حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اغتيال بيئة البحر الأحمر
نشر في الأهرام المسائي يوم 19 - 12 - 2013

لم تنته مصر بعد من مفاوضات سد النهضة والذي اعتبره البعض بداية لحرب المياه بين الدول الإفريقية, إلا وفوجئت باتفاق جديد بين كل من الأردن وفلسطين وإسرائيل بمقر البنك الدولي يقضي بربط البحر الأحمر بالبحر الميت
لإنقاذه من الجفاف وبهدف تنشيط السياحة علي ضفافه‏,‏ من خلال إنشاء‏4‏ أنابيب بطول‏140‏ كم تنفذ علي مدار‏5‏ سنوات وبتكلفة تتراوح ما بين‏250‏ إلي‏400‏ مليون دولار لنقل‏200‏ مليون متر مكعب يوميا من المياه‏,‏ من الأول إلي الثاني للحفاظ علي وجوده حيث تباينت آراء الخبراء في هذا الشأن فيري البعض أن هذا المشروع بمثابة تلاعب مع الطبيعة ويحتاج إلي مزيد من الدراسات قبل دخوله حيز التنفيذ‏,‏ فيما أكد آخرون سلامة مصر آمنيا وبحريا وسياحيا‏,‏ وأنه لن يؤثر علي مياه مصر الإقليمية‏,‏ وما بين المنتظر التهوين والتهويل‏,‏ فإن المصير المنتظ ر ل البحر الميت لايزال مبهما‏,‏ فتنفيذ هذه الاتفاقية يتسبب في كارثة بيئية‏,‏ وعدم تنفيذها سيحكم عليه بالموت جافا مع قدوم عام‏2050.‏
‏//////‏
اتفاقية البحرين كارثة بيئية الهدف الأساسي منها تقسيم المياه الإقليمية
أجمع عدد من خبراء الجيولوجيا علي أن اتفاقية البحرين تهدد العديد من الاستثمارات التي تقدر بعشرات المليارات في قطاع السياحة في مصر‏,‏ نظرا لما ستسببه من تدمير للشعاب المرجانية في المحميات المصرية مثل محمية رأس محمد نتيجة سرعة التيارات المائية وتغير درجة حرارة المياه مما ينعكس بصورة سلبية علي الثروة السمكية في منطقة البحر الأحمر‏,‏ فضلا عن تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه المالحة‏.‏
في البداية يشير الدكتور عادل يحيي‏,‏ أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة عين شمس‏,‏ إلي أن تدفق أكثر من ملياري متر مكعب سنويا من مياه البحر الأحمر سعة البحر الميت له تأثير بالغ الخطورة علي مصر إذا ما تم إنشاء هذه الأنابيب من حيث تغيير البيئة الطبيعية لمنطقة خليج العقبة جراء عملية تحلية المياه المسحوبة من البحر الأحمر‏,‏ من خلال التأثير علي كنوز وثروات البحر الأحمر في المنطقة المصرية‏,‏ حيث مناطق الشعب المرجانية وحدائقها التي لا تقدر بثمن‏,‏ بالإضافة إلي الأسماك الملونة النادرة والتي ازدهرت بها المحافظة جنوب سيناء سياحيا‏.‏ ويضيف أن هذا التأثير سيحدث تغييرا في الخصائص البيئية للبحر الأحمر وتياراته المائية‏,‏ فمن المعروف أن أي تغيير في خصائص مياه البحار والأنهار يحدث تغييرا في حياة الأحياء المائية الموجودة به‏,‏ مما سيحدث تدميرا للشواطئ والأحياء المائية والشعب المرجانية التي تعيش في بيئة البحر الأحمر منذ آلاف السنين‏,‏ لافتا إلي احتمال هجرة الأسماك وتقلص حجم الثروة السمكية خاصة أن منطقة خليج العقبة هي المنطقة الملائمة بيئيا لتكاثر الأسماك وزيادة ملوحتها ستؤثر بشكل سلبي علي هذه البيئة‏.‏
