رغم الأزمة المالية التي يمر بها النادي الإسماعيلي منذ فترة, ورغم إعلان المعتصم سالم نجم دفاع الدراويش والمنتخب الوطني عن رغبته في الرحيل للنادي الأهلي ورغم ترحيب النادي الأهلي بزيادة المقابل المادي لهذه الصفقة لمبلغ خمسة ملايين جنيه, ورغم استحقاق لاعبي الإسماعيلي لنسبة من عقودهم اليوم أول يوليو الحالي بإجمالي مبلغ يصل إلي ثلاثة ملايين جنيه, فإن مجلس إدارة النادي الإسماعيلي رفض أمس, وبعد جلسة عاصفة فكرة بيع المعتصم سالم للنادي الأهلي مع الإصرار علي تصعيد الأزمة مع اللاعب حتي لو وصل الأمر لحدود إيقافه. فقد كان اجتماع مجلس إدارة نادي الإسماعيلي أمس صراعا بين جبهتين, الأولي يتزعمها المهندس نصر أبو الحسن وتري هذه الجبهة ضرورة بيع المعتصم سالم بأعلي سعر ممكن للنادي الأهلي وحل الأزمة المالية التي يمر بها النادي الإسماعيلي وتهدد استقراره واستعداداته للموسم الجديد علي الصعيد المحلي, وكذا الإفريقي, أما الجبهة الأخري فكان يتزعمها حماد موسي نائب رئيس النادي الذي كان يري من الاستحالة بيع المعتصم سالم للنادي الأهلي ومنح المنافس الدائم للدراويش الفرصة لتقوية صفوفه بنجوم الإسماعيلي. المهم أن المناقشات امتدت داخل الجلسة وبصورة دفعت حماد موسي للتهديد بتقديم استقالته وإيقاف الدعم المالي للنادي الإسماعيلي, وهو الأمر الذي دفع بالمهندس نصر أبو الحسن للتراجع عن موقفه وكذا باقي أعضاء جبهته ليتم الاتفاق علي إلغاء فكرة بيع اللاعب للأهلي وقيده بقائمة الإسماعيلي الأولي باتحاد كرة القدم, وغلق هذا الملف ولو بشكل مؤقت لحين الانتهاء من لقاء شبيبة القبائل الجزائري18 يوليو الحالي في الجولة الأولي من دور الثمانية بدوري الأبطال الإفريقي. والغريب في الأمر أن نصر أبو الحسن وموقفه المتشدد لبيع المعتصم سالم للنادي الأهلي كان سببه اللقاء الذي جمعه أمس الأول مع محمد عبدالوهاب عضو مجلس إدارة الأهلي السابق بأحد فنادق الإسماعيلية الذي شهد الاتفاق علي كل صغيرة وكبيرة بشأن إتمام هذه الصفقة, أما الموقف المضاد من جانب النائب حماد موسي فكان سببه الجلسة التي جمعته قبل أيام بالمهندس رءوف جاسر نائب رئيس نادي الزمالك الذي تم خلاله الاتفاق علي عدم بيع المعتصم سالم لغير نادي الزمالك, وهذا الأمر يؤكد أن مصلحة النادي الإسماعيلي لم تكن هي التي تحرك جبهتي الخلاف في اجتماع مجلس الدراويش أمس, وأن لغة المال هي التي حسمت الموقف, ولكن لابد من الانتظار بعض الأيام, ولعل زيادة إحكام الأزمة المالية علي مجلس الإسماعيلي قد تؤدي لتغير الموقف للمرة الثالثة.