ظاهرة التفاهم الدولي وآثارها النفسية علي الشعوب.العوامل المهيئة لترسيخ ظاهرة التفاهم الدولي. انعكاس ظاهرة التوتر الدولي علي الأبعاد النفسية والاجتماعية لشعوب العالم كيف يفسر علماء النفس هذه الظاهرة وكيف تتم معالجة التوتر الدولي. يجيب الدكتور أحمد محمد ابوزيد في كتابه سيكولوجية التفاهم والتوتر الدولي. إن مشكلة العالم المعاصر تكمن في أن الانسان مسئول بصفة مباشرة عن العديد من الأزمات الدولية التي يتعرض لها ذلك العالم كالحروب والتوترات والصراعات بين المجتمعات الانسانية والتي من الممكن أن تؤدي إلي احتمال تدمير العالم في حرب عالمية ثالثة. إن تغيير المفاهيم لايتأتي إلا إذا انتهجت هذه المجتمعات طريقة جديدة في التفكير السياسي وتعترف بالبديهية المعروفة إن الأمن والسلام لايتجزآن.. وهذا يستدعي أن يفهم العالم كله كبيره وصغيره ويقتنع بمصالح جميع الشعوب في الحياة وبالمساواة بين الجميع. أما عن كيف نرسخ ظاهرة التفاهم الدولي فهي العوامل النفسية بمعني تحسين مستوي الصحة العقلية والنفسية لدي افراد المجتمعات الانسانية.. وفي هذا فقد إقترحت منظمة الصحة العالمية برنامجا يساعد علي تحقيق ذلك.. ويتضمن. * الاهتمام بتوعية أفراد المجتمعات من ناحية اتجاهاتهم نحو الأمراض الطب النفسية. * انشاء مراكز متخصصة للصحة العقلية والنفسية في كل دولة للدراسات العليا. * التعاون بين مختلف الحكومات في هذا المجال وذلك من خلال تبادل الاحصاءات والبيانات والطرق العلاجية الخاصة بمستوي الصحة النفسية والعقلية. شيء آخر له أهمية كبيرة إلا وهو أن محاولة تصحيح وتغيير الاتجاهات والمفاهيم الخاطئة التي تروجها وسائل الاعلام والدعاية بين تلك المجتمعات هي أحد العوامل النفسية المهيئة لترسيخ التفاهم الدولي.. وأيضا لتحقيق لذلك وجب تهيئة مناخ مناسب من عمليات ايقاعية علي المستوي الشعبي.. لانه من المعروف ان تغيير المفاهيم والاتجاهات التي يرتبط بها مجتمع ما. يتطلب ظروفا خاصة تتيح حالة من عدم الثبات وتجعل التغيير ممكنا وسهل الحدوث. التوتر الدولي له اسباب اقتصادية تبدأ بالاحتكارات الاقتصادية وهي التي تفرضها بعض الدول علي الدول الاخري. ولهذا فإن مبدأ تكافؤ الفرص في مختلف دول العالم في المجالات الاقتصادية ثم الاجتماعية ثم الاعلامية هو الذي يأتي بحالة الإشباع بالحاجات الضرورية للانسان في كل مجتمعات العالم. لكن الحقيقة أن العوامل السياسية تأتي بعد ذلك لتفرض نفسها علي حالة التوتر الدولي الذي نعيشه الآن. إن إنتهاج الاسلوب الديمقراطي كأسلوب حياة داخل دول العالم يعتبر في مقدمة كل العوامل الاخري.. ذلك لان اقامة قنوات إتصال اجتماعي وثقافي وسياسي بين شعوب الدول.. يؤدي بدوره إلي زيادة قدرتها علي اقامة جسور من التفاهم والاتصال فيما بينها ويكون ركيزة وأساسا للتفاهم الدولي علي مستوي العالم كله. التوازن الدولي يبدو أنه العلاج السياسي الأساسي للخروج من مأزق التوتر الدولي ولتحقيق ذلك يجب: * وجود قيم مشتركة بين مختلف دول العالم والاتفاق علي الاجراءات لتسوية المنازعات الدولية. * وجود قدر من التمايز الجمعي بين مصالح الشعوب.. أي يتصل كل شعب مع التيارات الفكرية العالمية. لكن الملاحظ أن العالم المعاصر الآن يعاني من سيطرة قوة واحدة كبري هي الولاياتالمتحدةالامريكية.. وهذا معناه ان التوازن الدولي لم يعد له تأثير فعال في ترسيخ مفهوم التفاهم الدولي. لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن ذلك أمر مرفوض لأنه ضد مسيرة التاريخ. ويأتي السؤال عن مدي أهمية الاساليب السلمية في حل أي نزاع ينشأ بين دول العالم اليوم.. وتأتي الاجابة السريعة.. استخدام الوساطة بمعني أن تقوم دولة أو أكثر من غير أطراف النزاع بمحاولة تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتنازعة. ويأتي بعد ذلك اسلوب التفاوض.. فقد شهد المجتمع الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تزايدا واضحا في اللجوء لإسلوب التفاوض الدولي في فض المنازعات الدولية. إن المفاوضات الدولية لاتدور في فراغ وانما تدور في بيئة أو مناخ مملوء بالمتغيرات والتفاعلات التي تؤثر وتتأثر بهذه المفاوضات ومنها مهارة المفاوض.. ثم تأثير توازنات للقوي علي أطراف المفاوضات والخبرات الدبلوماسية.. بل وعلي الأبعاد الثقافية المشتركة في عملية التفاوض. * كيف نخفف من حالات التوتر الدولي؟ الحد من الظاهرة السلبية.. ودراسة أساليب منع الحرب وأن الاحداث العالمية الضخمة سياسيا وعسكريا قد أثرت وإنعكست علي الإستقرار الدولي.. وخاصة الاخطار الناجمة عن المأزق النووي الذي نعيشه الآن والعمل علي تقليل التوتر والصراع بما يسمي الوساطة.. والرؤية بالمبادرات المتبادلة والمتدرجة في خفض التوتر.. وكذلك محاولة الحد من الانفجار السكاني باعتباره من الأسباب الرئيسية لزيادة حدة التوتر الدولي والذي من شأنه زيادة التنافس علي الموارد الإقتصادية.. ناهيك عن سباق التسلح. * ماذا نفعل مع التوتر الدولي فيما حدث أخيرا في موسكو من انتشار الامراض.. والحالة النفسية مع انتشار الحر وارتفاع درجة الحرارة.. أليس في ذلك مايذكرنا بموجة الحر التي قتلت3000 إنسان في نيويورك وإن ذلك في يوم الأحد الأول من شهر أغسطس عام1896.. امطار غزيرة لمدة ساعة وعندما انقطع المطر جفت الارصفة في دقائق واصبح هواء المدينة كغرفة البخار في حمام تركي! ماذا نفعل بعد ان نتجه إلي السماء.. اسمع صوت برنارد شو أنه أجدي علي الانسانية أن تعلم المدارس تلاميذها.. كيف يصفرون سيمفونيات بتهوفين! وأسمع أيضا قراءة لشاعر من الخالدين جبران: ياسكان الأرض كرموا الهة الموسيقي وشيدوا لهم التماثيل.. وعلي الأمم أن تصلي علي أورفيوس وعلي بتهوفين وموزار وفاجنر. وياأيها الكون كبر للذين بنوا في سمائك الحانهم وملأوا الهواء بارواحهم العذبة وعلموا البشر أن يروا بآذانهم ويسمعوا بقلوبهم!