في كل المحافظات ومنها القاهرة توجد مساجد يستولي عليها أصحاب التيارات الدينية من أخوان وسلفيين, ولايد للأوقاف إليها,ولايستطيع أمام الأوقاف الدخول أليها وإنما المرور من أمامها ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل صارت بعض هذه المساجد منطلقا لخروج المظاهرات عقب الصلاة خاصة أيام الجمع يعيثون في الارض فسادا ويشعلون النيران في الاخضر واليابس ويسفكون الدماء ويهلكون الحرث والنسل والسؤال الذي يطرح نفسه هل تترك الدولة هذه المساجد دون الإشراف عليها رغم تحول بعضها إلي مفرخة للإخوان ومقرا للاعتداء علي الدعاة والخطباء سواء في القاهرة أو الأقاليم؟ وهل يقف الازهر والأوقاف مكتوفا الايدي أمام هذا الاعتداء السافر علي أبنائه في المساجد وآخرها ماتعرض له إمام وخطيب وزارة الاوقاف بمسجد العزيز بالله الجمعة الماضية؟! وماهي السبل لحل تلك المساجد وتحريرها من قبضة الإخوان والسلفيين؟! وكيف تكون المواجهة مع دولة الجماعات؟ في البداية ينفي الشيخ أحمد ترك مدير عام المساجد الكبري بوزارة الاوقاف وجود أي نوع من السيطرة علي المساجد من جانب أي تيار وما يتم ضبطه من مخالفات يتم التعامل معه علي الفور بالقانون, مؤكد أن الأوقاف تسيطر علي المساجد والخطاب الديني بنسبة تفوق ال95% والنسبة الباقية تحدث فيها المخالفات في بعض الأحيان وتتخذ الوزارة الاجراءات اللازمة علي الفور لضبط الأمور ومنع اتخاذ المنابر في الموضوعات السياسية أوترويع الناس أوتوجيه الاتهامات وقال ترك أن مسألة ماحدث في مسجد العزيز بالله حالة من الانتقام ضد العلماء سواء في الأوقاف أو الأزهر بأسلوب فيه نوع من التشقي الأهوج, وهو ماظهر للناس ممايدل علي الحقد والكراهية وفي الوقت ذاته أكد هذا الموقف علي قيام الأوقاف بعملها علي أكمل وجه فقد اتخذت الاجراءات القانونية في هذا الموضوع وتم تشكيل لجنة لمتابعة المساجد والمنابر, وحذر ترك من صعود أي خطيب لمنبر رسول الله صلي الله عليه وسلم دون الحصول علي تصريح من الأوقاف وأوضح الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأسبق أن حل مشكلة المساجد التي تحت سيطرة الإخوان والسلفيين أمر يحتاج إلي عقلانية وتدبر لأن التيار جارف وهذه الخلايا لم تكن نائمة منذ الخمسينيات بل كانت تعمل وتنظم بينما كان الأئمة في الأوقاف علي مدار30 سنة ليس لهم أي دور وكل من يفكر في قيادة المجتمع يتم نقله أو اقصائه فقد كانت أفواه الائمة مكممة الأمر الذي أدي لانتشار هؤلاء الناس فضلا عن مساعدة وسائل الاعلام لهم واستغلال ذلك أفضل استغلال في الدعاية لهم مشيرا إلي أن الدعوة بدون إدارة لاتفيد فلابد من وضع هيكل تنظيمي من خلال خطة مدروسة لمواجهة الفكر بالفكر فجميع الأحداث التي شهدتها البلاد سواء في الشوارع أو الجامعات أو المساجد تحتاج إلي تنسيق وعلم وفكر وناس مخلصين لتدريب الأئمة. فيما يري الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا أن العلاج يرجع إلي ماقبل محمد علي باشا حيث كانت المساجد والازهر لمدة8 قرون مستقلة لاتتبع لأي حكومة أو حزب بل كان الحكام والشعب يلجأون الي الأزهر ورجاله في حل المشكلات الكبري والان وفي ظل تبعية الأوقاف لتشكيل الحكومة والتي تكون حزبية وتتغير برامجها طبقا لرؤية كل حزب فلايمكن تحقيق الهدف المنشود من الأوقاف والأزهر إلا بالغاء وزارة الاوقاف تماما من تشكيل الحكومة لأن الدعوي لاتتغير طبقا لهدف الحزب أو الحكومة فانتقال الأوقاف إلي الأزهر ونقل أيضا تبعية دار الافتاء من كونها هيئة مستقلة بمفردها إلي تبعية الازهر وانتخاب المفتي من خلال هيئة كبار العلماء وكذلك شيخ الأزهر ويصبح شبح الأزهر مسئولا عن المساجد ومن خلال وجود أكثر من230 ألف مدرس بالمعاهد الازهرية يمكن أن يقوموا باداء خطبة الجمعة وإقامة الدروس الدينية مرفقه وسيرة وحديث وتوحيد وغير ذلك من العلوم الشرعية والتي يعمل بالدراسات فيها وتسهيل ذلك لهم سوف يقضي علي التيارات المختلفة من إخوان وسلفيين وكل أشكال الفكر المتطرف واستنكر قطب عدم وجود تبعية للكنائس لحزب أو حكومة مافي مصر فليس عليها رقيب في حين أن الأزهر والأوقاف لم يكن عليها رقيب حتي وجود محمد علي باضا. ويضيف الشيخ فكري حسن وكيل وزرة الأوقاف الاسبق أن مايؤسف له أن الأوقاف منذ فترة طويلة كانت إدارة المساجد تحت قبضتها وكانت تستطيع أن تتحكم فيها إذا وقعت مخالفة شرعية ثم جاء العصر الذي صدر فيه قرار جمهوري في أوائل الستينيات بشأن ضم جميع المساجد إلي كم أصحاب الميول المختلفة ثم تتابع الأمر منذ سنوات معدودة حيث مر علي الأوقاف فترة لم تستطع فيها التحكم في المساجد لظروف خارجية عن ارادتها وكانت هذه البوابة الحقيقية للاستيلاء بعض المساجد من جانب البعض خاصة المساجد الكبري في الفترة التي أعقبت ثورة25 يناير مما أدي إلي أن بعض التيارات أصبحت تتحكم في مساجد معينة ويديرها. ويري فكري أن المخرج من هذه المشكلة يتمثل في تضافر جميع الوزارات المختصة مع الأوقاف لإعادة تلك المساجد لحضن الأوقاف للأشراف عليها وأن يكون هناك مايشبه الضبطية القضائية حتي يعود للمسجد رونقه وليعلم, الجميع ان بيت الله هي أفضل الأماكن التي يجب أن تحترم حيث قرار الإسلام تحريم رفع الصوت وعدم إثارة الفتن والضغائن وطالب بضرورة وضع قانون لحماية دور العبادة من التيارات السياسية وأن تشرف هيئة مستقلة تفعيله لحماية المساجد من هذه الانتهاكات رابط دائم :