري ستقلل من الفاقد واختيار افضل الطرق في التوزيع ليصل المنتج الي المستهلك بصورة منظمة بالاضافة الي ويقول الدكتور تامر عصران الخبير إن عدم التنسيق بين الجهات المتخصصة في دعم الفلاح المصري الذي اصبح يواجه الكثير من العقبات في زراعة المحاصيل الاستراتيجية سيجعله يبتعد عن زراعتها مما سيعرض الجميع لأزمات كبري. وأكد تامر عصران الخبير الاقتصادي في المجال الزراعي أن ارشاد الفلاح المصري في استخدام افضل الطرق الحديثة لزراعة القمح عن طريق الجمعيات التعاونية وتعليم الفلاح كيفية استخدامها وحسن تعامل القطاع الزراعي مع الفلاح سيؤدي خلال الفترة المقبلة الي تشجيع الفلاح المصري للزراعات الاستراتيجية التي يرتكز عليها المستهلك مثل القمح والذرة والارز. واضاف أن تفعيل بعض الادوار التي هي غائبة عن مساندة الفلاح المصري مثل دور الصندوق الاجتماعي والتكافل الاجتماعي وانشاء صندوق لضمان الاسعار وذلك لضمان سعر القمح والالتزام من الدولة في تنفيذ ما تقرره من تحديد اسعار القمح وثبات علي موقفها وعدم ربط السعر الذي تحدده الدولة مع الفلاح بالاسعار العالمية التي ترتفع وتنخفض يوما بعد يوم لزيادة ثقة الفلاح في الحكومة بالاضافة الي تنفيذ مشروعات للصناعات الصغيرة التي تصب في مصلحة الفلاح. ويقول الدكتور عمر الحسيني الاستاذ بكلية الزراعة جامعة بنها: إن الفلاح يحجم عن زراعة الحبوب والغلال وهي الارز والقمح والذرة ويقوم بزراعة المحاصيل الأخري مثل الفراولة والكنتالوب والبطيخ لأن هذه السلع يتم بيعها للقطاع الخاص وتحصيل المستحقات سريعا وبها مكاسب مادية للفلاح والذي يمكن ان يتجه الي زراعة القمح اذا وجد ما يعوضه عن زراعة هذه الأنواع من الفواكه. واشار إلي انه يجب علي المسئولين في وزارة الزراعة وبنك التنمية والائتمان الزراعي العمل علي زيادة عوامل التشجيع التي تزيد الاقبال علي زراعة السلع الاستراتيجية وعلي رأسها القمح علي هذا المنوال فإننا سنجد خلال سنوات قليلة قادمة فرصة كبيرة في الاقتراب من تحقيق الأمن الغذائي وإلا فإن الفلاح المصري قد يتخلي عن زراعة القمح ووقتها ستحدث كارثة.