أكد الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربيه أن الجامعه تحرص على إحياء يوم المغترب في إطار اهتمامها المستمر بأبناء الدول العربية المقيمين في الخارج وبالتواصل معهم ومد جسور الحوار والتعاون لما فيه فائدة مشتركة للطرفين. وأوضح أن الجهود التي تقوم بها الجاليات العربية المقيمة في الخارج في سبيل التواصل مع أوطانها الأصلية وإفادتها بما تم اكتسابه من علم وخبرات له أهمية كبيرة ويعد هذا المؤتمر الذي تنظمه رابطة العلماء المصريين في أمريكا وكندا بصورة سنوية مثالٌ جليٌ على رغبة المصريين بالخارج في إفادة مصر والعالم العربي بما حققوه من علم وخبرة. وأكد أن جامعة الدول العربية تولى اهتماماً خاصاً بالعلماء العرب في الخارج الذين نبغوا في مختلف المجالات العلمية في الطب والهندسة والعلوم والكيمياء والقانون ومختلف التخصصات الأخرى، وحصلوا على أعلى جوائز وأوسمة دولية ورفعوا رؤوسنا عالياً وجعلونا نفخر بهم في جميع المحافل الدولية ومعظمهم لم يكتف بمجده الشخصي بل اهتم بالعمل على نقل علمه وخبرته إلى وطنه الأصلي مثل المجموعة المتميزة من العلماء الإجلاء المشاركين في هذا المؤتمر. وأشار الى أنه إيماناً بالدور الذي يمكن أن تلعبه الكفاءات العربية المهاجرة في دفع عجلة التنمية في الوطن العربي بدأت جامعة الدول العربية منذ عام 1974 بالاهتمام بإزالة العوائق أمام جذب هذه الكفاءات للمساهمة في جهود التنمية العربية حيث يعتبر الاهتمام بهذه الكفاءات وتقوية صلتها بالوطن الأم والعمل على توفير بيئة مناسبة لتوطين وإنتاج المعرفة بما يعزز الاستفادة من هذه الكفاءات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية من ضمن أولويات الجامعة العربية في الوقت الراهن واتضح ذلك في العديد من القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة بمستوياته المختلفة بهذا الشأن. كماأشار الى أن هذه الكفاءات بما تمتلكه من خبرات متراكمة نتيجة تميزهم العلمي واحتكاكهم بالمجتمعات الغربية المتقدمة علمياً لعقود متتالية تشكل ثروة بشرية بالغة الأهمية على المستوى العلمي والحضاري والاقتصادي والسياسي ومن ثم تسعي الجامعة العربية بشكل دءوب للتواصل معهم وتعزيز التعاون معهم علمياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً والعمل على إيجاد الآليات التي تمكنهم من المساهمة الفعالة في عمليات البناء والتنمية. وأكد أن منظمات المجتمع المدني – مثل رابطة العلماء المصريين في أمريكا وكندا - تلعب دوراً مهماً في التواصل ومد الجسور بين الشعوب بعيداً عن سياسات الدول والحكومات لافتا الى أن التعاون مستمر بين الجامعة العربية والمنظمات المؤسسة من قبل الجاليات العربية في بلدان المهجر من خلال تنظيم العديد من الفعاليات حيث كان آخر هذه الفعالية مؤتمر العلماء العرب المغتربين الذي عقد في شهر ديسمبر 2012 بالتعاون مع "جمعية التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم العربي" بالولايات المتحدة SASTA وقد صدر عن هذا المؤتمر "مبادرة العلماء العرب المغتربين" لتنفيذ مشروعات في مجالات: العلوم الطبية والصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة البديلة. وأضاف أن الأمانة العامة عقدت أيضا في ديسمبر 2010 أول مؤتمر للمغتربين العرب وقد ركز الإعلان الصادر عنه على دور الكفاءات العربية وتبادل الخبرات بينهم وبين أمتهم العربية حيث أكد المشاركون على أن الكفاءات العربية في المهجر هي ثروة قومية ودولية يجب الاهتمام بها ودعمها وإيلائها مكانة متميزة ضمن الخيارات الإستراتيجية للدول العربية مشيرا الى أنه بعد المؤتمر الأول للمغتربين العرب بأقل من شهرين بدأت الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية وشهدت هذه الفترة اهتمام مكثف من جانب الكفاءات العربية المهاجرة نفسها بالمشاركة في عملية التنمية في الوطن العربي وتقدم بعض المغتربين العرب بمبادرات فردية تهدف إلى إفادة أوطانهم الأصلية ومساعدتها على عبور المرحلة وإحداث التنمية والنهضة في مختلف المجالات سواء عن طريق إرسال التحويلات المالية أو الاستثمار في بلدانهم الأصلية أو نقل المعرفة التي اكتسبوها في مختلف المجالات ونحن في جامعة الدول العربية نهدف إلى تنظيم هذه الجهود وتعميمها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة لمختلف أقطار الوطن العربي. وقال إنه إيماناً من جامعة الدول العربية بأهمية تضافر الجهود الدولية الساعية إلى تطوير المعرفة حول العلاقة بين الهجرة والتنمية واستثمار هذه المعرفة في تطوير السياسات التنموية على المستوى الإقليمي والدولي ورغبةً منها في المشاركة الفعالة في هذه المنتديات والمحافل الدولية قامت الجامعة بعقد اجتماع تشاوري إقليمي حول الهجرة الدولية والتنمية في المنطقة العربية خلال شهر يونيه الماضي بهدف التعرف على الفرص والتحديات التي تواجه المنطقة العربية بهذا الشأن والتوجهات المستقبلية والوصول إلى تفاهمات مشتركة في هذا الخصوص وقد ركز البيان الصادر عن الاجتماع على تعزيز دور الجاليات المغتربة في التخطيط والممارسة من أجل التنمية من خلال نقل خبراتهم وتطوير الشراكات وشبكات التواصل بينهم وبين نظرائهم في المنطقة العربية. وأكد العربى أن العالم العربي يواجه العديد من التحديات المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي وإدراكاً لذلك وفي سبيل الوصول إلى مجتمع المعرفة المبني على العلوم والتكنولوجيا اتخذ الزعماء العرب (في قمة الخرطوم 2006، وقمة الرياض 2007 وقمة سرت مارس 2010، وقمة بغداد 2012) عدداً من القرارات المهمة لتفعيل دور العلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي والسعي إلى وضعها في قلب التخطيط الاستراتيجي وخططه التنفيذية وزيادة الإنفاق على البحوث والتعليم فنهضة الدول تقوم على رفع مستوى العلم والتعليم والتكنولوجيا الحديثة وتشجيع ورعاية الباحثين والعلماء وتطوير القدرات العربية العلمية والتكنولوجية والنهوض بمؤسسات البحث العلمي .