تحت عنوان ماتيس الذي لا نعرفه يقام حاليا بمتحف الفن الحديث بنيويورك معرض لعدد من اللوحات المجهولة والمتواضعة الشهرة لهنري ماتيس, احد اهم رواد الفن المعاصر. يحوي المعرض مجموعة من الرسوم التي انجزها ماتيس في الفترة بين1913 و1917 سنوات الحرب العالمية الاولي يظهر من خلالها اختلاف موضوعاته واسلوبه الفني الذي تميز بالاحتفاء بالحياة والالوان قبل هذه المرحلة. تكشف قراءة المعرض الذي يحوي109 لوحات, عن تأثر ماتيس الشديد بظروف الحرب العالمية الاولي التي تسللت الي مشروعاته الفنية لتكتسي بمساحات رمادية وسوداء لم تكن توجد في اعماله من قبل يضاف اليها درجة غير نقيةمن اللون الابيض تتسلل لتحتل فراغات اللوحات ويبدو ان اثر الحرب التي عايشها الفنان لم يقتصر علي اضفاء البهجة في ألوان لوحاته وسيطرة القتامة والبؤس عليها بل امتد لصناعة مفردات وتشكيل اللوحة التي تحولت الي اجزاء متناثرة لعالم ممزق يحاول الفنان جمعها لتتخذ شكلا او صيغة تصف هذا التمزق والدمار الذي شهده في رحلاته خلال فترة الحرب. يحوي المعرض بين لوحاته التي يمكن استعراضها عبر موقعه علي الانترنت, لوحة لسمكة في حوضها الصغير, تبدو اللوحة علامة علي العالم المثالي المبهج الذي كان يصوره ماتيس الا ان مسئولي المعرض يشيرون الي المساحات السوداء الممتدة التي تبدد بهجة العالم الصغير الأمن الذي تعكسه اللوحة. لتبدد ذلك الامان المتخيل الزائف. في لوحة اخري بدأ ماتيس رسمها عام1909 عنوانها المستحمون بجوار النهر تبدو في مقطعها الاول ذات الوان بهيجة لفتاة تقف في حقل ممتد في مقطعيها الثاني والثالث يتلاشي اللون الاخضر تدريجيا ليحتل الرمادي بدرجاته ومعه الاسود مشهد اللوحة كاملة لتتبدد البهجة ويسيطر الموات علي صورة الاشباح التي تحل محل شخوص اللوحة, فيما تشير المعلومات المنشورة الي جوارها ان ماتيس لم ينته منها الا في عام1916. تبدو هاتان اللوحتان علامة تلخص اجواء المعرض الذي عده عدد من نقاد الفن في الصحف الامريكية كما يشير موقع المتحف اهم معارض العام.. يحوي المعرض كذلك مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي اقتناها ماتيس عبر الكروت السياحية خلال رحلته للمغرب خلال سنوات الحرب العالمية الاولي, تبدو في هذه الصور الملونة يدويا تلك المساحات الرمادية التي يستنتج النقاد انها كانت مصدرا للقتامة التي احتلت لوحات ماتيس خلال تلك المرحلة ويعرض متحف الفن الحديث تلك الصور جنبا الي جنب الاعمال التي رسمها ماتيس تأثرا بهذه الاجواء.