ويوضح أستاذ الجيولوجيا أن القشرة الأرضية في منطقة البحر الأحمر بشكل عام ضعيفة جدا وغير متماسكة‏,‏ الأمر الذي عرضها في الماضي لعدد من الزلازل والهزات الأرضية الخطيرة‏,‏ وبالتالي فإن نقل ما يزيد علي ملياري متر مكعب من مياه البحر الأحمر سنويا إلي البحر الميت عبر القناة المقترحة‏,‏ وإسقاطها من ارتفاع يزيد علي‏200‏ متر سيزيد من اضطرابات القشرة الأرضية وتشققها وحدوث مزيد من الزلازل والهزات الأرضية التي ستتأثر بها جميع بلدان المنطقة المحيطة‏,‏ خاصة أنها تعرف بمنطقة الانكسار الآسيوي الإفريقي أو الصدع الإفريقي العظيم‏.‏
ويؤكد أن هذا المشروع تم عرضه في فترة التسعينيات ولكنه قوبل بالرفض من قبل البنك الدولي مما يزيد من التساؤلات حول التغيير المفاجئ البنك الدولي من المشروع علي الرغم من أن فكره لم تلق أي تعديل‏,‏ لافتا إلي أن الهدف الرئيسي المستتر خلف قناع حماية البحر الميت من الجفاف هو تقسيم مياه البحر الأحمر وإلحاق الأضرار غير المباشرة بمصر‏.‏
ويري الدكتور علي السكري‏,‏ أستاذ الجيولوجيا بهيئة الطاقة النووية‏,‏ أن هذا المشروع يعتبر بديل لقناة السويس ومن الأجدي تسميته توصيل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط بالبحر الميت‏,‏ مؤكدا أن المشروع حتي الآن لا يزال يحيطه شيء من الغموض ولم يدخل حيز التنفيذ‏,‏ ففي حالة البدء في تنفيذ هذا المشروع سيؤدي إلي كارثة طبيعية تؤثر بالسلب علي طبيعة البحر الميت من حيث خلوه من كائنات بحرية أو من أنه سيكون غير صالح لاستخراج الأملاح منه‏.‏
وأشار إلي أن المشروع سيبدأ بربط البحر الميت بالبحر الأحمر ثم يتدرج الأمر إلي حفر ترعة أو فرع لربطه بالبحر الأبيض المتوسط بحجة إنقاذ البحر الميت من الجفاف‏,‏ لافتا إلي أنه من الواجب الحفاظ علي البيئة كما هي دون تغيير كي لا يتكرر الخطأ الذي ارتكبناه عند بناء السد العالي حيث نظرا إلي للعائد منه في توليد الكهرباء وحماية مصر من الفيضانات‏,‏ ولم نلتفت إلي سلبياته المتمثلة في حجز الطمي الذي أثر بدوره إلي مجري النيل وعلي فرعيه‏,‏ مضيفا إلي أن أي تغيير في البيئة سينتهي بالضرر علي الإنسان‏.‏
‏/////‏
خبراء النقل البحري‏:‏
هدفها إحياء الميت‏..‏ ولا تأثير
علي حركة السفن بالقناة
إنشاء بديل لقناة السويس كانت هذه أولي الإشاعات التي ترددت بمجرد الإعلان عن توقيع كل من الأردن وفلسطين وإسرائيل علي اتفاقية تقضي بربط البحر الأحمر بالبحر الميت‏,‏ إلا أن آراء خبراء النقل البحري أكدت أن حركة السفن داخل القناة آمنة ولن تلحق بها أي أضرار‏.‏
