أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن الفساد يعيق النمو الاقتصادي نظرا لما يؤدي إليه من زيادة التكاليف, ويقوض الإدارة المستدامة للبيئة والموارد الطبيعية. وأضاف في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للفساد التي وزعها مركز معلومات بالامم المتحدة بالقاهرة أنه ينتهك حقوق الإنسان الأساسية, ويزيد من تفاقم الفقر وانتشار اللامساواة بسبب تحويل الأموال عن خدمات الرعاية الصحية, والتعليم, وغيرها من الخدمات الأساسية. ويشعر بآثاره الضارة بلايين الناس في جميع أنحاء العالم. وأشار مون الي ان الفساد نابع عن النشاط الإجرامي, وسوء أداء مؤسسات الدولة, وضعف الحوكمة, وهو أيضا عامل يساهم في ذلك كله. وأكد أن الحوكمة الرشيدة لها أهمية حاسمة لتحقيق التنمية المستدامة, ولها أهمية حيوية فيمكافحة الجريمة المنظمة, فكل حلقة من سلسلة الاتجار عرضة للفساد, بدءا بالرشي التييدفعها المتاجرون بالأسلحة والمخدرات للمسئولين لإفساد ذممهم وصولا إلي التصاريحوالتراخيص القائمة علي الاحتيال التي تستخدم لتيسير التجارة غير المشروعة في الموارد الطبيعية. وأوضح أن الفساد ينتشر أيضا في عالم الرياضة والأعمال التجارية, وفي عمليات الشراء العامة. وفي العقد الأخير, أخذ القطاع الخاص يدرك أكثر فأكثر دوره في مكافحة الفساد. وقال مون أن الاتفاق العالمي للأمم المتحدة وشركاؤه وجهوا نداء للعمل من أجل تعبئة المؤسسات التجارية والحكومات للتحلي بالشفافية في عمليات الشراء. ويجري أيضا إعداد مبادئ توجيهية لمساعدة قطاع الأعمال علي محاربة الفساد في مجال رعاية واستضافة المناسبات الرياضية. وأكد مون ان الأممالمتحدة ملتزمة التزاما قويا بالوفاء بما يخصها من التزامات. فالأممالمتحدة, التي تعمل في أكثر بيئات العالم اضطرابا, تواجه مخاطر فساد متعدد المظاهر يمكن أن تقوض جهودنا للنهوض بالتنمية والسلام وحقوق الإنسان. وقد استحدثنا نظاما محكما للضوابط الداخلية ونواصل تحري اليقظة ونعمل جاهدين لنكون مثالا للنزاهة. وشدد مون علي إن الفساد يحول دون تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ويتعين أخذه في الاعتبار لدي تحديد خطة محكمة للتنمية لما بعد عام2015 ولدي تنفيذها. وأضاف مون: تمثل اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد, التي تم اعتمادها قبل عشر سنوات, الإطار العالمي الأهم لمنع الفساد ومحاربته. ويعتمد التنفيذ الكامل بصورة أساسية علي وجود آليات فعالة للمنع, وإنفاذ القانون, والتعاون الدولي, واسترداد الأصول. وقال مون: بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد, أحث الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني علي اتخاذ موقف جماعي من هذه العلة التي تطال جميع البلدان من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ولتحقيق مستقبل ينعم فيه الجميع بالمساواة وبقدر أكبر من الرخاء دونما إقصاء, يجب علينا أن نعزز ثقافة النزاهة والشفافية والمساءلة والحوكمة الرشيدة. رابط دائم :