إذا وصلت أبوابه الموصدة وجدت انتشارا مكثفا لأفراد أمنه, والمواطنون والأهالي ملقون علي أرصفته وفي جنباته, فهذه ليست ثكنة عسكرية إنها مستشفي الجلاء التعليمي. ربما هذه الإجراءت الأمنية ليست من فراغ وإنما هي نتيجة سرقة أحد الأطفال حديثي الولادة منذ نحو عام حسب رواية أحد المتمرددين علي المستشفي, رصدالأهرام المسائي في جولة له تراجع وتدني مستوي الخدمة الطبية المقدمة لدرجة لا ترقي للآدمية علي الإطلاق سواء كانت للمرضي أو ذويهم, وهذا ما أكدوا عليه من أن الرعاية والاهتمام لا وجود لهما بهذه المستشفي, شاكين من كل ما يلاقونه من معاملة وصفوها بالسيئة جداي من قبل العاملين به. في البداية قال عبدالله كيلاني زوج إحدي السيدات إن المعاملة بالمستشفي سيئة جداي ولا يوجد أي نوع من الاهتمام والرعاية الجيدة للمرضي أو حتي ذويهم, مشيراي إلي أنها آخر بهدلةو يرموننا في الشارع, حيث يتم منعهم من دخول المستشفي لزيارة ذويهم إلا في الأوقات المحددة للزيارة وهي من الساعة الثانية عشر ظهراي وحتي الساعة الثانية عصراي, ومن الساعة السادسة مساء وحتي الثامنة مساء فقط, وبالتالي يمضي باقي أوقاته نوماي وجلوساي علي الأرصفة المجاورة للمستشفي حتي يبقي موجودا عن قرب تحسباي إذا تم استدعائه لجلب أو شراء أي شيء تحتاجه زوجتة الوالدة, لافتاي إلي أنه لا يجد مكاناي سوي أسفل أعمدة الكباري لقضاء حاجته, خصوصاي وأنه لا يتم السماح لهم حتي بدخول الحمام الموجود بالمستشفي. من جانبه قال وليد فتحي زوج إحدي السيدات إن زوجته تأخرت عن موعد ولادتها نتيجة عدم وجود أماكن أو سرائر متاحة لها بالمستشفي, مشيراي إلي أنه تم وضعها علي الأرض حتي يتم إتاحة مكان لها, كما يتم وضع سيدتين في سرير واحد فغي في كثير من الأحيان. وفي سياق متصل أضاف سليمان مصطفي سيد زوج إحدي السيدات أنه تم إهمال زوجته وتأخر موعد ولادتها حتي نشفت المياه وأثر ذلك صحيا الأمر عليها وعانت بشكل كبير أثناء الولادة القيصرية, مضيفاي أنها أنجبت بنتين لا يتعدي وزنهما الكيلو ومائة جرام, الأمر الذي أستلزم وضعهما في حضانة الأطفال إلا أن المستشفي رفضت وضعهما بالحضانات التابعة لها معللة ذلك بأنه لا يوجد مكان بالحضانات العادية والحضانات المتوفرة هي الاقتصادية فقط مقابل1000 جنيه مقدم و500 جنيه كل3 أيام وهي لا تتناسب إلا مع أطفال القادرين فقط وأنه لا يستطيع دفع تلك المبالغ لأنه أرزقي وعلي باب الله وإلا ما الذي كان سيضطره لتلو زوجته في هذا المستشفي. وأضاف يحيي محمد السيد أحد الأقارب أنه مستاء من المعاملة التي يلاقوها بالمستشفي, مشيراي إلي أن كل شيء بالمستشفي لا يتم إلا بالمقابل بداية من دخول المستشفي وحتي دخول الحمام يجب أن يشخلل كي يمر لافتاي إلي أن لا تكاد قدماه تبرح خطوة داخل هذه المستشفي إلا ويسمح كلمة الحلاوة الحلاوة. وفي جولة لالأهرام المسائي بمستشفيات الهلال التخصصي وبولاق الدكرور العام يبدو أن الزحام والعشوائية وغياب النظام هما الوجه البارز لتلك المستشفيات, ففي مستشفي الهلال تجدالأسرة والكراسي المتحركة تملأ الطرقات والجنبات حاملة ذوي الأذرع والأرجل المكسورة, والآهات تصدر من جميع الأرجاء, أما في بولاق الدكرور انتظار وزحام ولا كراسي للجلوس والانتظار بالاستقبال ولا خيار متاح سوي الأرض للجلوس. وفي الهلال يقول جمال درباله مصاب بطلق ناري في الكعب: إن معاناة كبيرة يلقاها بالمستشفي نتيجة الزحام والعشوائية وغياب النظام والانتظار لساعات طويلة. وتضيف منة الله ياسر مصابة بكسر في قدمها أن والدها قام بنقلها إلي الخارج هرباي من الضوضاء والزحام حتي يحين دورها في الكشف, مشيرة إلي أنها تنتظر دورها منذ عدة ساعات وملت هذا الانتظار الطويل. ويشير حسام الدين مصطفي مصاب بكسر بطول القدم اليسري إلي أنه ملقي علي السرير في القاعه وسط الضوضاء الكبيرة في انتظار دوره في الكشف منذ أكثر من نحو3 ساعات. وفي بولاق الدكرور تقول عبير سيد أنها تسأم الزحام والانتظار الطويل, مشيرة إلي أنها تشكو تغيب الأطباء المتخصصين, مطالبة بتحسين المنظومة العلاجية بالمستشفي. ومن جانبها أضافت فتحية إبراهيم أنها تنتظر منذ عدة ساعات ولا تحتمل الوقوف كثيراي لظروف صحية متعلقة بعمرها, مشيرة إلي أنها لم تجد إلا الأرض مكاناي للجلوس لغياب الكراسي المخصصة للجلوس باستقبال المستشفي.. رابط دائم :