سؤال يحتاج إلي أكبر علماء النفس والفلسفة وغيرها من العلوم المتعلقة بسلوك الإنسان, ماذا يمكن أن يفعل البعض بأموال طائلة نسمع ونقرأ عنها وتتجاوز الملايين إلي المليارات, ونجدهم يواصلون الكفاح لطلب المزيد إلي الدرجة التي قد تدفعهم لأخذ ما ليس حقا لهم. تعالوا نقرأ ونسمع ماذا فعل أغني أغنياء العالم, بيل جيتس الذي تبرع ب28 مليار دولار, وصديقه وارن بافيت تبرع هو الآخر ب99% من ثروته التي تقدر ب46 مليار دولار. يقول بافيت إنه لم تمر عليه في حياته لحظات أسعد من تلك التي قرر فيها التبرع للأعمال الخيرية, وهو يدعو الاثرياء للقيام بذلك اثناء حياتهم حتي يشعروا بهذه السعادة. نحن ندرك أن الطبيعة البشرية تنجذب إلي المال باعتباره أهم وسائل الرفاهية والسعادة ولكن هل يحتاج الأمر لكل هذه الملايين والمليارات. ألا يملك الإنسان معدة واحدة لن يستطيع أن يأكل بها إلا بمقدار, وايضا مهما ينفق علي نفسه واسرته والمقربين منه, فهو لا يحتاج لمثل هذه الأرقام التي لا يعترف بها, وإنما يسعي لمضاعفتها واستثمارها. إنه السباق الخاسر الذي ينتهي فجأة وتنتقل تلك الأموال الطائلة إلي الورثة الذين قد يتذكرونه بين الحين والآخر بدعاء عابر أو كلمة طيبة. لكن إذا أقام هذا الثراء مشروعا خيريا يستفيد منه العشرات والمئات من الشباب والمحتاجين فان سعادته في الدنيا لا توصف فضلا عن جزائه في الآخرة. بيل جيتس ووارن بافيت لم يخوضا في التفاصيل وان كان ما تحدثا عنه معروف لدينا باعتباره الصدقة الجارية. فهل يتعظ الاثرياء من العرب والمسلمين والمصريين بما قاله شخص امتلك46 مليار دولار وتبرع بها. نأمل ذلك وان كنا في النهاية نتحدث عن شيء لا نعرفه ولا نعرف في حال كنا مثلهم سوف نستمع إلي النصيحة. muradezzelarab@hotmailcom