استطاع الجيل الجديد من ابناء الصعيد ان يغير صورة الاقليم الجنوبي من مصر حول التعليم وزيادة الامية في العديد من محافظاته بعد الاقبال الشديد علي التعليم في كل المراحل التعليمية وافتتاح جامعات في المحافظات المختلفة لاستقبال الاعداد المتزايدة من المتعلمين. استطاع الجيل الجديد من ابناء الصعيد ان يغير صورة الاقليم الجنوبي من مصر حول التعليم وزيادة الامية في العديد من محافظاته بعد الاقبال الشديد علي التعليم في كل المراحل التعليمية وافتتاح جامعات في المحافظات المختلفة لاستقبال الاعداد المتزايدة من المتعلمين. وقد لاحظت الاعداد الكبيرة من الاناث الملتحقات بالتعليم الثانوي بعد ان كان التعليم مقصورا عليهن حتي المرحلة الابتدائية أو الاعدادية لتلتحق بعد ذلك الي المدرسة المنزلية حيث دورها في الزواج وبناء أسرة جديدة تنضم الي العائلة وهذا معناه تراجع العادات والتقاليد امام التعليم والتطورات الحديثة في وسائل الاتصالات والإعلام المرئي, وان احد الاسباب التي دفعتني للحديث حول التعليم في الصعيد ما لاحظته من الاقبال الشديد من أبناء اسيوط وسوهاج واسوان علي العلم ومحاولة الاستفادة من القوافل التعليمية التي تنظمها الدولة من خلال وزارتي الشباب والتعليم والتي وصل فيها اعداد المستفيدين منها الي اربعة الاف في محافظة مثل اسوان كان عدد من اقبل من البنات أكثر من70% من العدد الكلي للطلاب الذين شاركوا في القوافل التي يحاضر فيها كبار المعلمين الذين قدموا من القاهرة لاجراء المراجعات النهائية وتوضيح شكل الامتحانات الجديدة وكيفية التعامل مع الاسئلة حتي ان الطالبات واصلوا الدرس حتي ساعات متاخرة من الليل حتي لاتفوتهم اي معلومة وان ذلك اجاب علي سؤال لماذا يسيطر ابناء الصعيد سنويا علي عدد من المراكز الاولي من الثانوية العامة ومن الملاحظات المهمة حول القوافل بالصعيد الاقبال الشديد من البنات علي التعليم والتحاقهم بالأقسام العلمية بالثانوية العامة وان ذلك كان نتيجة التغيرات التي طرات علي العادات والتقاليد وانتشار التعليم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة رغم وجود مدارس تاريخية باسوان مثل التجريبية الثانوية للبنات التي انشأتها منظمة اليونسكا في1963 والعقاد الثانوية التي انشئت في أوائل القرن الماضي وهي من اقدم المدارس في مصر الي جانب مئات المدارس الجديدة التي انشأتها الدولة بالمحافظة والتي سهلت مأمورية ذهاب البنات الي مدرسة القرية ورفض خروجها خارج القرية للتعليم, هذا الي الجانب التنويري الذي لعبه الاعلام من خلال الدراما التليفزيونية التي قدمت نماذج ناجحة للمرأة المصرية ووصولها الي ارفع المناصب العلمية والقيادية, مما ساهم بشكل كبير في تغيير النظرة لتعليم المرأة بالصعيد ودخولها الجامعة بعد ان كان التعليم الجامعي مقصورا علي الأولاد فقط بسبب العادات والتقاليد التي توارت خلف ثورة الاتصالات التي غزت كل البيوت الصعيدية وأصبح المحمول في يد الجميع وأجهزة استقبال الفضائيات في كل بيت واصبح المواطن ملما بكل الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية الي جانب الدور التنويري الذي لعبته وزارة الشباب من خلال فتح أبوابها أمام البنات لممارسة الرياضة والتجمعات العائلية كنادي اجتماعي بعد انارة الملاعب وانشاء أندية المرأة والاندية الاجتماعية ولم يقتصر دور المركز علي ممارسة الرياضة فقط, وكنت اتمني ان يعود الدور التنويري لوزارتي الثقافة والاعلام من خلال قصور الثقافة والمراكز الاعلامية وان السبب الحقيقي في تراجعها تحويلها الي مراكز سياسية وليست ثقافية وتنويره وضم هيئة الاستعلامات لرئاسة الجمهورية افقدها الدور الاجتماعي. ورغم الفرحة العارمة من الاقبال الشديد علي القوافل التعليمية فإن حزني كان أكبر سبب الركود الشديد الذي تعاني منه المدينة وكان واضحا علي وجوه المواطن الاسواني بسبب انهيار السياحة وتوقف مئات الصناعات المرتبطة بها والذي كان يعيش علي تسويقها المواطن العادي وان الفنادق والمزارات السياحية خاوية علي عروشها وقد ذهبت الي الأماكن التاريخية التي كانت تعج بالسائحين خلال زياراتي السابقة قبل الثورة لايوجد بها حاليا الا نفر من الزائرين المصرين وحراس المعابد, فاملي كبير في استقرار البلاد لتعود السياحة الي مصر التي تمتلك مايقرب من نصف آثار العالم الي جانب تمتعها بسواحل جميلة وطقس معتدل طوال العام لتنتعش الحياة اليومية للمصريين.