أكد الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربيه فى تصريح له اليوم ان أهم الملفات والقضايا التي ستطرح على القمة العربية الخامسة والعشرين التي ستعقد بدولة الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين القضية الفلسطينية التى ستتصدر جدول أعمالها خاصة أنها ما زالت تمثل القضية المركزية والمحورية للأمة العربية في ظل ما تقوم به اسرائيل من ممارسات تشكل تحديا للنظام الدولي وللشرعية الدولية وللأمم المتحدة. وأوضح أن الأزمة السورية ستشكل البند الثاني على جدول أعمال قمة الكويت إلى جانب ملف تطوير وإصلاح الجامعة العربية الى جانب قضايا أخرى لافتا الى أنه سيتم عرض تقرير على القمة يتعلق بمبادرة الرئيس السوداني عمر حسن البشير والتي طرحها على قمة الدوحة العام الماضي وتتعلق بتحقيق الأمن الغذائي العربي وسد الفجوة التي تتزايد يوما بعد يوم بالإضافة الى إنشاء آلية للتنسيق مع المنظمات الإقليمية والعالمية في مجال تقديم العون والمساعدات الانسانية وتقرير عن مشروع عربي عملاق يتصل بالطاقة الجديدة والمتجددة.
وردا على سؤال حول مفهومه لما جرى في دول الربيع العربي في العام الأخير أقر العربي بحق شعوب تلك الدول في المطالب بالحرية والديمقراطية بعد أن أمضت النظم الحاكمة فيها سنوات طويلة لكنه قلل في الوقت نفسه من الهواجس التي تنتاب البعض من إمكانية وقوع تداعيات سلبية فى هذه الدول مذكرا بأن المرحلة الانتقالية في دولة مثل البرتغال التي شهدت ثورة عارمة في عام 1974 ثم في دول شرق أوروبا التي اندلعت فيه ثورات قبل سنوات امتدت الى أكثر من 9 سنوات ثم شهدت تصحيحا لأحوالها وأوضاعها.
وحول مكافحة الإرهاب قال إن مصر على لسان وزير خارجيتها نبيل فهمى تقدمت بمبادرة مكونة من 6 نقاط خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية فى دورته ال141 على مستوى وزراء الخارجية فى التاسع من مارس الجاري للتعاون العربي في هذا المجال وذلك تفعيلا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي وقعت عليها 17 دولة عربية في العام 1998 وقد عقدت مجلس وزراء الداخلية العرب اجتماعا في الثاني عشر من مارس الجاري بمدينة مراكش المغربية والذي أصدر توصية بعقد اجتماع مشترك بينه وبين مجلس وزراء العدل العرب وذلك لبحث المبادرة المصرية وكيفية تفعيلها في الواقع العربي.
قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الأزمة السورية بعد فشل مفاوضات جنيف 2 مؤخرا هي حاليا بيد مجلس الأمن الدولي وليس الجامعة العربية موضحا أنه لم يتحقق أي تطور إيجابي حتى الآن فيما يتعلق بإيجاد حل لها مشيرا الى عقد مؤتمر "جنيف 1" الذي توصل الى وثيقة تنص على بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة أو هيئة تنفيذية لها صلاحيات واسعة والتي وافقت عليها مختلف الأطراف مضيفا ان مؤتمر "جنيف2 " لم يحقق أي تقدم يذكر.
وأشار الى أن كافة قرارات الجامعة العربية كانت تركز على الحل السياسي للازمة مشددا على ضرورة قيام فصائل المعارضة باستعادة وحدتها وتشكيل قيادة موحدة لها، منددا بارتكاب قوات النظام السوري جرائم ضد الإنسانية وهو للأسف ما تمارسه بعض الفصائل المنتمية للمعارضة وانتقد ما وصفه بعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل لهذه الأزمة والتي وصفها بأنها بلغت مرحلة شديدة السوء وأصبحت تمثل أكبر كارثة انسانية في القرن الواحد والعشرين. وفيما يتعلق بمنح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف المعارض كشف العربي عن أن هناك اعتراضا على هذه الخطوة خلال مناقشة الأمر في 6 مارس من العام الماضي مشيرا الى أن هناك قرارا من مجلس الجامعة العربية الأخير على مستوى وزراء الخارجية يدعو لمواصلة المشاورات مع الائتلاف بشأن مقعد سوريا ثم عرض الأمر على القمة وحتى الآن ما زالت المسألة في سياق التشاور.
وبشأن الوضع في ليبيا وعما إذا كانت الجامعة قد قدمت الغطاء السياسي للتدخل الغربي العسكري عبر حلف الناتو بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها ضد حكم معمر القذافي أوضح أن مجلس الأمن أصدر قرارا بفرض منطقة حظر جوي والذي أيدته الجامعة بعد أن هدد القذافي بمحو نصف مدينة بنغازي من الوجود وهو ما كان يصب في حماية الشعب الليبي ثم تطور القرار الى التدخل المعروف مشيرا الى أن الأوضاع الحالية في ليبيا تعكس قلقا واسعا لدى الجامعة بسبب انتشار أعمال العنف وغياب مؤسسات الدولة وانتشار المجموعات المسلحة التي تفرض هيمنتها على مناطق ومدن وموانئ بكاملها وقال إن الجامعة افتتحت مكتبا لها في طرابلس لتسهم في تقديم العون لبناء مؤسسات وأجهزة الدولة وقد طلب رئيس الوزراء المقال علي زيدان خلال زيارته الأخيرة للقاهرة مساعدة حكومته على جمع السلاح ولكن زيدان أقيل مؤخرا من منصبه فتوقفت جهود الجامعة . وبشان موقف الجامعة العربية من القضية الفلسطينية أكد ان الجامعه العربيه على مستوى وزراء الخارجية أصدرت قرارا يتبنى السعي الى إنهاء الصراع مع اسرائيل وقال إنه تم تكليف لجنة وزارية عربية بمتابعة ذلك والتي قامت بإجراء اتصالات مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الذي أبدى اقتناعا بهذا التوجه الجديد تجلى في إقناع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للدخول في مفاوضات حدد سقفها الزمني ب9 أشهر بهدف التوصل الى إيجاد حلول للقضايا الجوهرية والمتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية المتماسكة على حدود الرابع من يونيو 1967 ثم الحدود واللاجئين والمياه.
وأكد أن اسرائيل تمارس في مفاوضاتها مع الفلسطينيين لعبة إهدار الوقت والتي تعتبر أن لها قيمة استراتيجية فكل وقت تكسبه تحقق فيه مكاسب على صعيد مشروعها الاستيطاني مما أدى الى تحجر كامل في مسار المفاوضات حتى الآن مشيرا الى أن حكومة نتنياهو تصمم على اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل وهو أمر لم تطرحه الدولة العبرية في مفاوضاتها السابقة سواء مع مصر أو سوريا أو الأردن . من جانبه أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام أن قمة الكويت ستكون قمة غير عادية وذلك في ضوء التفاعلات والتوترات والتغييرات التي تشهدها المنطقة العربية لافتا الى أن القادة العرب سيناقشون كذلك قضية الإرهاب ثم تنقية الأجواء العربية موضحا أن الأمين العام للجامعة العربية سيعرض بدوره أربعة تقارير لقمة الكويت تتصل بمسيرة العمل العربي المشترك ومبادرة الطاقة الجديدة والمتجددة والجهود العربية الخاصة بالإعلان عن الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى تطوير وإصلاح ميثاق الجامعة.