وسط تكتم وسرية شديدة من جانب وزارة الزراعة وصلت الآفة القاتلة المعروفة باسم توتا ابسيلوتا إلي زراعات الطماطم في18 محافظة وتهدد المحصول بالتدمير وحصل الأهرام المسائي علي معلومات تؤكد أن المصايد الفرمونية جذبت الآفة القاتلة باعداد كبيرة في المحافظات المتضررة وأن معهد بحوث النباتات بالوزارة قام بتجميع عينات من الحشرة وأرسلها إلي المتحف البريطاني وأكدت نتائجه التي أرسلها بالبريد الالكتروني وجود الحشرة في أطوارها الأولي في دلالة علي تكاثرها. وأصر مدير معهد بحوث النباتات علي نفي وجود الآفة علنا أمام الباحثين واعترف بها سرا. بتكليف لجنة بتجربة30 مبيدا لحصار الآفة.. فيما تعقد اللجنة القومية لمتابعة الاصابات بالحشرة اجتماعا سرا اليوم لوضع وتنفيذ استراتيجية متكاملة لمكافحة الخطر. أشارت المعلومات إلي أن تقارير اللجنة المشكلة من مركز بحوث ووقاية النباتات بعد مسح شامل لزراعات الطماطم والعائلة الباذنجانية بمحافظات الجمهورية قامت بعمل خريطة لتوزيع الاصابة باستخدام المصايد الفرمونية المتخصصة والفحص بواسطة متخصصين من قسم آفات الخضر. وأكدت أن جميع المصائد الفرمونية في المحافظات جذبت أعدادا كبيرة من الحشرة في مدد زمنية لاتتجاوز ثلاثة أيام.. وأنه تم أخذ عينات من الحشرة التي وجدت بالمصايد وتم إرسالها في طرود خاصة بمعرفة معهد بحوث وقاية النباتات إلي المتحف البريطاني للتعرف علي الحشرة.. وكانت المفاجأة التي تتكتم عليها وزارة الزراعة هي أن المتحف البريطاني أرسل رده عن حقيقة الحشرة عبرالبريد الالكتروني إلي الدكتور صلاح سليمان نائب رئيس لجنة المبيدات يؤكد صحة وجود توتا أبسيلوتا في جميع عينات المحافظات وأن الحشرة التي تم اصطيادها في الطور الأولي للآفة القاتلة في الوقت ذاته. وأكدت مصادر داخل وزارة الزراعة أن الوزارة تضع حائطا من السرية علي الحشرة خوفا علي تأثر صادراتنا من العائلة الباذنجانية وأن مدير معهد بحوث وقاية النباتات يشكك في إصرار بعض الباحثين علي وجودها في المحافظات المصرية رغم أنه يقوم بتربية الآفة التي حصل عليها عن طريق الفرمونات وأنه قام بتجريب30 مبيدا حشريا جديد اولم يستطع القضا ء عليها. تحدثت الأهرام المسائي مع مزارعي محافظة القليوبية.. قال سامي عبدالهادي صاحب مزرعة باذنجان أن زراعته هلكت قبل أن تنتج ثمارها نتيجة تغذي توتا ابسيلوتا علي سيقانها مشيرا إلي أن هذه الحشرة توجد في كثير من الزراعات القريبة منه وأنه رشها بجميع المبيدات الحشرية الموجودة في السوق ولم تقض عليها حتي انتهي به الأمر إلي حرق مزرعته. وقال مزارع آخر من منطقة ميت كبانة بالقليوبية إنه لم يستطيع القضاء علي الحشرة بعد اختراقها لجذور وسيقان النباتات.. وتساءل: لماذا لم تبلغنا وزارة الزراعة بحقيقة الآفة التي نراها لأول مرة داخل الزراعات بالدلتا. وأتضح وفقا لمصادر داخل معهد البحوث أن عددا من الباحثين بمركز بحوث وقاية النباتات حصلوا علي عينات من الحشرة الموجودة في محافظات الدلتا ومحافظة بني سويف وقاموا بتربيتها داخل أحد المعامل بالمعهد وتأكد بعد تصوير التطور الطبيعي لطور الآفة بالفيديو أن الحشرة التي يشكو منها المزارعون تتطابق مواصفاتها مع مواصفات توتا أبسيلوتا عالميا. أضافت المصادر أن الحشرة انتشرت أخيرا في جميع الدول القريبة من مصر وأن وزارات الزراعة بها اعترفت في بيانات رسمية بوجود الآفة داخل حدودها ووضعت حلولا لمكافحتها. وتساءل مصدر مسئول لماذا اعترفت سوريا واسرائيل وتركيا أخيرا بوجود الحشرة ولماذا تنكر وزارة الزراعة المصرية وجودها وطالب بتفعيل القرار رقم8154 لسنة2009 والذي يوصي بعمل دورات تدريبية بالتعاون مع الإرشاد الزراعي بالوزارة لتعريف المرشدين الزراعيين وكبار منتجي الطماطم بأعراض الاصابة بالآفة وكيفية التعرف علي أطوارها المختلفة ووضع برنامج المكافحة للحشرة تبعا لظروف وجودها في المناطق المختلفة من المحافظات. وكان الأهرام المسائي قد حذر من في حملة صحفية انفرد بها من خطورة وجود الحشرة داخل الحدود المصرية ونقل مطالب الخبراء بمكافحتها والاعلان عنها رسميا قبل فوات الأوان.