قبل بداية عرض فيلم ابن بابل بمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي ال45 دعا المخرج العراقي محمد الدراجي الجمهور الغفير الذي احتشد في القاعة الكبري ان يشارك كل فرد منهم في توقيع نداء يرسله إلي الأممالمتحدة من أجل البحث عن المفقودين من ضحايا صدام حسين حيث بلغ عدد المفقودين نحو المليون ولم يعد يعثر إلا علي250 ألف جثة وقد قوبلت كلمته بتصفيق حار. عرفنا محمد الدراجي من خلال أفلامه الأول:( احلام2003) حول فوضي الاحتلال في العراق الممزق بعد ثلاثة عقود من الدكتاتورية. وكان فيلمه الثاني العراق حرب وحب وجنون, وهو أول فيلم تسجيلي ويشارك في حملة المفقودين بالعراق. يأتي الفيلم عملا فنيا إيجابيا تأكيدا لهذا النداء. كيف جاءت فكرة الفيلم * عن تجربته في فيلم ابن بابل يقول المخرج عام2003 بينما كنت في بغداد للإعداد لفيلمي أحلام كنت وأنا أسير في شارع الرشيد سمعت من راديو محل قريب انباء فجائية عن اكتشاف مقابر جماعية تذكرت ان آباء وأبناء من الأسرة والأصدقاء قد اختفوا السنوات الفائتة كل أسرة أصيبت ولم يجرؤ أحد ان يتساءل لماذا؟ وقفت ساعة قبل ان استرد هدوئي وكان أول اكتشاف مقابر جماعية في بابل تضم آلاف الهياكل وفي ظل ظروف فوضي الاحتلال لم يتعرف أحد علي هوية معظم الجثث تذكرت عمتي التي فقدت ابنها وهنا جاءتني فكرة فيلم ابن بابل الجمع بين جيلين معاناة الكبار وأمل الجيل الجديد في المستقبل بحث ام عن ابنها المفقود ورحلة ولد لاكتشاف نفسه ولقاء نفسه ولقاء والده هذا علي خلفية الحرب والاحتلال, أخذت استوعب المأساة وطوال اربع سنوات ظللت أكتب وأبكي وأنا أقوم بجمع المادة الأرشيفية للأحداث لم يكن أمرا متعلقا بصناعة فيلم بقدر ما هو حقيقي وإهدار حياة من احببتهم وان اجمع بين الثقافتين الكردية والعربية من خلال قصة بحث ام كردية عن ابنها المفقود. ويؤكد اختيار المهرجان للفيلم حدث خاص عن تقدير رسالته الإنسانية. رحلة شاقة ومشاهد مأساوية يقدم الفيلم الرحلة الشاقة لسيدة مسنة( أم إبراهيم) وقدوم حفيدها احمد من الشمال الكردي الي جنوب العراق للبحث عن زوجها الذي لم يعد الي بيته منذ حرب الخليج تعتقد من خلال إيمانها الديني انه مازال يعيش وانها ستجده بعد هذه الفترة الطويلة نراها تصلي وتبتهل طوال الرحلة عبر الصحراء والدمار وكانت تأمل ان تلتقي به حيا في احد سجون بغداد. معاناة وزحام وانتظار طويل للباص احمد يكاد يضيع منها ينقذه رجل اسمه موسي حينما يقول آسف انه جثة وعمره18 سنة ليذهب الي الشمال ليقتل النساء والاطفال لتصيح به أم إبراهيم أنت قاتل يذكرها حفيدها بأنها كانت تدعو من قبل الي الغفران يصادق موسي الطفل احمد الذي نراه معظم الوقت علي الفلوت لايجدون اسم ابراهيم في قوائم السجون لابد من رحلة اخري شاقة الي مناطق المقابر الجماعية غرب بابل حتي تتجمع النساء بملاءاتهن السوداء ينتحبن ويعددن ويبكين موتاهن في مشهد انساني مؤلم يذكرنا بالتراجيديا الإغريقية تتناثر الجماجم والهياكل بين الحفر الرملية يقرأ أحمد لجدته بعض اسماء الموتي كل جثة كانت مصحوبة بورقة تعريف ليس من بينها اسم والده ابراهيم هذا قدرها..يقول احمد لجدته لم أعد أريد أن اصبح جنديا سأصبح موسيقيا يعود الي الفلوت الذي نراه معه طوال الرحلة حديث عن بابل وحدائقها المعلقة القادمة من السماء كبصيص أمل في النهاية. أداء رائع صادق للممثلة شهرزاد حسين موسيقي مؤثرة لركاد عشوري والتصوير محمد الدراجي(المخرج) ودريد المنجم. الانتاج مشترك بين هولندا( ايزابيل ستيد) التي صعدت الي المنصة مع الدراجي مؤسس شركةHumanfilm انجليزية هولندية والعراق: شركة الرافدين والفرنسي ديمتري دي كليركو وفلسطين والإمارات العربية المتحدة ومصر كما جاء في الكتيب الإعلامي.