توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدعوة لكافة الأطراف للقيام بدورها في التصدي للفساد و التنديد بمن يمارسونه الذي قال إنهم يهددون الثقافة التي تثمن السلوك الأخلاقي، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد. وقال الأمين العام في رسالته:" إن المستضعفين الذين يتسبب الفساد في تهميشهم لن يسكتوا ضاربا المثل بالأحداث التي شهدها العالم العربي و ما وراءه هذه السنة حيث أجمعت أصوات عامّة الناس على التنديد بالفساد ومُطالبة الحكومات بمكافحة هذه الجريمة المناهضة للديمقراطية.. وعندما يسرق الفاسدون، أفراداً ومؤسسات، أموال التنمية التي تكون هناك حاجة ماسّة إليها، فإنّ الفقراء والمستضعفون يُحرمون من التعليم والرعاية الصحيّة وسائر الخدمات الأساسية.. ومع أنّ الفقراء قد يتعرّضون للتهميش بسبب الفساد، فإن أصواتهم لن تُخرس. وفي الأحداث التي عمّت العالم العربي وما وراءه في هذه السنة، تجمّعت أصوات عامّة الناس في التنديد بالفساد ومُطالبة الحكومات بمكافحة هذه الجريمة المناهضة للديمقراطية. وقد أحدثت احتجاجاتهم تغييرات على الصعيد الدولي ما كانت تكاد تخطر على الخيال قبل أشهر قليلة مضت.. وتقع على عاتقنا جميعا مسؤولية اتخاذ إجراءات لمكافحة سرطان الفساد.. وتساعد الأممالمتحدة البلدان على مكافحة الفساد في إطار حملتنا الواسعة على نطاق المنظومة للمساعدة على تعزيز الديمقراطية والحوكمة الرشيدة.. واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد أداة قوية في جهود المكافحة هذه. وأحثّ جميع الحكومات التي لم تُصدّق عليها بعد على أن تفعل ذلك دون إبطاء. كما أُناشد جميع الحكومات إدراج تدابير مُكافحة الفساد في جميع البرامج الوطنية التي تدعم التنمية المستدامة.. ويُمكن للقطاع الخاص بدوره أن يُحقّق مكاسب هائلة من اتخاذ إجراءات فعّالة. فالفساد يشوّه الأسواق ويزيد تكاليف الشركات وفي نهاية المطاف يعاني المستهلكون من عواقبه. ويمكن للشركات أن تُهيئ اقتصادا عالميا أكثر شفافية من خلال تدابير مكافحة الفساد، بما في ذلك أعمال الاتفاق العالمي للأمم المتحدة.. وفي هذا اليوم الدولي لمكافحة الفساد، فلنتعهّد بأداء دورنا من خلال مهاجمة الفساد وفضح من يمارسونه وبلورة ثقافة تُعلي قيمة السلوك الأخلاقي".