في ظل التساؤلات المزمنة حول التغير الذي لحق بالشخصية المصرية, وفي ظل الاتهامات بأنه لا يوجد إنجاز مصري, في ظل هذه الحالة العامة من التشكيك والتعجيز والتقليل والهجوم, التي بدأت تتفشي, وتنتقل والتي لا تصب إطلاقا في صالح أي طرف, يجب أن نسلط الضوء علي النماذج الحقيقية التي تصلح أن تكون قدوة لشبابنا في مجالات مختلفة, فهناك جهد مصري حقيقي في أكثر من مكان, وهناك عرق مصري, وهناك مستقبل مصري يطل من هناك, يجب أن نفخر به, ونبرزه. في بعض الصناعات وبعض القطاعات, إذا نظرنا إليها بنظرة جدية غير متشائمة نجد أن ما تحقق هو إنجاز حقيقي, ولمن لا يحبون كلمة إنجاز, أقول إن هناك جهدا مصريا حقيقيا بأيد مصرية, هي نفس الأيدي التي بنت من قبل الأهرامات والمعابد وأبوالهول, الأيدي التي بنت من قبل المسلات, الأيدي المصرية التي بنت المساجد والكنائس والقلاع والأبواب والمدن التاريخية, الأيدي المصرية التي حفرت قناة السويس وعمرت الصحراء, الأيدي المصرية التي بنت السد العالي, والأيدي المصرية التي تعرق وتعمل وتكد الآن من أجل مستقبل أفضل لهذا البلد. ما أراه هو أنه يجب أن نتفاءل بحجم الجهد المصري, بحجم الانجاز المصري, أن نشجع شبابنا ونساعده في حلمه في بناء وطن أجمل, وأتصور انه من المطلوب ان نعلم الحجم الحقيقي لجهد المصريين, لعمل المصريين, لعرق المصريين, فهذه ثروة البلد, ثروة المصريين, ثروتنا جميعا, كل من يعملون فيها يفعلون ذلك من اجل الهدف الرئيسي, وهو رفعة شأن هذا الوطن, الذي نعيش فيه جميعا, حتي نستطيع أن نعيش في مستوي يليق بنا جميعا. التغير الذي لحق بالشخصية المصرية, لم يضعفها, وهو تغير طبيعي نتيجة لتغيرات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية, لكن يجب ألا نجعله معول هدم, فكل الشعوب تتغير, فهذه سنة الحياة, لكنها تسعي أن تجعل تغيرها للأفضل. يجب أن ننظر قليلا إلي النصف الملآن من الكوب, وعندما نراه, نتأكد أن هذا هو أحد الدلالات المهمة التي تستدعي إعادة التفكير فيما نقوله, وما نفكر فيه, وما نسمعه, وما نكتبه, هو أحد الدلالات التي تطل في النهاية كإجابة علي أسئلة مشروعة, هو احد الدلالات التي تقول إنه رغم المشاكل الكثيرة التي تعانيها منها, لكن هناك شيئا جديا علي أرض الواقع يجب أن نقف جميعا إلي جواره. [email protected]