يقول اللواء هشام السرساوي‏,‏ رئيس هيئة ميناء البحر الأحمر سابقا‏,‏ إنه لا تأثير علي الملاحة في قناة السويس من إنشاء خطوط أنابيب تربط كلا من البحر الأحمر والميت خاصة أنه مجري أنابيب صغيرة لا تسمح بمرور السفن‏,‏ لافتا إلي أن البحر الميت منخفض عن مستوي سطح الأرض بمعدل‏150‏ إلي‏200‏ متر تقريبا‏,‏ والهدف من هذه الأنابيب هو رفع منسوب المياه بالبحر الميت لتأخير جفافه‏.‏ ويضيف اللواء محفوظ طه‏,‏ خبير النقل البحري‏,‏ أن فكرة إنشاء خطوط الأنابيب مجرد أعمال بنية أساسية وليس لها أدني تأثير علي حركة النقل البحري في البحر الأحمر‏,‏ خاصة أن منطقة خليج العقبة تبعد مسافة‏280‏ كم عن منطقة قناة السويس‏,‏ والتأثير في حركة الأمواج لن يكون بالقدر الكافي للتأثير علي حركة السفن بالموانئ سر المصرية المطلة علي البحر الأحمر‏.‏
‏/////‏
‏..‏ وخبراء الري‏:‏ لن يؤثر علي قناة السويس
آثار مشروع إحياء البحر الميت البلبلة والتخبط بين عدد من خبراء المياه والري‏,‏ ومن حيث مدي خطورة هذه الأنابيب الاربع علي مستقبل قناة السويس‏,‏ حيث يري البعض انها لن تؤثر علي القناة‏,‏ حيث إن المسافة التي ستقطعها باخرة في قناة السويس تقل كثيرا عن المسافة التي تقطعها في قناة البحر الميت‏,‏ فضلا عن انها لاتزال القناة الآمنة لمرور السفن بعيدا عن التوترات السياسية‏,‏ في حين أكد البعض الآخر علي وجود تأثيرات بيئية وخيمة تحيط بهذه الفكرة‏.‏
يوضح الدكتور مغاوري دياب‏,‏ الخبير المائياناتفاق البحرين لن يؤثر علي قناة السويس او يقلل من إيرادتها والتي تبلغ ملياري دولار سنويا‏,‏خاصة ان فكرة الربط بين البحرين الاحمر والميت قائمة علي انشاء‏4‏ خطوط انابيب فقط وبالتالي فهي لاتعادل مطلقا قناة السويس‏,‏مشيرا الي ان الهدف الرئيسي وراء هذا الربط هو إحياء البحر الميت والمتوقع جفافه تماما بحلول عام‏2050‏ نتيجة لتبخر مياهه‏,‏ بالاضافة الي زيادة حصة كل من الاردن وفلسطين واسرائيل من المياه‏.‏
إن الحاجة للموارد المائية لكل من فلسطين والاردن كانت الدافع الرئيسي للتفكير في الربط بين البحرين وانشاء محطات تحلية واستخراج الاملاح علي خليج العقبة الاردني‏.‏
ويشير دياب الي وجود بعض الآثار السلبية التي يمكن ان تؤثر علي البيئة الحيوانية والنباتية للبحر الاحمر نتيجة مخرجات عملية التحلية الاملاح والتي ستعود مرة أخري الي البحر الاحمر مما سيؤدي الي إيجاد بيئة بحرية عالية الملوحة ستؤثر مباشرة علي تغيير اتجاه حركة المياه بمنطقة خليج العقبة نتيجة لتولد تيارات بحرية صناعية‏,‏ لافتا الي ان رؤية الجانبين الاردني والاسرائيلي هي ان التأثيرات الايجابية للمشروع تعادل تأثيراته السلبية وبالتالي فلا مانع من الاستمرار فيه‏.‏ واتفق معه الدكتور نادر نور الدين استاذ المياه والاراضي بجامعة القاهرة‏,‏ في انه لا تأثير مباشر علي مصر بشكل عام وقناة السويس بشكل خاص من انشاء خطوط الانابيب للحفاظ علي البحر الميت من الجفاف خاصة ان هذه الانابيب او الممرات الضيقة لاتسمح بمرور السفن خلالها وبالتالي ستحافظ قناة السويس علي مكانتها الملاحية علي شواطيء البحر الاحمر‏.‏
