تحدي والدي الحاج محمد نصير رحمه الله كبير عائلة نصير الأعراف والتقاليد من أجلي لأكمل تعليمي, هذا ما أكدته د.آمنة نصير, أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية البنات- بجامعة عين شمس, عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر, في بداية حديثها, موضحة: كنا نعيش بقرية موشا, إحدي أهم قري أسيوط, ولأن والدي كان مهابا قوي الشخصية استطاع أن يستوعب مشاكل وهموم عائلة كبيرة, هي عائلتنا التي تتكون من أحد عشر رجلا وأربع سيدات, وطبيعة الحال في الصعيد هي أن يتولي كبير العائلة شئون الأسرة, وكانت التقاليد في ذلك الوقت تفرض عدم إكمال الفتاة تعليمها, إلا أن والدي لم يأبه بذلك, ومن خلال شخصيته الودودة و ابتسامته الساحرة استطاع أن يحتويني, ورغم أنه إمتثل في بداية الأمر لعادات وتقاليد العائلة ورفض إكمال تعليمي فإنه عندما قررت الدخول في حالة خصام مع أسرتي لم يتمسك كثيرا بهذه التقاليد واحتواني, وألقي بكل العادات والأعراف جانبا وأدخلني المدرسة الأمريكية الداخلية بأسيوط, وكان نعم الأب الحنون السخي, فكان ينفق علي بما يوازي ثمن ثلاثة أفدنة زراعية, وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت, وكان فخورا بي رغم حالات الاستنكار من أهل القرية, وكلفه ذلك عبئا معنويا حيث واجه اعتراضا شديدا من أطراف العائلة, وما فعله والدي معي أعطاني حالة من الثبات وطول النفس, وقدرة علي الوقوف أمام العادات والأعراف الخاطئة. أيضا مثل آدم في حياتي نموذجا رائعا وفريدا في محيط دراستي العليا, فأذكر د.عاطف العراقي( رحمه الله) حيث كان محبا للعلم, حتي وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر, و رغم أنني كنت طالبة علم فإنه كان يستمع إلي آرائي مادامت هناك البراهين التي أستند عليها. و كما أعتبر أستاذي, سامي النشار, أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب الإسكندرية, والذي وضع ميثاق ثورة يوليو له دور كبير في حياتي, حيث كان عملاقا في مودة الطلاب, وكان أبا كريما وودودا لأبنائه من طلاب العلم, وقد عرفت من خلاله قيمة المدرسة الفلسفية, وارتويت من علمه الكثير والكثير, وقد حاولت أن أرد له الجميل, وكلفت إحدي طالباتي بإعداد رسالة دكتوراه عنه, وكان ذلك منذ ما يقرب من سبع سنوات, وقد تناولت الرسالة شخصيته و علمه.