كان أبي وأمي وأخوالي وأعمامي وكل من يعرفنا يثني علي أخي دانيال وكيف لا, وقد كان أخي عضوا في جمعية القلب المقدس وكان له في اجتماعات الأخوة حظ وافر من النشاط فهو إما يعلم أو ينظف المكان أويرتب المقاعد قبيل موعد الاجتماع. المهم هو إنك إذا ما وصلت إلي قاعة الاجتماع فإنك لن تجد أخي واقفا يثرثر أو جالسا بلا عمل. لقد كان يعمل أي شئ يمكنه أن يخدم به الرب. وأما خارج الاجتماع فإنه دائما ما كان يكلم كل من يصادفه عن الخلاص بالنعمة, وقد كنت كثيرا ما أسأل أخي عن خطته أو برنامجه في خدمة الرب وكان بدوره يقول لي شيئا واحدا وهو إنه في يوم يأتي للرب بثلاثين منا وفي يوم آخر بستين وفي ثالث بمائة, فالمهم أنه ينجز العمل الذي أتاحه له الرب بلا تكاسل. والحق أن أخي لم يكن بالمتكاسل, فقد كان شعلة من النشاط ولذا فقد كان الثناء من الأقرباء والغرباء يتقاطر علي أخي ويرافقه مرافقة الظل. وكان الجميع يرون فيه قديساوحتي جاء يوم يزف لنا مفاجأة..لقد أحب أخي مادلين.. وحينما كنت أسأله عن طبيعة ذلك الحب, كان يقول لي إنه يحبها في الرب. وخطب أخي مادلين وكانا يخرجان معا لحضور اجتماعات الجمعية أو لزيارة بعض الأصدقاء والأقارب. وبعد فوات أشهر من ليلة الخطبة, طلبت مادلين من أخي فسخ العقد, وقالت تبرر موقفها بأنها قد ضاقت بأخي ذرعا, فقد كان لايكلمها إلا عن الخلاص والولادة الجيدة وقد قالت لي: تصور أنه لم يحدثني ولو مرة واحدة عن نفسه أو عن مشاعره تجاهي..أو حتي عن تصوره لحياتنا الجديدة..وأضافت تقول لي: صدقني يا راتب..لقد أصبحت لا أطيقه!! ولم أحاول أن أغضب منها.. لقد كانت مادلين تنتظر من أخي.. شيء من الدفء..دفء العلاقة. ولادفء عند أخي..فالسماء عنده تنهمر بالثلوج في عز الصيف!! عادل اسعد بسادة القاهرة