رغم أن ترشح حمدین صباحي مرشح التيار الشعبي للرئاسة المقبلة أمر مطلوب لدعم عملیة التحول الدیمقراطي في مصر بعد ثورة ۳۰ يونيه،إلا أنه يواجه تحدیات عديده في حال ترشحھ منها مأزق البرنامج الانتخابي و الانقسامات الداخلیة المحتملة في التیار الناصري و احتمالیة ترشح خالد علي الذى قد يقسم كتلته التصويتيه من الشباب المسيس بالاضافه للأغلبية الطاغية للمشير عبد الفتاح السيسي . فربما یفقد صباحي المواطن البسیط الذي یبحث عن الأمن والاستقرار، في مقابل جذب الشباب المسیس بسبب مأزق البرنامج الانتخابي، وشعار حملتة "واحد مننا " الذي وجهه للفقراء والذي تناسب مع تلك الفترة الزمنیة التي تلت سقوط نظام سیاسيجمع بین المال والسلطة، لكنه لن ُيكون مجديا في الانتخابات المقبلة؛ لأن مؤیدي المشیر عبد الفتاح السيسي الفقراء سیتبنون ً شعارا ً وبرنامجا أكثر واقعیة یجمع بین الاستقرار الأمني والاقتصادي، ویوجھ لنفس المواطنین الذین دعموا حمدین في المحافظات والعشوائیات، وبالتالي قد یقتصر خطاب صباحي الانتخابيعلى فكرة الدولة المدنیة، وبعض شعارات الثورة التي تتمثل في "لا للعسكر ولا للإخوان". كما تهدد الانقسامات الداخلیة المحتملة في التیار الناصري، ورموز حملة حمدین في الانتخابات السابقة بفقد الكثیر من مناصریھ، خ ً صوصا من تیاره الناصري، ومن مؤیدیھ في الانتخابات السابقة، وذلك بسبب أن الكثیرین من رموز التیار الناصري مثل عبد الحكیم عبد الناصر، وخالد یوسف، ومن مؤیدیھ في الانتخابات السابقة من الشخصیات العامة، ومن الفنانین مثل عبد الرحمن الأبنودي، وصلاح السعدني، وخالد الصاوي، أعلنوا تأییدهم للمشیر السیسي، وبالتالي فإن تراجعھم عن موقفھم سیضعھم في مأزق كبیر، ً خصوصا أن حمدین هو من یتحمل مسئولیة المأزق بسبب تراجعھ عن عدم ترشحھ في حال ترشح المشیر السیسي. وذكر المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية أن احتمالیة ترشح خالد علي في الانتخابات الرئاسیة یعني منافسة حمدین في أصوات الكتلة الشبابیة، وقد یقسم معھ أصوات تلك الكتلة، ً خصوصا المسیسة منھا، والتي ترفع شعار "لا للحكم العسكري" وهي الكتلة التي غالبیتھا عزفت عن الاستفتاء على دستور ۲۰۱4. كما أنه من المحتمل أن تمتنع الأحزاب ذات الكتل التصویتیةعن دعم صباحي، في مقابل دعم المشیر، باعتباره مرشحا مستقلا، على اعتبار أن فوزه لا یعني سیطرة حزب بعینھ على الحیاة السیاسیة، بل یتیح فرصة لأي حزب یحصل على الأغلبیة في الانتخابات البرلمانیة بأن یشكل الحكومة. تأتي هذه التحدیات السابقة في حال حدوثھا، بالإضافة إلى الشعبیة الطاغیة التي یتمتع بھا المشیر السیسي إلى ضعف فرص نجاح حمدین في الانتخابات الرئاسیة المقبلة. لكن على الرغم من ضعف فرص فوز حمدین؛ فإنھ سیحقق مكاسب قد تكون مؤجلة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسیة، تتمثل أهمھافي : أن یكون صباحي زعیم كتلة المعارضة في النظام السیاسي الجدید، ً وأیضا قد تصبح الكتلة التصویتیة التي یحصل علیھا صباحي في الانتخابات الرئاسیةبمثابة قواعد لھ في هامّ في أن یحصل التیار الشعبي وحزب الكرامة على نسبة كبیرة من مقاعد مجلس ً الانتخابات البرلمانیة التالیة، وتلعب بعد ذلك ً دورا ا النواب قد تجعلھ یكون الفاعل الرئیسي في تشكیل الحكومة المقبلة. ومن المحتمل أن ترفض جمیع التیارات الإسلامیة التصویت لحمدین، بسبب دعم أغلبھا للمشیر السیسي، وهي القوى الإسلامیة المؤیدة لثورة ۳۰ یونیو، المتمثلة في الصوفیة، وجزء كبیر من الجبھة السلفیة، وحزب النور، وجماعة التبلیغ والدعوة، وكذلك التحالف الإسلامي الذي یمثل منشقي الجھاد والإخوان ومتمردي الجماعة الإسلامیة. أو بسبب عدم ثقة بعضھا في أن قرار ترشح حمدین صباحي جاء من نفسھ. كما أن جمیع التیارات الإسلامیة التي تتحالف ضد المشیر السیسي، ستمتنع عن دعم حمدین صباحي لعدة أسباب منھا اعتقاد الإخوان وأنصارهم بأن ترشح حمدین صباحي تم بالتنسیق مع القوات المسلحة ومع المشیر السیسي، وذلك بھدف إضفاء شرعیة تعددیةتنافسیة على الانتخابات الرئاسیة المقبلة، بما یؤدي إلى تشجیع مرشحین آخرین للمشاركة، وتظھر المشیر بأنھ فاز بعد منافسة شرسة مع مرشحین آخرین لھم شعبیة جماهیریة، بھدف تخفیف حدة الانتقادات الغربیة للانتخابات. أما في حال ترشح أو عدم ترشح الفریق سامي عنان فسیرفض الإخوان وحلفاؤهم ً أیضا دعم حمدین، لأنھ في حال ترشح الفریق سامي عنان فستأخذ تلك التیارات مبدأ المشاركة لدعمھ، باعتباره یمثل في اعتقادهم طوق النجاة، ووسیلتھم الوحیدة للعودة للحیاة السیاسیة بعد الرفض الشعبي لھم في الشارع. أما في حال عدم ترشح عنان فسترفض تلك الجماعة وحلفاؤها دعم حمدین، وبالتاليقد تلجأ إلى مقاطعة الانتخابات، بحجة عدم شرعیة المؤسسات، ولعدم الاعتراف بخریطة الطریق وبنتائج الانتخابات.