يثير التأخر في تنفيذ برنامج تدمير مخزونات السلاح الكيميائي السوري قلق الحكومات الغربية بعد نقل شحنة أولى صغيرة وسط مخاوف من ألا تفي دمشق بمهلة نهائية لتسليم كل المواد السامة بحلول منتصف 2014. ووافقت سوريا على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيميائية بالكامل بحلول 30 يونيو المقبل، بموجب اتفاق روسي أميركي، وأمام دمشق حتى 31 مارس للتخلص من حوالي 500 طن من أشد المواد فتكا ومنها أكثر من 20 طنا من غاز الخردل مخزنة في صورة سائلة. وأنهى إبرام هذا الاتفاق مع دمشق احتمال قيام الولاياتالمتحدة وحلفائها بقصف مواقع حكومية في سوريا عقابا للحكومة على هجوم بغاز السارين في أغسطسالماضي، لكن الفشل في التخلص من هذه الأسلحة يمكن أن يعرض سوريا لعواقب ربما تشمل عقوبات. وضمت الشحنة الأولى من المواد الكيميائية التي وصلت إلى ميناء اللاذقية ونقلت إلى سفينة دانماركية، 16 طنا، ولا تشكل سوى أكثر بقليل من 1% من الأسلحة التي أعلنتها سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتبلغ 1300 طن. مخاوف ونقلت رويترز عن مصادر بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشترك مع الأممالمتحدة في الإشراف على عملية التدمير قولها إن هذه المخاوف أثيرت في مناقشات داخلية لكن لم تتم إحالتها بعد إلى مجلس الأمن الدولي. ثبت استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي في أغسطس الماضي وقالت المصادر إن عدة حكومات أجنبية تمول أو تساعد في العملية كانت تتوقع أن يكون المزيد من الشحنات قد نقل بالفعل وأن الشعور بخيبة الأمل يتزايد. وأوضح مصدر مشارك في المناقشات مشترطا عدم الكشف عن اسمه "بدأ الأمر يتحول إلى مشكلة وهم مهددون بالإحالة إلى الأممالمتحدة لعدم امتثالهم". وقال مصدر آخر رفيع المستوى يشارك في المناقشات إنه في حين ينتشر الشعور بخيبة الأمل إزاء بطء وتيرة تسليم هذه الأسلحة "لا أحد يدرس بجدية إحالة هذا إلى مجلس الأمن"، وأضاف "هناك شعور بخيبة الأمل، ما من شك في ذلك، لكن مسألة عدم الامتثال ستحدث عندما يعتقد الناس أنهم يتعرضون للتضليل وأن هناك مخططا للتعطيل لم نصل إلى هذا حتى الآن". وفي المقابل، يقول خبراء إن التخلص من برنامج الأسلحة الكيميائية السوري بموجب مثل هذه المواعيد النهائية المضغوطة وفي ظل الأزمة الحالية كان يشكل طموحا زائدا من البداية. وينتشر مخزون سوريا من هذه الأسلحة في مواقع في أنحاء البلاد، ويجب نقل المواد برا عبر أراض قاتلت فيها قوات النظام قوات المعارضة في الآونة الأخيرة، كما أن عملية النقل تواجه تحديات لوجستية ضخمة تتطلب تعاونا بين قائمة طويلة من الدول منها روسيا والدانمارك والصين وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولاياتالمتحدة. كما يعد الجانب الأمني مصدرا آخر للكثير من القلق، وهو ما عبر عنه ممثل سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قائلا إن مسلحين هاجموا موقعين للتخزين وإن العملية تعرضت لتهديدات خطيرة مما أدى لتأخير الشحنات. بدوره، قال مدير المنظمة أحمد أوزموجو في 16 يناير الجاري إن المواعيد النهائية المحددة قد تؤجل بسبب الأمن ومشاكل أخرى، لكنه "واثق" من أن كل المواد الكيميائية ستدمر في الموعد المحدد بحلول نهاية يونيو المقبل.