لم أكن أخطط لاستكمال الحديث عن الأثرياء والنصيحة التي يقدمها أغني أغنياء العالم مثل بيل جيتس ووارن بافيت للتمتع بلحظات السعادة التي يشعران بها بعد أن تبرع كل منهما بعشرات المليارات من الدولارات للأعمال الخيرية. ولكن حوارا جري مع بعض الشباب اعادني للموضوع الذي بدأناه أمس بالتساؤل حول المدي الذي يسعي فيه الانسان لجمع المزيد من الأموال, وقلنا إن الأرقام التي نسمع ونقرأ عنها لا تضيف قدرات خاصة للشخص الذي يمتلكها, ودعونا علماء النفس والخبراء لمحاولة تقدير الرقم الصحيح الذي يمكن عنده أن يتوقف الشخص عن الأخذ ليبدأ بالعطاء تجاه الآخرين. قال أحد الشباب إن الطموح لا حد له وإذا استطاع أحدهم أن يمتلك الملايين والمليارات فهذا ليس عيبا بل قدوة لنا ونحن نبدأ طريق العمل والنجاح. ويتحفظ شاب آخر علي هذا المنطق فيقول, إن كثرة المال مسئولية دينية واخلاقية يحاسب عليها الانسان, وإذا كنا لا نستطيع ولسنا الجهة التي تفيد بمدي الالتزام بالنهج الصحيح لامتلاك تلك الأموال الطائلة, إلا أننا ندعو بالفعل الاثرياء في المجتمع وما أكثرهم في هذا الزمان لكي يردوا الجميل ويرصدوا نسبة من أرصدتهم لمثل هذه المشروعات الخيرية خاصة, وقد شهد واحد من أغني أغنياء العالم بأنه لم يشعر بمثل السعادة التي يتمتع بها الآن بعد أن تبرع بكامل ثروته. وقلت أولا يجب أن نخلص أنفسنا من أي شوائب قد يجري تفسيرها علي أنه حقد علي هؤلاء الاثرياء, والأفضل القول إنهم قوة مضافة نفتخر بهم ونعلي قدرهم طالما لم تقترن أفعالهم بتهمة وسلوك يثبت فعلا ولا تكون مجرد شائعات غير صحيحة. ومثل هذا الثري السوي الصالح سيكون بالفعل أحد المتبرعين للأعمال الخيرية ولكننا نتحدث هنا عن إعلان صريح يبادر به أحد هؤلاء الاثرياء للتبرع بالنصيب الأكبر من ثروته حتي يكون نموذجا يحتذي من غيره. فمن يحمل راية التبرع من رجال الأعمال الذين بات عليهم اثبات ان اثرياء مصر ليسوا أقل من جيتس وبافيت. muradezzelarab@hotmailcom