تعرف الأممالمتحدة الأمية بأنها' عدم القدرة علي قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة' وتعرف القواميس اللغوية وموسوعات المصطلحات الأمية بأنها عدم القدرة علي القراءة والكتابة لمن هم أكثر من سن الخامسة عشرة وبعضها تحدد السن بالسادسة عشرة. وفي عام1930, وضع مكتب الإحصاء الحكومي الأمريكي تعريفا للشخص الأمي علي أنه' أي فرد يزيد عمره علي عشر سنوات ولا يستطيع القراءة والكتابة بأي لغة'. وفي عام1970, اعتبر مكتب التعليم الأمريكي أن الحد الأدني من سنوات التعليم التي يجب أن يقضيها أي فرد في المدرسة هو ست سنوات أو ربما ثماني سنوات. ومن أهم الأسباب المؤدية إلي الأمية: الفقر وأمية الكبار وعمالة الأطفال والعادات والتقاليد المتخلفة والزواج المبكر للإناث والتفرقة في المعاملة بين الجنسين والسياسات الحكومية. - ويعد الفقر من أهم الأسباب التي تؤدي إلي ارتفاع نسبة الأمية ويرتبط ذلك أيضا بمشكلة أمية الأبوين وعدم توافر المؤسسات التعليمية المؤهلة لتعليم الصغار وأيضا بالمشكلات الاقتصادية القائمة باعتبار أن أغلب الأميين خرجوا في ظل واحد من هذه الظروف فهناك ملايين الأسر في الدول الفقيرة التي تجبر أبناءها علي الخروج من المدارس من أجل إلحاقهم بأعمال ومهن لا تتناسب وسنهم وصحتهم, حيث إن بعض هذه الأعمال قد يسبب لهؤلاء الأطفال أضرارا جسدية أو حتي قد يعرضهم للموت والوفاة. - ومن أسباب الأمية أيضا محافظة بعض الأسر علي بعض التقاليد والعادات المتخلفة والتي من بينها حرمان الفتيات من التعليم أو إخراجهن أيضا من المدارس عند بلوغهن مرحلة عمرية أو مدرسية معينة أو قيام أسرهن بتزويجهن قبل أن يصلن إلي السن المخصصة للزواج وربما يكون التفريق بين الذكور والإناث سببا في حد ذاته باعتبار أن كثيرا من الأسر في بعض المجتمعات تحرص علي تعليم الذكور ولا تحرص بالمثل علي تعليم الإناث لا لسبب إلا بهدف التفرقة. - ومن أسباب الأمية أيضا في الدول النامية عدم اهتمام حكومات بعض من هذه الدول بقطاعات التعليم المختلفة وهو ما يؤدي إلي تردي مستوي المدارس والمؤسسات التعليمية أو ارتفاع تكاليف التعليم الابتدائي بشكل يفوق قدرة الأسر الفقيرة وهذا ما يجعل الصغار والأسر الفقيرة غير قادرة علي تحصيل العلم وبالتالي يبتعدون عن التعليم وعن هذه المدارس. - والأمية ليست مقصورة علي الأمية التعليمية فحسب, فهناك أشكال مختلفة أخري من الأمية, مثل الأمية التكنولوجية وتتمثل في عدم قدرة الإنسان علي التعامل مع الأجهزة التكنولوجية الحديثة خاصة تكنولوجيا المعلومات كالكمبيوتر والإنترنت وما شابه حتي وإن كان قد حصل علي أرقي الشهادات الجامعية. - وتوجد أيضا الأمية الثقافية وهي أن يجهل الإنسان أيا من المعلومات الثقافية من أي نوع ويكون لديه قصور شديد في الاطلاع العام والمعرفة. - ويتردد أيضا مصطلح الأمية الجنسية والذي يرتبط بجهل بعض الأشخاص بالمعلومات الأساسية الوافية عن الجنس لما قد يؤدي إليه ذلك من مشكلات أسرية أو إنجاب عدد أكبر من الأبناء أو إصابة بالأمراض الخطيرة. - وهناك الأمية السياسية الذي تعني جهل الفرد بأي معلومات سياسية وعدم اهتمامه بالشأن السياسي العام. - وهناك أيضا ما يمكن تسميته ب'الأمية الجغرافية' وهو مصطلح متوافر في الدول المتقدمة ويعني أن يجهل الفرد مواقع الدول علي الخريطة ويعاني الملايين في الولاياتالمتحدة علي سبيل المثال من تلك الظاهرة ولكنه كمصطلح يمكن أن يندرج أيضا تحت بند الأمية الثقافية. وللأمية آثار سلبية كبيرة فهي إيجاد نسبة بطالة كبيرة بين الشباب مما يعيق اقتصاديات كثير من الدول وحتي الولاياتالمتحدة تعاني من تلك الظاهرة ونظرا لتلك المشكلة الكبيرة فقد تنتشر الجريمة بين المجتمعات التي تتفشي فيها ظاهرة الأمية بنسب كبيرة والمجتمع الذي يعاني الأمية يصبح من المجتمعات العاجزة عن التقدم في أي من المجالات. والأهم من ذلك أن الأمية مكون رئيسي من مكونات الحياة غير الديمقراطية السليمة أو إذا شئنا القول إنها أحد العناصر الأساسية لأنظمة الحكم الشمولية.