يعد التلوث البيئي في البحيرات المالحة بالإسماعيلية ظاهرة خطيرة يجب الوقوف عندها والتصدي لها بالطرق العلمية الحديثةإضافة إلي ضرورة توقيع عقوبات صارمة علي من يتجاوز بحقها وسبق أن تناول الأهرام المسائي هذه القضية أكثر من مرة لكن زادت أهميته في الثلاثة أعوام الأخيرة بعد أن أصبح الدمار يحيط بحيرة التمساح من كل جانب وهي التي تبلغ مساحتها حوالي ألفي فدان بمتوسط عمق12 متا ويصب فيها2 مليون متر مكعب يوميا من مياه مصرف المحسمة الزراعي الذي يعد المصدر الرئيسي للتلوث لأنها تحوي علي بعض المركبات السامة والعناصر الثقيلة نتيجة للاستخدام المفرط للمبيدات الزراعية من قبل المزارعين والذي يدمر الثروة السمكية بخلاف القضاء علي السياحة داخلها لأنها محاطة بالأندية والشواطئ والفنادق ووضعها حاليا سيئ للغاية وأما بشأن بحيرة الصيادين هي أصغر وأقل عمقا من التمساح وتغطيها أنواع مختلفة من النباتات تنمو في كتل متماسكة ومياهها اقل ملوحة وهي أحد أسباب التلوث نظرا لاستقبالها الصرف الزراعي والصحي. يقول محمد صالح السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية إجراءات احترازية صارمة تطبق علي أرض الواقع في السنوات الأخيرة للقضاء علي مشاكل التلوث بالبحيرات بالاشتراك مع كل الجهات المعنية وحققنا نجاحات فيها لكنها محدودة وتوقفت بعد الاحداث السياسية الاخيرة التي تشهدها البلاد حاليا لعدم وجود الاعتمادات المالية اللازمة. ويضيف انه تم إنشاء محطات لرفع الصرف الصحي بمركز فايد لحماية البحيرات المرة من التلوث والزامنا جميع المنشأت الخاصة والعامة التي تقع في محيطها بإقامة محطات لمعالجة مخلفات الصرف الصحي قبل دخولها علي الشبكة العمومية ونفذنا خطة لتغطية مصرف الملاريا الزراعي حتي لا يلقي احد فيه شيئا يضر بالبيئة. وأشار إلي أن هناك مشروعات وبرامج موضوعة تحت التنفيذ منها إنشاء محطة معالجة بالصرف الصحي بقرية العباسة بالشرقية لمنع التلوث المباشر في مصرف الوادي الذي يصب في بحيرة التمساح وهناك محطة معالجة للصرف الصحي بابوصوير بالقصاصين الجديدة لايقاف التلوث علي مصرف المحسمة بخلاف محطة أبو عطوة التي إنتهينا منها. ويوضح أن التلوث أدي لإصابة العاملين بحرفة الصيد في بحيرة التمساح والبحيرات المرة بضرر بالغ بعد الإنخفاض الحاد في إستخراج الأسماك التي كان يبلغ إنتاجها118 ألف طن سنويا وهذه مشكلة نعترف بها ناقشها الخبراء الاقتصاديين وحلها لن يأتي سوي عن طريق عودة الحياة الطبيعية للمجاري المائية المالحة وايقاف أي ملوثات داخلها. ويؤكد أن هيئة قناة السويس والجامعة لديهما الخبرات اللازمة القادرة علي التعامل مع الحد من التلوث في البحيرات المائية المالحة بالإسماعيلية ويملكا العديد من الدراسات الميدانية ومطلوب تدخلهما ونعول علي قياداتها كل خير لحل هذه المشكلة بفكر أبناءها وسواعدها وتعظيم الجهود الذاتية. رابط دائم :