ويشير الي امكان تحقيق اقصي استفادة ممكنة من مخرجات عملية التحلية عن طريق استخراج املاح الصوديون والبوتاسيوم ولضمان عدم زيادة نسبة ملوحة مياه البحر الاحمر‏,‏ بالاضافة الي امكان الاستفادة من هذه الاملاح في بعض الصناعات التي يمكن إقامتها علي خليج العقبة الاردني‏.‏
الدكتور نصر الدين علام وزير الري السابق اوضح ان فكرة انشاء خطوط انابيب لربط البحر الاحمر بالميت ليست وليدة اليوم وإنما تم عرضها من قبل في عام‏2010,‏ ولكنها قوبلت بالرفض الشديد من خلال إصدار وزارة البيئة بيانا شديد اللهجة للجهات الدولية بمساوئ وخطورة هذا المشروع وتأثيره السلبي علي مصر من جميع النواحي الاقتصادية والبيئية‏.‏
وذكر علام بعضا من هذه المساويء وأهمها تلوث المياه الجوفية الموجودة في باطن الارض بصحراء سيناء نتيجة ارتفاع نسبة ملوحة المياه المارة خلال الانابيب بعد خروجها من محطة التحلية بمنطقة خليج العقبة وبالتالي فإن أي صدع في الأنبوب قد يؤدي إلي تسريبها للمياه الجوفية في المنطقة التي يمر فيها الأنبوب وإلحاق أضرار كبيرة في اقتصاد المياه في المنطقة‏.‏ ويضيف ان تغيير البيئة البيولوجية للشعاب المرجانية والكائنات البحرية في قاع البحر الاحمر احد اهم المخاطر البيئية والاقتصادية علي مصر‏,‏ والتي ستؤثر بشكل مباشر علي بعض الانشطة السياحية في منطقة سيناء والبحر الاحمر‏,‏ فضلا عن المخاطر الناجمة عن استخدام المياه المسحوبة من البحر الاحمر في تبريد المفاعلات النوودية الإسرائيلية‏.‏
‏//////‏
قانونيون‏:‏
القانون الدولي لا يعترف إلا بالأضرار المباشرة علي البحار الإقليمية‏..‏ وعلي القيادة المصرية سرعة التدخل
ترددت العديد من الأقاويل في الأيام القليلة الماضية بشأن تأثير انشاء خطوط أنابيب لربط البحر الأحمر والميت علي إيرادات قناة السويس التي تبلغ ملياري دولار سنويا وأنها مؤامرة صهيونية ستؤثر علي أمن مصر القومي‏,‏ مطالبين بضرورة الاستعانة بالقوانين الدولية وقوانين البحار لإحكام السيطرة علي عملية تقسيم المياه الإقليمية خاصة انها تلحق بعض الاضرار ببعض الدول المطلة علي البحر الأحمر‏.‏
يقول الدكتور صلاح الطحاوي‏,‏ وأستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة حلوان‏,‏ ان الجميع يعلم أن مشكلة ندرة المياه العذبة هي المشكلة الأزلية التي تعاني منها اسرائيل وتحاول بين الحين والآخر البحث عن بدائل متاحة للوصول إلي حل لتلك المشكلة أن اتفاقية البحرين تعتبر بمثابة الحل السحري لإسرائيل من خلال تقسيم مياه البحر الأحمر‏.‏
ويوضح أن اتفاقية الأمم المتحدة والتي انبثق عنها قانون البحار لعام‏1973‏ والذي دخل حيز التنفيذ ووقعت عليه أكثر من‏60‏ دولة عام‏1998‏ ينص علي أن لكل دولة من دول العالم الحق في الحفاظ علي أمنها المائي والبحر الاقليمي الذي تطل عليه مع الحفاظ علي الشواطئ المحيطة به‏,‏ واتفق الفقه الدولي عبر آليات واتفاقات دولية لتقنين العرف الدولي بهذه المسألة بأن حدود البحر الإقليمي الخاص بكل دولة وما يتفرع عنها من خلجان وباطن البحار‏.‏
