فرضت قضية الطاقة نفسها علي المؤتمر الاقليمي حول دور البرلمانيات العربيات في صياغة السياسات. وأكدت الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة أن الهدف الأسمي من عقد المؤتمر هو التعاون وتضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن العربي خاصة استخدام الطاقة باعتبارها العمود الفقري للتنمية. وأوضحت الأمين العام للمجلس أن الطاقة تستطيع أن تكون ورقة سياسية لصالح العرب مستقبلا بشرط أن يكون لدينا السياسات المستقبلية للطاقة تتيح لنا كعرب استدامة موارد الطاقة, مشيرة الي ان الأمر لا يقتصر علي الطاقة فقط وانما يمتد الي الموارد المائية التي تعتبر الركيزة الرئيسية لحياة البشر في هذا الوطن. من جانبه قال اللواء أحمد أبوطالب رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة وممثل مجلس الشعب المصري في المؤتمر إن قضايا المياه أصبحت تطرح نفسها بقوة علي أجندة صانعي القرار في العالم العربي, حتي إنه لم يعد يخلو مؤتمر أو منتدي علمي من نقاش أو إشارة الي العناية بهذا النوع من القضايا التي يخشي تحول الخلافات بشأنها الي صراعات عنيفة, لافتا الي ان مصر تقع في بؤرة أحد الصراعات الخاصة بالمياه في المنطقة العربية بعد الخلاف الحاد بين دول المنبع والمصب في اجتماع وزراء الموارد المائية بالاسكندرية في يوليو2009, ولذلك فإن اجماع القرارات المتخذة حول مياه نهر النيل والتعاون بين دول حوض النيل هو السبيل الوحيد لضمان مصالح هذه الدول. وأوضح السفير محمد بسيوني ممثل مجلس الشوري أن قضية الطاقة والمياه تحتاجان مزيدا من الاهتمام من جانب جميع المسئولين عن صنع القرار واتخاذ القرارات السياسية علي جميع المستويات الرسمية والشعبية قائلا: حينما تتواجد الدبلوماسية البرلمانية بوصفها تعبيرا عن الرأي العام فيجب أن نطمع في دور مهم لإقامة جسور قوية للتواصل والتعاون بين شعوب المنطقة وبما يجعل من الأنهار الدولية عوامل ربط وتعاون وليست عوامل فرقة ومشاحنات. وأكدت سامية حسن سيد أحمد نائب رئيس البرلمان العربي ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية والثقافية أن العمل في البرلمان العربي يعزز العمل العربي المشترك, لأن البرلمانيات يملكن مقومات وحدتنا العربية أكثر من غيرنا, حيث تربطنا لغة واحدة وهذا يقوي التواصل الاجتماعي الثقافي ويعزز فرص الوحدة العربية وغالبا ما تكون المشاكل واحدة في كل الدول العربية. وعن سياسات مستقبل الطاقة في الوطن العربي تقدمت الدكتورة زينب صفر عضو مجلس الشوري وأستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة القاهرة بورقة حول مصادر الطاقة في الوطن العربي وهي البترول, الغاز الطبيعي, الفحم وتمثل75% من الطاقة المستهلكة, أوضحت ارتفاع نصيب الفرد من النفط الي1.3% سنويا, وسيصل الي2.1% بحلول عام2020 وهذه الزيادة تعني سرعة نضوب البترول وزيادة انبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة, مشددة علي ضرورة الاتجاه الي مصادر متجددة من الطاقة مثل الشمسية, والمائية, الرياح, والوقود الحيوي. فيما طالبت البرلمانية سميرة بديع البحرين بضرورة تواجد تشريع موحد للحفاظ علي ثروة الاجيال القادمة من الطاقة, ويجب دعوة الشعوب الي ترشيد الاستهلاك, وفيما يختص بمشكلة المياه أكدت البرلمانية الجزائرية فاطمة جاب الله أن الجزائر تصنف من الدول الفقيرة في الطاقة المستخرجة من الموارد المائية حيث تم تحديد الفرد بستمائة متر مكعب, ولذلك يجب الاتجاه الي تنفيذ برنامج موسع للموارد المائية. وطالبت د. سيادة جريس عضو مجلش الشعب المصري بتوفير الدراسات وسبل أكبر وأكثر لتوفير الطاقة للمرأة البسيطة في كل المجتمعات العربية وخاصة المصرية.