تسيطر حالة من الخوف علي الشركات السعودية بسبب هروب المعتمرين وتخلفهم عن العودة إما لأداء فريضة الحج وإما للخروج إلي المحافظات الأخري للعمل ورغم تغليظ العقوبات علي من يشارك في اخفاء المعتمرين او تهريبهم إلا ان المشكلة لاتزال قائمة ويبدو أن الشركات لاحيلة لها ولا تدري ماذا تفعل برغم حصولها علي جوازات سفر المعتمرين ولا تقوم بتسليمها لهم إلا في المطارات والموانئ إلا أنهم يتركون الجوازات ويهربون. وأكد أشرف عمارة مدير شركة منازل المعتمر السعودية التي تنظم رحلات العمرة لأكثر من150 ألف معتمر ان انخفاض اعداد المعتمرين المصريين خلال موسم الذروة في رجب وشعبان ورمضان ليس قرارا رسميا سعوديا وانما هو علاقة تجارية بحتة بين الشركات المصرية المنظمة للعمرة والوكلاء السعوديين حيث إن كل وكيل سعودي يحدد أعداد المعتمرين التي يريدها من وزارة الحج ويقوم بتوزيعها علي شركائه عن الشركات المنظمة للعمرة في الدول الاسلامية وبالتالي فان توزيع حصص التأشيرات يخضع لعلاقة الثقة في الشركات وما اذا كانت تلك الشركات ملتزمة بالضوابط وتختار معتمريها طبقا للضوابط. وقال عمارة الذي يعمل ايضا مديرا لمجموعة فنادق الحسين بمكةالمكرمة ان السبب الرئيسي في تخفيض اعداد المعتمرين المصريين هو حالات التخلف عن العودة الناتجة لهروب المعتمرين إما لاداء فريضة الحج واما للعمل, مشيرا الي ان شركته منازل المعتمر تعرضت العام الماضي لعقوبة من السلطات السعودية بسبب هروب ألف معتمر منهم700 فقط من مصر. وأكد اشرف عمارة ان انخفاض عدد المعتمرين المصريين خلال موسم الذروة لن يؤدي إلي انخفاض أسعار الاقامة بالفنادق علي العكس من ذلك فان هناك زيادة في اسعار العمرة والحج بسبب عمليات الهدم الكبيرة التي تمت للفنادق والعمارات والقصور في مكةالمكرمة, حيث بلغ عدد الفنادق والمباني التي تم هدمها في مناطق جبل عمر والغزة والشامية اكثر من2000 فندق ومبني ولم تتم حتي الآن اقامة فنادق بديلة خاصة في منطقة جبل عمر التي تم هدمها منذ سنوات مشيرا إلي انه اذا استمرت الحال كذلك فان الاسعار سوف ترتفع عاما بعد عام وخاصة في موسم الحج, مشيرا الي ان سبب انخفاض الطاقة الفندقية الحالية بنسبة تتراوح مابين30 و40% يرجع إلي موسم الامتحانات والمدارس في الجامعات والذي سينتهي خلال يومين لترتفع نسبة الاشغالات الفندقية مؤكدا عدم انخفاض العمرة القادمة للمملكة من الخارج فيما عدا ايران التي كانت قد اوقفت العمرة رغم فتحها فقط خلال الشهر الحالي, موضحا اختلاف موسم العمرة عن السنوات الماضية حيث ان عمرة المولد النبوي حاليا تعادل عمرة رمضان من حيث الاقبال. وأعلن عمارة ان قيام وزارة الحج السعودية بتخفيض نسبة المتخلفين عن العودة من3 إلي1% أدي الي تخوف الكثير من الشركات السعودية من التعامل مع الشركات الخارجية, مشيرا إلي أن غالبية المعتمرين الذين يهربون يكون هدفهم الحج وهناك اماكن معينة يلجأون اليها للاختباء بها حتي موسم الحج هذا بالاضافة الي أن كثيرا منهم يكون له اقرباء في السعودية ويقيم لديهم وعند بداية موسم الحج يأتي الي مكة عن طريق التهريب من طرق صحراوية مؤكدا ان من بين المتخلفين الذين تم ضبطهم العام الماضي استاذا جامعيا حيث ان الامر لم يقتصر فقط علي الشباب اوكبار السن من الذين لا يعملون وحفاظا علي مركزه فلم نقم بتسليمه للسلطات وانما تم تسفيره الي مصر بصورة طبيعية الامر الذي يجعل مهمة الشركات المصرية المنظمة للعمرة في اختيار معتمريها صعبة للغاية ولذلك فلابد من وجود تشريع قادر علي منع هذه الظاهرة التي تسيء الي سمعة المواطن المصري وتضر بمصالح الشركات المصرية والسعودية علي حد سواء. من ناحية اخري بلغ عدد الشركات التي قامت بالتسجيل لدي بعثة وزارة السياحة بمكةالمكرمة حوالي200 شركة. وأكد محمد عبدالنبي عضو بعثة وزارة السياحة ان عدد المعتمرين الذين جاءوا الي مكة منذ بداية اللجان في شهر رجب يصل إلي10 آلاف معتمر منهم85% عن طريق الطيران و8% عن طريق البواخر و7% عن طريق البر وذلك بالنسبة للشركات التي قامت بالتسجيل فقط, مشيرا الي عدم تلقي البعثة بلاغات عن حالات هروب بمكةالمكرمة. وقال عبدالنبي: ان هناك مرورا دوريا علي مساكن المعتمرين بمكةالمكرمة ولم تتلق البعثة اية شكاوي من المعتمرين او الشركات فيما يتعلق بنوعية الفندق والخدمات المتعاقد عليها بين الشركات المصرية والفنادق من ناحية وبين الشركات والمعتمرين من ناحية اخري.