ويشير الطحاوي إلي أن القانون الدولي لا يعترف بمسئولية الدول عن الاضرار الناجمة حال تعرض شواطئها أو بحارها الإقليمية إلا إذا كان هذا الضرر مباشرا‏,‏ مضيفا أنه من المؤكد أن هذه الاتفاقية سوف تلحق بمصر أشد الاضرار سواء كانت بالتأثير المباشر علي قناة السويس وخليج العقبة أو غير المباشر علي السياحة المصرية‏,‏ بخلاف أنه سيؤدي إلي إفشال مشروع تنمية قناة السويس الذي تتبناه الحكومة حاليا وتعكف علي تنفيذه‏.‏
وطالب الطحاوي بسرعة تدخل القيادة المصرية من قبيل العمل الوقائي قبل دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بالتوجه إلي محكمة العدل الدولية والتي تعتبر أحد أزرع هيئة الأمم المتحدة بناء علي الأضرار المستقبلية علي الاقتصاد المصري والتأثير علي موارد مصر المائية وكنوزها الموجودة في قاع البحر الأحمر‏.‏
من جانبه يري الدكتور أحمد رفعت‏,‏ أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة بني سويف‏,‏ ان إحياء فكرة ربط البحر الأحمر بالبحر الميت مجرد بالون اختبار لقياس مدي استيعاب الدول المطلة علي البحر الأحمر لذلك‏,‏ مؤكدا أن المستفيد الوحيد من هذا الربط هي اسرائيل‏.‏
‏//////‏
إلهامي الزيات‏:‏ سياحة البحر الأحمر آمنة‏..‏
وخصائص البحر الميت ستفسد هدف المشروع
يقول إلهامي الزيات‏,‏ رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية‏,‏ إن الهدف الرئيسي وراء اتفاق البحرين هو زيادة نسبة المياه الموجودة بالبحر الميت والذي سجل انخفاضا بمعدل يزيد علي‏1000‏ ملليمتر سنويا منذ عام‏2010,‏ وتقلصت مساحة سطحه من‏960‏ كيلو مترا مربعا إلي‏620‏ كيلو مترا مربعا خلال الأعوام ال‏50‏ الأخيرة‏,‏ وليس بهدف تنشيط السياحة الأردنية أو الاسرائيلية كما يدعي البعض‏.‏
ويؤكد أن عملية الربط بين البحرين ليس لها أي تأثير علي السياحة المصرية في منطقة البحر الأحمر‏,‏ خاصة أن هذه المنطقة تحتوي علي نوع واحد من السياحة وهو السياحة العلاجية أو ما تعرف ب المعالجة السفاجية نسبة إلي سفاجا‏,‏ وهي سياحة محدودة جدا علي مستوي العالم وتتمتع بها السياحة المصرية‏.‏
ويشير الزيات إلي أن مياه البحر الميت لا تصلح لممارسة بعض الأنشطة السياحية كالغوص بسبب الملوحة الشديدة للمياه به والتي تغير من بعض خصائص الماء كالكثافة والتي ينتج عنها تعادل قوة الوزن مع قوة الطفو‏,‏ وهذا هو السبب الرئيسي وراء انعدام نسب الغرق بالبحر الميت‏,‏ لافتا إلي آراء بعض الخبراء التي تشير إلي إمكان حدوث تفاعلات كيميائية نتيجة التقاء مياه البحر الأحمر بمياه البحر الميت والتي من شأنها أن تنعش الطحالب الحمراء‏.‏
‏/////‏
ديلي تليجراف
