قالت ليلى زروقي ممثلة الأمين العام الخاصة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة أمام جلسة مجلس الأمن حول الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى رغم عدم الاستقرار المزمن الذي كانت تعاني منه جمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أنها لم تشهد سابقا تفشيا للعنف بدوافع دينية. زروقي أشارت أمام مجلس الأمن إلى أن جمهورية أفريقيا الوسطى تعيش الآن في دوامة من الانتقام الذي دمر النسيج الاجتماعي والثقة بين المجتمعات لأجيال قادمة. واضافت لقد شهدتُ هذه المجتمعات تحرض ضد بعضها البعض- الذين فروا ولجأوا حول الكنائس والمساجد. إنهم يعيشون في خوف من التعرض للهجوم أو حتى من دفن موتاهم. لقد حرقت قرى بأكملها ويستمر الإحراق فيما نتكلم الآن لقد كان تأثير الصراع على الأطفال مأساويا وبمستويات من الوحشية غير مسبوقة. فلقد هوجم الأطفال مباشرة، وشوهوا، وقتلوا وقطعت رؤسهم في بانغي، ولكن أيضا في بوار، وبوسانغوا وبوزوم." وذكرت زروقي في إحاطتها أنه لأكثر من سنة، كان مقاتلو سيليكا، ومؤخرا الميليشيات المناهضة للبالاكا، قد جندوا الأطفال بشكل فعال وأجبروهم على ارتكاب الفظائع. خلال زيارتي شاهدت الشباب الذين حملوا السلاح، لقد تم التلاعب بهم من قبل الجانبين، وهم منقسمون على أسس دينية، فأصبحوا في نفس الوقت ضحايا ومرتكبي أعمال عنف طائفية. لقد أدى انعدام الأمن إلى تشريد حوالي نصف مليون طفل في جميع أنحاء البلاد على مدار عام 2013 هؤلاء الأطفال هم في حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة، وهم أكثر عرضة لخطر المعاناة من الانتهاكات." وناشدت ليلى زروقي مجلس الأمن إرسال إشارة قوية لمرتكبي هذه الجرائم البشعة بأنه سيتم تقديمهم إلى المساءلة، قائلة إنه ينبغي على المجتمع الدولي ألا يدخر جهدا وأن يستخدم كل الأدوات المتاحة لديه، لمساعدة السلطات الانتقالية على استعادة إنفاذ القانون وإقامة استجابة قضائية للانتهاكات الجارية، مؤكدة أن "هذا أمر ضروري لردع المزيد من العنف والبدء في إعادة بناء الثقة بين المجتمعات". وتأتي إحاطة زروقي لمجلس الأمن في أعقاب زيارة ميدانية قامت بها إلى البلاد برفقة المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما ديانغ، ومندوبة عن مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع، وذلك من السابع عشر وحتى الواحد والعشرين من ديسمبر الماضي.