أعرف رجالا ونساء, لهم علاقات طبيعية, مع دولة العدوان الإسرائيلي, رجال اعمال يتاجرون مع إسرائيل, يصدرون إليها, يتعاملون معها, بما يخدم مصالحهم, من تطبيع تجاري, إلي تطبيع زراعي, إلي تطبيع اعلامي خاصة مع صدور الصحف الخاصة, التي يقول القائمون علي امرها, انهم ملاكها, ويقولون انها مستقلة, وماهم بملاكها, وماهي بمستقلة, ولايمكن الفصل بين التطبيع الذي يمارسونه مع إسرائيل في كل مجالات البيزنس, والتطبيع الذي يمارسونه في مجال الاعلام, حتي لو كان هناك وسيط امريكي أو ستارة امريكية, يتم استخدامها للتغطية علي وجود الطرف والشريك الإسرائيلي. واخطر من كل ما سبق مايدعو إليه الدكتور محمود حمدي زقزوق, وزير الأوقاف, الذي يري ان توافد المصريين لزيارة المسجد الاقصي بتأشيرات إسرائيلية هو عمل يخدم القضية الفلسطينية. وزير الأوقاف يحتاج من يذكره بعدة حقائق: ان الشعب المصري كله, يرفض التطبيع بكل اشكاله الشعبية مع إسرائيل, صحيح ان الشعب المصري لم يطلب من الدولة ان تمزق اتفاقية السلام, ولكنه في الوقت ذاته عرف ويعرف كيف يحتفظ بمناعته الوطنية والقومية ضد اختراق فيروسات التطبيع. يضاف إلي ذلك ان الدولة تحترم ارادة الشعب, لاتفرض عليه ان يمارس التطبيع, فهذا لم يحدث ولن يحدث. الدولة نفسها تتعامل بعقلانية شديدة, الزيارات الرسمية مع إسرائيل تتم في اضيق نطاق عدد محدود جدا من المسئولين يذهبون إلي إسرائيل لدواعي الضرورة ولدواعي خدمة وحماية المصالح المصرية والعربية ودون أدني زيادة علي ذلك. الدولة لم تتساهل ولم تتسامح مع التصريحات البذيئة لوزير الخارجية الإسرائيلي, ولم تسمح بدخوله مصر, ولم تطأ قدماه تراب هذا الوطن الطاهر. رئيس الدولة نفسه, شديد الحكمة والتعقل والتحفظ, بصورة تعكس التمسك بثوابت وحقائق الصراع, طالما ان الحق الفلسطيني مازال ضائعا. رجائي, من سيادة وزير الأوقاف اغلاق هذا الملف.