ذكرت صحيفة ديلي تليجراف أن منظمة أصدقاء الأرض العالمية للدفاع عن البيئة انتقدت اتفاق إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية بشأن إنشاء قناة تربط البحر الميت بالبحر الاحمر‏.‏
كما أكد جدعون برومبرج مدير المنظمة في الشرق الأوسط أن ما يحدث لا علاقة له بمشروع قناة بين البحر الأحمر والبحر الميت وإنما برنامج لتقاسم المياه‏.‏
وأضاف برومبرج أن ربط البحر الميت بالبحر الاحمر يهدد قابلية المشروع للتطبيق من وجهة نظر بيئية واقتصادية قائلا‏:‏ إن هذه القناة ستجلب مياه دخيلة إلي البحر الميت ستؤدي بمنظومته البيئية وتتسبب في تكوين بلورات من الجبس وربما طحالب‏.‏
يذكر أن إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية وقعت أخيرا بمقر البنك الدولي بواشنطن علي اتفاق لإعاقة جفاف البحر الميت وإنشاء محطة تحلية مياه إقليمية في العقبة‏.‏
‏/////‏
معاريف الإسرائيلية
نقلت صحيفة معارف الإسرائيلية آراء بعض الخبراء الإسرائيلين حول مذكرة التفاهم الأردنية الفسلطينية الإسرائيلية التي وقعت لتنفيذ المرحلة الأولي من مشروع ناقل البحرين‏(‏ الأحمر الميت‏),‏ وقال الخبراء بحسب الصحيفة‏,‏ إن قناة البحرين لن تنقذ البحر وإنما ستؤخر جفافه‏,‏ كما حذروا من أن تمرير المياه علي مسافة‏180‏ كيلو مترا من شأنه أن يؤدي إلي تفشي البكتريا‏,‏ فضلا عن احتمال تكون مستنقعات صغيرة حمراء اللون‏,‏ بالإضافة إلي احتمال تكلس داخلي للأنبوب مما يؤثر علي جودة المياه التي ستضخ للبحر الميت‏.‏
وبينت أن البحر الميت يفقد سنويا نحو مليار متر مكعب من المياه‏,‏ وينخفض مستواه بنحو‏1,1‏ متر سنويا‏,‏ في حين أن القناة من شأنها أن تضخ‏100‏ مليون متر مكعب سنويا‏,‏ وهذه كمية صغيرة ومتواضعة ما يعني أنها ستقلص الانخفاض السنوي لمستوي البحر الميت بنحو‏10‏ سنتمترات‏.‏
‏/////‏
الأميرال البريطاني
كانت الفكرة الأولي التي اقترحها الاميرال البريطاني وليم ألن عام‏1855‏ تنفيذ مشروع يسمي البحر الميت طريق جديد للهند‏,‏ وفي ذلك الوقت لم يكن يعرف ان البحر الميت يقع تحت مستوي سطح البحر‏,‏ واقترح هذه القناةكبديل السويس التي كانت تحت سيطرة الفرنسيين حينها‏,‏ وتم إحياء الفكرة في ثمانينيات القرن العشرين لأغراض توليد الطاقة في أعقاب أزمة النفط عام‏1973,‏ وكانت أوائل المقترحات تستخدم الضفة الشرقية لنهر الأردن‏,‏ ولكن الصيغة المعدلة قضت باستخدام الضفة الغربية‏.‏
الفكره تم التطرق إليها مرة أخري التسعينيات نتيجة لأزمة المياه‏,‏ ولكن تمت إتاحة بدائل إضافية جديدة‏,‏ اي البحر الأحمر قناة الخيت والطريق الشمالي من البحر الأبيض المتوسط إلي مرج بيسان‏,‏ الذي وجدانه اقل تكلفة‏,‏ إلا أن فكرة شق قناة من البحر الأحمر إلي البحر الميت عن طريق وادي عربة غير عملية بسبب عدم التوافق الكيميائي بين مياه البحرين الأحمر والميت‏,‏ وهذا رغم كونها أفضل من الناحية الاقتصادية‏.‏
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.