الدخول إلي عالم الأثرياء له جاذبية حتي ولو اقتصر الأمر علي مجرد الحديث والتأمل.. وكنا علي مدي اليومين الماضيين نحاول الإجابة عن السؤال الصعب ماهو الرصيد الذي يمكن للإنسان أن ينتقل بعده من حالة الأخذ إلي مرحلة العطاء للمجتمع الذي يعيش فيه؟ وقد اتفقنا أمس علي انتزاع الحقد من قلوبنا وأن تجري المناقشة علي أساس أن جميع الأغنياء شرفاء مادام لم تصدر ضدهم أحكام أدانة, أما الشائعات والشبهات فلا مكان لها.ونستطيع أن نضيف خبراء الاقتصاد إلي مجموعة البحث عن الرقم الصحيح الذي يوفر الطمأنينة ويمنع القلق ويلبي احتياجات الحاضر والمستقبل المتطور للأهل والأبناء..ونحن هنا لا نتحدث من قريب أو بعيد عن قوانين وإجراءات وإنما نضع للأثرياء علامات الطريق إلي السعادة كما وصفها وارين بافيت الذي تبرع ب90% من ثروته التي تقدر ب46 مليار دولار, وقال إنه بعد هذا التبرع قد وجد السعادة التي كان يبحث عنها. كلمات يجب أن نصدقها من رجل تبرع بالفعل بأكثر من41 مليار دولار, وقد أكد نفس المعاني صديقه بيل جيتس الذي تبرع هو الآخر ب26 مليار دولار ليصبح المجموع67 مليار دولار أي ما يعادل أكثر من368,5 مليار جنيه مصري.وبثقة كاملة نؤكد أن الأموال المتبقية لهما سوف تنمو بسرعة مذهلة وتتحول إلي أرقام هائلة لأن المهارة التي صنعت الثروة السابقة قادرة علي التكرار, وهناك دائما أيد تصنع من التراب ذهبا.. وهم من ذاك الصنف من الناس.ونعود إلي سؤالنا الحائر.. ما الذي يكفي في الحالة المصرية لأن المليون أصبح رقما عاديا في عالم الأثرياء وقد سمعت رواية تشير إلي عشرة ملايين لا تمنح بطاقة اعتماد للقبول في هذه الشريحة.إذن نحن نتحدث عن رقم أعلي من ذلك, عشرين ربما أو أكثر, أليس هذا كافيا لتغطية نفقات الطعام والملابس والمدارس والسيارات والرحلات.لا نعلم أيضا, ونريد من أحدهم أن يعطينا الحقيقة عندما يقرر التبرع بالفائض لديه للأعمال الخيرية. وإن كنت اعتقد بغير حسم أن33 مليونا تكفي. muradezzelarab@hotmailcom