تجربتي الشخصية منذ الجامعة في نهاية السبعينات. مرورا ببدايات الحياة العملية في صحيفة الوفد وقت تحالف الحزب مع الإخوان. ثم الحياة النقابية عبر زملاء المهنة من هذا التنظيم. أقنعتني عن خبرة أن الإخواني هو الكذب يمشي علي قدمين. وبلغة الباحثين: الإخواني هو المعادل الموضوعي للانتهازي والوصولي. لكنه لم يجد له مكانا بين خدم السلطة.. فبحث عن مكان له بين الناس. وعوضا عن السلطة ركب موجة الدين باعتبار أن للدين علي الناس سلطة لا تعلوها أي سلطة مهما كانت درجة ثقافتهم. ولا ينافسهم في الكذب سوي الحكومة. فمن خبرة هذا الشعب عبر تاريخه الطويل مع الكذب والكذابين.. كل حكومة في هذا البلد كاذبة إلي أن يثبت العكس. وإن كان كذب الحكومة هو الأقل خطرا.. لأنه مكشوف ومفضوح منذ اللحظة الأولي. لكن يبقي أن أخطر الكذابين هم من يطلقون علي أنفسهم لقب النخبة. وأزعم أن نخبتنا الحالية هم الدرك الثاني بعد الإخوان في الكذب. فأغلب نخبتنا هم من أجهل متعلمينا.. لكنهم مرضي بحب الظهور والتقليد لكل ماهو مستورد. لذلك فالحديث عن وجود نخبة في مصر هو من الكذب الذي يجب الاعتذار عنه.. وإذا أردت أن تري رجلا من أهل النار إن شاء الله.. فانظر إلي من يزعم أنه نخبة أو يزعم وجود تلك الطبقة في مصر..!! الخلاصة.. أن للكذب في مصر جنودا وضحايا. وطبيعي أن يكذب تنظيم كلاب السكك الإرهابي. فالكذب جزء من تكوينه منذ نشأته. لكن غير الطبيعي هو موقف الضحايا الذين يصدقون تلك الأكاذيب.. رغم أن الأيام سريعا ما تفضح الكذبة تلو الأخري. والغريب أنهم لا يعتذرون عن كذبهم بعد أن يفتضح. لكن الأغرب أن المخدوعين فيهم ليسوا في حاجة لمثل هذا الاعتذار. فمنهم من يصر علي أن الكذبة حقيقة رغم افتضاحها.. ومنهم من يبحث عن مبرر لها ولهم..!! حالة لم أجد لها تفسيرا إلا عندما سمعت أغنية عبد الوهاب( حبيبي لعبته) خصوصا في الجزء الذي يقول فيه:( وإزاي أكدبه.. وأنا روحي تعشقه// والقلب لو عشق.. الكدب يصدقه).. ففسر لنا موسيقار الأجيال سر عبط طراطير تنظيم كلاب السكك الإرهابي ومن سار علي دربهم. وبذلك يلعب الإخوان بكل عبيط وأهبل وساذج وهم مطمئنون أنهم مهما افتضحت أكاذيبهم ومؤامراتهم.. فإن( لعبتهم) سيفضل كذبهم علي الحقيقة. وسيساند مؤامراتهم ضد كل محاولات إنقاذ مصر وكافة تياراتها.. بما فيها التيار الإسلامي ذاته. والذين يعرف عقلائهم أن سجون الإخوان التي كانت تعد لهم.. كانت ستجعلهم يترحمون علي سجون مبارك وجلاديه..!! وتلك قضية أخري يحتاج الحديث عنها مساحة أكبر ووقت آخر. نعم.. هناك مرض يجب البحث فورا عن علاج له اسمه( تصديق اكاذيب الإخوان). ولا شك عندي في أن الإخوان فقدوا الكثير من قوتهم إلا شيئين فقط.. المال الذي يتدفق بغزارة لتمويل عمليات التخريب المأجورة.. وجهاز بث الشائعات والأكاذيب..!! وإن كان مفهوما أن يسقط طراطير الإخوان في فخ هؤلاء الشياطين تحقيقا لقول ستي الله يرحمها:( اللي عاجبه المتعوس.. يشوف عينيه المعمصة فانوس). فإنه من غير المفهوم أن تسقط أغلب أجهزة الإعلام المصرية في هذا الفخ وتشارك فيه. وإن كان يمكن فهم ذلك إذا وضعنا في الحسبان أن الجهل متفش بين نجوم هذا الإعلام.. وأن المسيطرين عليه هم لوبي من رديف الوزير صفوت( قال إيه) الشريف.. وتابعه أنس الفقي..!! وهؤلاء لو لم يكن الكذب موجودا في الدنيا لاخترعوه..!! وتنظيم كلاب السكك يعرف ذلك جيدا.. ويضعه في حسبانه.. ويعتبر جهلهم وحبهم الفطري للكذب جزء أساسي يعول عليه في نجاح مخططاته..!! هناك أيضا مرضي السلطة.. الذين اتلسعوا من الشوربة ورغم ذلك يستدرجهم الإخوان للعوم فيها..!! مثل الأقرع الذي زرع شعرا في باريس مؤخرا وأجري جراحة تجميلية كي يعد نفسه للترشح للرئاسة مدعوما من تنظيم كلاب السكك. ويخطئ من يتصور أن من خانوه من قبل وشلحوه يمكن أن يساندوه. هو مجرد كارت يحاولون به شق الصفوف. وهي لعبة لو لم يكن يعرفها فليسأل أصغر عضو في أي انتخابات نقابية كيف تتم لعبة تفتيت الأصوات. وليأخذ العبرة من الانتخابات السابقة.. وكيف استطاع من لا يملك سوي10% من أصوات الناخبين أن يتسلل لقصر الرئاسة..!! وليعلم أن سوابقه ستجعل الناس تستقبل ترشيحه بشعار:( يا مرشح الإخوان.. انت مكانك اللومان... نان.. نان.. نان) فهمت ولا أعيدلك كمان نان نان نان..!! القصد.. علي كل مصدق لأكاذيب تنظيم كلاب السكك أن يراجع نفسه.. فالمؤمن( كيس فطن) ومن يثق في حبائل كذبهم( كيس قطن). لا تكن لعبة في أيديهم ولا أيدي غيرهم ممن يرددون الأكاذيب. وعلي كل من يلعب بهم الإخوان باسم الدين أو باسم السلطة أو باسم أي مصالح.. أن يضعوا مصر أولا.. وعلي رأي الست وردة:( يالعبة الإخوان.. ارتاح وريحنا)..!! طرف الخيط: كمل جميلك ياعنان.. واحجز جناح جنب الإخوان