رفض علماء الأزهر والأوقاف الحملة التي أطلقها اتحاد الطرق الصوفية التي دعا فيها إلي ضم قطاع الدعوة والمساجد بوزارة الأوقاف إلي الأزهر الشريف لمنع وزارة الأوقاف للترويج للإخوان والسلفيين في المساجد خلال انتخابات مجلس النواب المقبلة واستغلالها في الدعاية الانتخابية. الدكتور عبدالله الناصر حلمي أمين عام اتحاد الطرق الصوفية قال: إن الهدف من ضم قطاع الدعوة والمساجد بوزارة الأوقاف إلي الأزهر هو حصر دور المساجد في الدعوة والابتعاد عن الشأن السياسي بالإضافة لمنع سيطرة أي فصيل سياسي سواء الإخوان أو السلفيين علي المساجد والتأثير علي الناس في الدعاية الانتخابية من خلالها. أكدوا أن تبعية المساجد للأزهر لن تغير من الأمر شيئاً لأن أئمة المساجد من خريجي الأزهر.. بالإضافة إلي أن المؤسسة الدينية الكبيرة "الأزهر" لديها أعباء كثيرة أهم من الإشراف علي المساجد. في المقابل أيد البعض أن تندمج الأوقاف مع الأزهر وأن يتم تعيين الأئمة والدعاة بموافقة الأزهر وتوضع لوائح صارمة لمن يخالف رسالة المساجد فكفانا فوضي. * عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية قال: إن المشيخة العامة للطرق الصوفية هي الكيان الشرعي والجهة الوحيدة التي تتحدث باسم الطرق الصوفية لأنه من الملاحظ بعد الثورة تعدد الأسماء التي تتحدث باسم الصوفية والتي لا نعلم شرعيتها.. أما بالنسبة لدور العبادة يجب أن تكون بعيدة عن الدخول في معترك السياسة ويجب علي القائمين علي المساجد والكنائس معاً أن يؤدوا رسالتهم الدينية بعيداً عن الأقاويل التي تدعو الإثارة الفتن. أضاف أن وزارة الأوقاف يجب أن تكون حازمة في قراراتها وأن تعمل علي الحفاظ علي هيبة المساجد دون التحيز لفئة عن أخري.. كما أن شيخ الأزهر له العديد من المهام الأخري. ليست حلاً * عبدالحليم العزمي رئيس تحرير مجلة "الإسلام وطن" الصادرة عن الطريقة الصوفية قال في البداية لا يوجد ما يسمي اتحاد الطرق الصوفية ولا نعترف به لأن هناك متحدثاً باسم الطرق الصوفية.. أما عن فصل المساجد عن الأوقاف فهذا لن يحل المشكلة ويصعب تنفيذها. السيادة الأولي * الشيخ فؤاد عبدالعظيم مستشار وزير الأوقاف للقطاع الديني يقول: إنه فيما يخص نقل تبعية المساجد من وزارة الأوقاف لشيخ الأزهر فلن يجدي نفعاً لأن شيخ الأزهر له السيادة الأولي علي الدعوة وجامع الأزهر ورئاسته والأمور الإدارية والفنية أن الأزهر كعبة العلم والعلماء أما وزير الأوقاف فمن صميم اختصاصاته هي إدارة شئون المساجد علي مستوي الجمهورية وهناك تعليمات من قبل أحداث ثورة 25 يناير بإبعاد المساجد عن الأمور السياسية وعن الدعوات الانتخابية أو الدعوة لأي شخص ولكن للأسف الشديد بعد الثورة استباحوا المساجد وجعلوها غنيمة ينفسون فيها عن آرائهم والكل يريد أن يهزم الآخر بهذه الدعوات مما جعل الناس في حيرة ووصل الأمر بالبعض إلي ترك المساجد والصلاة في المنازل. يطالب الشيخ فؤاد الجميع بأن يرفعوا أيديهم عن المساجد لتؤدي رسالتها الدعوية. لكن للأسف تسيطر علي المساجد وتختار الأئمة حسب اتجاهاتهم وينافقون علي حساب الدين والدعوة رغم أن الله سبحانه وتعالي قال: "إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً". * الشيخ عمر البسطويسي وكيل أول وزارة ورئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر سابقاً قال: منذ زمن بعيد والأوقاف مسئولة عن المساجد فعلماء الأوقاف هم خريجو الأزهر في الأساس لذلك يجب أن تظل تبعية المساجد للأوقاف ولكن يحذر أن يكون الحديث بالمساجد لأي حزب أو فصيل ويجب أن تصدر وزارة الأوقاف تعليمات صارمة بذلك. الأزهر غير مؤهل * الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية وأمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الأسبق قال: إن مسألة ضم المساجد للأزهر لا تصلح لأنه غير مؤهل لذلك لأن مهمته تعليمية بحثية علي مستوي العالم فالأزهر أكبر من ذلك بكثير أما المساجد هي مسألة تنفيذية يقوم بها وزير الأوقاف ومهام المساجد والتفتيش عليها تحتاج لتغيير جذري. أضاف أنه لا مانع من اندماج وزارة الأوقاف مع الأزهر ليكون هناك فكر وسطي وتكون الرسالة الدعوية مشتركة بين الاثنين. أكد أنه لا يجوز استخدام المنابر لأي فصيل سواء كان في الحكم أو غيره ومن يخالف ذلك ليخضع للتحقيق لأن هذا قد يحدث فتنة بين المسلمين. الدكتور محمد نجيب عوضين الأمين العام لمجلس الأعلي للشئون الإسلامية قال: إن الأزهر أعباؤه كثيرة ورسالته مليئة بالأهداف التي تخرج الدين الوسطي والأحكام الصحيحة التي يستفيد منها المجتمع المسلم. قال.... إن وزارة الأوقاف هي أكثر احتصاصاً واهتماماً بالمساجد والأئمة وليس هناك مانع في أن يكون للأزهر دور في تعيين أئمة المساجد المعروف عنهم الوسطية لكن مشكلة استخدام بيوت الله في الدعاية لانتخابية لفصيل معين. وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة أن وزارة الأوقاف توجه المصلين في المساجد أثناء الانتخابات لأنهم يعلمون أن للدعاية دوراً كبيراً في إقناع المرتادين للمساجد. قال: يجب علي وزارة الأوقاف أن تكثِّف دور الراقبين علي المساجد وتخصيص أرقام للمواطنين للإبلاغ عن أي تجاوز يصدر من إمام مسجد وكل من يهتم بالسياسة عليه أن يترك المسجد ويعمل كناشط سياسي حتي تنقي مساجدنا من العبث. * حاتم أبو زيد المنسق الإعلامي لحزب الأصالة قال: إنه لا مانع من تدخل المساجد في الأمور السياسية فلا يوجد فرق بين السياسة والدين فالدين جاء لإصلاح أحوال الناس في الدنيا وهذا من الأمور السياسية لكن التحيز لشخص بعينه أو فصيل ما لا يجوز. أما مسألة تبعية المساجد للأوقاف أو الأزهر فلن تغير من الأمر شيئاً فجمهور الدعاة من خريجي الأزهر في الغالب.