عاد إلي أرض الوطن الرئيس عدلي منصور بعد مشاركته في اجتماعات القمة العربية بالكويت في دورتها الخامسة والعشرين. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قد ألقى كلمة مصر، بصفتها دولة رئاسة القمة العربية السادسة والعشرين (القاهرة، مارس 2015)، وذلك خلال الجلسة الختامية للقمة، مؤكداً أن استضافة مصر لفعاليات القمة المقبلة بمشيئة الله تعالى، في تلك المرحلة الدقيقة، تُعد رسالة تضامن وتآزر عربي للداخل والخارج، يتعين على الجميع أن يعي مغزاها ومعانيها.
وأضاف أن الرئيس عبر خلال كلمته عن التقدير والشكر لدولة الإمارات العربية الشقيقة، رئيساً وحكومةً وشعباً، على الثقة الغالية التي أولتها لمصر، لاستضافة القمة المقبلة، حيث كان من المقرر أن تستضيفها دولة الإمارات.
وأشاد الرئيس بدور أمير الكويت في أدارة أعمال القمة بحكمة واقتدار .. مما أفضى إلى أن تسود مناقشاتنا ومداولاتنا روح طيبة وتعاون بناء .. وهو ما انعكس بدوره على النتائج الايجابية التي تمخضت عنها قمتنا.
وقال الرئيس منصور: إنني هنا أنقل اليكم الآن باسم أهلكم .. جموع الشعب المصري قاطبة .. دعوة ترحيب بانعقاد الدورة السادسة والعشرين لاجتماعات مجلس الجامعة على مستوى القمة فى مارس 2015 على أرض مصر الطيبة .. بلدكم الثاني. وأكد أن القاهرة تعتز باستقبال الملوك والرؤساء والزعماء العرب في القمة القادمة عام 2015 وفي كل وقت ترغبون فيه بتشريفنا بالزيارة.
وإن الشعب المصري ليتوق لاستقبالهم للتعبير عن الامتنان لكم على مساندتكم الصادقة خلال الفترة الماضية وهو أمر سيظل محفورا بذاكرتنا جميعا .. فقد أحسنتم – وبحق – إظهار معدن الاخوة العربية كما عهدناها دائما.. فى مرحلة من أخطر مراحل التطور التي شهدتها مصر في عهدها الحديث.
وقال الرئيس إن استضافة مصر لفعاليات القمة المقبلة بمشيئة الله تعالى .. فى تلك المرحلة الدقيقة رسالة تضامن وتآزر عربي للداخل والخارج .. يتعين على الجميع أن يعي مآلاتها ويستبصر في معانيها.
وأكد الرئيس :أننا سوف نسعى سعيا حثيثا دءوبا .. كما عهدتمونا دائما .. فى سبيل بذل أقصى الجهد .. بصدق النية الواجب .. والاخلاص الذى لا يفت في عضده شيء .. لدعم التكامل العربي .. وتوطيد أواصر التعاون بين دولنا .. خلال تولينا مهام الرئاسة المقبلة .. فلسوف نتعهد برعاية النبت الطيب الذى غرسه الأشقاء .. ونستكمل البناء على اللبنات الطيبة التي تم ارساؤها خلال قمة الكويت ورئاستها الحكيمة .. التي ستمتد على مدار العام المقبل.
وقال الرئيس منصور :إننا لنتطلع بصدق وأمل ويقين .. إلى يوم يشعر فيه المواطن العربي بثمرة جهودنا في تلك المرحلة .. نتطلع إلى أن ننهض بجامعتنا العربية – رمز الهوية العربية وعنوانها – كي تكون عروبتنا قادرة على مواجهة تحديات العصر ومجابهة أخطاره .. وأن تكون مصدرا للخير في شتى مناحي العمل العربي في مختلف المجالات وأن مصر تتطلع إلى هذا اليوم حتى يفخر أبناؤنا بما حققناه لهم.
واختتك الرئيس كلمته قائلا :هذا يوم يراه البعض بعيداً .. ونراه نحن – بعون الله وقوته – قريباً.
وقد اختتمت القمة العربية بالكويت أعمالها بإصدار "اعلان الكويت" حيث طالب الرؤساء والزعماء العرب الجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية بالارتقاء بالمؤسسة التعليمية بأسرها على نحو عاجل وتأهيلها على نحو يكفل لها اداء رسالتها بكفاءة ومهنية واقتدار.
كما دعا القادة العرب إلى التطوير النوعي لمناهج التعليم وعلى نحو خاص المناهج العلمية بما يواكب التطورات التقنية الحديثة واكتشافات العصر وفتوحاته العلمية وضمان ان يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التي تتيح لهم الاسهام في دفع عملية التنمية وتحقيق النهضة العربية الشاملة.
وأعرب القادة العرب عن التزامهم بالعمل على بناء القدرات البشرية لمواطني الدول العربية على نحو متصل وبشكل منهجي من خلال المؤسسات التعليمية ومؤسسات التكوين المهني بما يسهم في تراكم الرأسمال البشري القادر على دفع مسارات التنمية وايلاء العناية بمحو الاموية وعلى نحو خاص في اوساط النساء وفي المناطق الريفية في اقرب الآجال وصولا الى مجتمع خال من الامية يتمتع بقوة العلم والمعرفة.
وحث القادة العرب على متابعة الاصلاح المؤسسي والهيكلي لمنظومة العمل العربي المشترك وتجديد نظمها وتفعيل آلياتها.
كما دعا القادة العرب الى العمل الجاد والحثيث على مقاومة الارهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمادية.
وطالب القادة العرب بوقف كافة اشكال النشر او الترويج الاعلامي للافكار الارهابية او التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الاديان والمعتقدات.واعلنوا رفضهم التام لكافة اشكال الابتزاز من قبل الجماعات الارهابية سواء بالتهديد او قتل الرهائن او طلب فدية لتمويل جرائمها الارهابية مجددين التأكيد على ادانتهم الحازمة للارهاب بجميع اشكاله وصوره وايا كان مصدره باعتباره "عملا اجراميا" ايا كانت دوافعه ومبرراته. كما دعا القادة العرب الى تطوير الية مجلس الجامعة على مستوى القمة لتشمل عقد قمم عربية نوعية تعني بالقضايا ذات الاولوية الملحة في تطوير الدول العربية.
وأكد القادة العرب في (اعلان الكويت) الصادر في ختام القمة أن ذلك سيسهم في تقدم الدول العربية والارتقاء بمستوى الرفاه الانساني للمواطني العربي وتكريس اعمالها لمناقشة هذه القضايا وبحثها ووضع الحلول الناجعة لها وخاصة في مجالات التعليم والثقافة والصحة وقضايا المراة والشباب والطفولة وحقوق الانسان.