وصف فتح الرحمن شيلا امين الاعلام والمتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان للحديث عن خلافات بين مصر والسودان بالصناعة الاعلامية وقصور للفهم الطبيعي للعلاقات بين البلدين وقال شيلا في حوار مع الاهرام المسائي إن الدور المصري في قضية دارفور واضح وايجابي ومساعدة مصر للسودان دوليا لا يحتاج إلي مبررات ولذلك لم تهتم بما ينشر. وقال ان ما يقدم به حزب المؤتمر تجاه وحدة السودان عمل كبير جعل الاصوات المتساوية بوحدة السودان اعلي, مشيرا الي ان موقف السودان ومصر تجاه التطورات بشأن موقف دول حوض النيل يقدم عمل مستوي عالي من التنسيق التفاهم. وهذا نص الحوار ** هناك حديث يدور حول خلافات سودانية عميقة ماذا تقول؟ * ما رشح في بعض اجهزة الاعلام حول العلاقات المصرية السودانية فيه قصور للفهم الطبيعي للعلاقات المصرية السودانية, والمؤتمر الوطني مؤسسة نضع علاقاتها الخارجية وفقا لمنهج واضح ومن ايجديات هذا المنهج حتمية العلاقات المستقرة القائمة علي تبادل المصالح, ومن هنا نحن نعتبر مصر من الدول الداعمة للسودان عبر تاريخه وهذه واحدة من المرتكزات الاساسية في العلاقات بين البلدين رأي حديث غير ذلك يبقي خارج حوار سياساتنا. ** هل أنتم بذلك راضون عن الموقف المصري تجاه قضايا الجنوب ودارفور؟ * الدور المصري في الجنوب معروف للجميع وهو دور ايجابي يصب في اطار الوحدة واستقرار السودان وفي قضية دارفور الموقف المصري واضح ومساندة مصر للسودان دوليا لا تحتاج إلي مبررات ولذلك لم نهتم لأي حديث نشرته او تناولته بعض من اجهزة الاعلام حول خلاف مصري سوداني, لان القيادتيه المصرية والسودانية متثقتان تماما علي استراتيجية التعامل في هذه المرحلة ونحن بصدر طيب ملف الحرب في دارفور والوحدة في جنوب السودان, وهذا عبر جهود كبيرة, وان القيادة المصرية تتابع معنا وفق تنسيق كبير لاننا شركاء مصير واحد ولذلك لم تهتم الاجهزة الرسمية ببعض محاولات التشويش من بعض اجهزة الاعلام, واؤكد لك بان التنسيق بين الاجهزة الاعلام, واؤكد لك بان التنسيق بين الاجهزة الحزبية في مصر والسودان وايضا الاجهزة التنفيذية تؤثر علي صدق العلاقة واهمتها وتعزيزها وتطويرها. ** كيف تري موقف البلدين من قضايا مياه النيل؟ * موقفهما واحد من ثوابت العلاقة الكبيرة والوطيدة بين مصر والسودان هو الشق الذي يربط بين البلدين وبمجرد حدوث هذا الخلاف كان موقف البلدين اصيلا يعبر عن تضامن حقيقي حول مصالح البلدين, ونحن في السودان نملك مياها كثيرة ولدينا مصادر عديدة ورغم ذلك نعتقد ان مواقف دول حوض النيل لم تراعي مصالح السودان ومصر ومن هنا. كان قرار السودان تجميد عضويته في المبادرة واكثر مايؤكد علي التفاهم الكبير بين البلدين هو التنسيق الكبير بين وزارتي الري المصرية والسودانية في ملف مياه النيل في كل المفاوضات ودول حوض النيل. ** ماهي توقعاتك لنتائج الجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية بشأن وحدة السودان؟ * اولا نحن الان دولة واحدة ولذلك اي حديث عن الانفصال يعتبر امرا شاذا وضد طبيعة الاشياء تاريخيا وجغرافيا وثقافيا والدليل علي ذلك طيلة السنوات الماضية كان النزوح من الجنوب الي الشمال ويجد المواطن الجنوبي في الشمال الأمن والامان والتعايش السلمي وهذا يؤكد ان العلاقة بين الشمال والجنوب لاتقبل التجزئة وكذلك ان اللغة المشتركة بين كل القبائل الجنوبية والشمالية( عربي جوبا), وحتي مبدأ تقرير المصير اقتضته ضرورات وهو يعني اقرار الوحدة الطوعية..