الأستاذ فهمي هويدي, واحد من شيوخ مهنتنا, نحمل له كل الاحترام والتقدير... من هنا, نسمح لأنفسنا أن نختلف مع أكثر ما يكتبه, وهو في هذه المرحلة المتأخرة من مزاولته لمهنة الكتابة. الأستاذ فهمي, خرج علي قرائه, في ثياب الدهشة والحيرة, مما يتراءي له من هالة القداسة التي أحاطت بها مصر ورقة المصالحة الفلسطينية. ذهب الكاتب الكبير يؤلف من خياله ما أسماه سورة المصالحة وهي في الحقيقة جديرة بأن يسميها سورة الافتراء, وتمادي الكاتب الكبير, وذهب يصف سورته المفبركة, بأنها تأتي علي غرار سور الشوري والانفال والأحزاب وغيرها... ولو كان مسيلمة الكذاب حيا, ما كان يجرؤ علي تأليف سورة الإفتراء. نحن, ومعنا كل المؤمنين, نؤمن بأن سور القرآن الكريم, أربع عشرة ومائة, تبدأ بفاتحة الكتاب, وتأتي في الخاتمة سورة الناس. نحن, ومعنا كل مؤمن, نري القرآن أرفع شأنا, وأقدس مكانا, من أن ننزل به إلي هذا المستوي, ونخترع الأباطيل ونقترح أن تكون سورة, وماهي بسورة, إن هي إلا إفك وبهتان وكذب صريح. أستاذنا فهمي هويدي, أقدم علي ما يرتجف منه مسيلمة القديم, وما يتورع عنه أي مسيلمة جديد. اخترع نصا لا وجود له, لورقة المصالحة, وذهب يستنطق الورقة بما لم تقله, ويفتري عليها ماهي منه براء. يقول الأستاذ: 1 ورقة المصالحة تجاهلت حماس واعتبرتها طرفا متمردا يجب إقصاؤه ورغم ما في هذه الفقرة من تناقض مؤخرتها مع مقدمتها, إلا أنه يستدرك ويقول: إن الورقة لم تذكر ذلك صراحة بطبيعة الحال. 2 الورقة أطلقت يد عباس في ترتيب البيت الفلسطيني. 3 الورقة ألغت المقاومة حين حظرت التشكيلات المسلحة. 4 لم تحتل قضية التحرير والمقاومة ضد الاحتلال أي حيز فيها. يا أستاذ... مصر ليست لها مصلحة في إقصاء حماس ولا في تمكين عباس. مصر لا تملك, ولا تملك قوة في الدنيا, إلغاء المقاومة, في أي مكان يخضع للاحتلال. يا أستاذ... ورقة المصالحة موجودة, وتكذب كل ما تقوله سيادتك. ولم تقل مصر إن الورقة مقدسة, ولم يقل أحد أنها سر إلهي. يا أستاذ فهمي, عليك بالصحافة, واترك الافتراء فأولي به مسيلمة الكذاب...