ولكن اذا نظرنا للواقع اليوم للعالم من حولنا كلها تسعي للتوحد في اوروبا وافريقيا وحاليا افريقيا تدعو لقيام الاتحاد الافريقي وهناك ايضا قبائل تمازج تدعوها مصالحها بان تتعايش بين الشمال والجنوب, وان انفصال الجنوب عن الشمال يهدد دول الاقليم حيث ان كثيرا منها تعاني من صراعات واذا تم الانفصال ستتفتح شهية هذه الدول ولذلك اصبح العالم من حولنا لايساند ولايدعم اي اتجاه للانفصال وكل هذه المعطيات تؤكد ضرورة وحدة طوعية في السودان. ** ولكن المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لم يعمل بهذه القوة من اجل الوحدة؟ المؤتمر الوطني يضع في حساباته تكملة مشروع السودان الموحد والذي لم يكتمل مع الاستقلال, حيث كان المشروع الاول هو استقلال السودان وانجز وأقر وحدة السودان وعدم استقرار الانظمة منذ استقلال السودان خال دون اكمال اجندة الرعيل الاول للاستقلال والمؤتمر الوطني يدرك ان هناك ظروفا امام هذا التحدي ولذلك جاءت في مقررات المؤتمر العام قبول التحدي وانجاز الاستفتاء كحق من حقوق الجنوبيين والعمل بين الشريكين عبر آلية مشتركة لتنفيذ الاتفاقية, ونعترف بان هناك بعض الاتفاقيات اعترضت خطواتنا وهذا امر طبيعي نسبة لحجم التطورات التي افرزتها الحروب خلال50 عاما, وفي تقييمنا في المؤتمر الوطني بان ما انجز بحساب الزمن كان كبيرا. ** يتردد بان المؤتمر الوطني سيسعي لفصل الجنوب؟ * هذا حديث غير صحيح ولامنطقي وافتراء لان منهج المؤتمر الوطني واضح ومايؤكد ذلك قيام المؤتمر الوطني بانشاء هيئة قومية تشارك فيها القوي السياسية الداعمة لمشروع الوحدة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني لاكمال مشروع الوحدة الجاذبة ومايعزز ذلك تشكيل مفوضية الاستفتاء من شخصيات قانونية ووطنية وسياسية برئاسة البروفيسر محمد ابراهيم خليل ولكن بالتأكيد ومن خلال متابعتهم للواقع هناك تكون قد تكونت لكم فكرة كاملة عن مستقبل السودان؟ أولا ان المنهج الذي أقره المؤتمر العربي في تكوين مفوضية الاستفتاء عامل مهم علي اكمال الاستفتاء بنظرة قومية والمناخ المهني وفقا لاستراتيجية المؤتمر الوطني تقرأ دلالاته ومؤشراته بأن صوت الوحدة اصبح هو الاعلي وفرصة الوحدة هي الاكبر فهناك عمل كبير ومستمر وهناك أجواء من التفاؤل تدعو للاطمئنان علي مستقبل السودان. ** هل تعتقد بالفعل ان هذا العام سيكون الحاسم لحل مشكلة دارفور كما اعلنتم؟ نعم وما قلناه عن ان هذا العام سيتم فيه حسم قضية دارفور مايؤكده قيام الانتخابات بمشاركة مواطني دارفور بتلك النسبة العالية ومشاركة النازحين في المعسكرات وهذا أكد أن الوضع أصبح يختلف تماما عما سواه في فترات سابقة وكذلك مشاركة زعماء القبائل والعشائر وقادة منظمات المجتمع المدني وقيادات المعسكرات مع الدور الفاعل من المجتمع الدولي الداعم لهذه الخطوات وكلها تؤكد انه من الممكن حسم هذه القضية هذا العام. ** هل تشعر بأن التمثيل الدارفوري تشريعيا وتنفيذيا مرض لهم؟ الان المجلس الوطني البرلمان يمثل فيه أكثر من90 عضوا من دارفور اضف إلي ذلك ان قيادات الحكومة بعد الانتخابات تكشف عن وجود عدد مقرر منهم في وزارات مهمة مثل المالية والتربية والتعليم والعدل وكل هذه ظروف ستسهم في طي ملف مشكلة دارفور وهي احدي استراتيجيات المؤتمر الوطني بعد الانتخابات بما يفضي إلي الاستقرار ووضع السودان في طريق التنمية وكذلك جعل وحدة السودان واجبة وممكنة.