هل مكتوب علينا.. أن نخرج من( نقرة) لنقع في( دحضيرة)..؟! هل مكتوب علينا.. كل حين نسقط في شباك المدعين الذين كلما انكشف طمعهم وجشعهم ورغبتهم في تقسيم التورتة.. عقدوا مؤتمرا صحفيا يعلنون فيه أن الهجوم عليهم هجوم علي مصر..؟! هل مصر رخيصة لدرجة إنها تتقزم في اثنين أو ثلاثة أو حتي مليون من عينة هؤلاء المدعين..؟! هل مرض الرئيس المبلول محمد مرسي انتشر لهذه الدرجة, وصار كل من علي الساحة مصابين ببارانويا العظمة وتضخم الذات.. لدرجة أن يعيد علينا عواجيز الفرح ما كان يردده هكسوس الإخوان قبل30 يونيو..؟! ألا يستحي أمثال هؤلاء من مدعي الزعامة والبطولة من أن الناس كشفت حجمهم الحقيقي قبل30 يونية وأنه إذا كانت ثورة الشعب علي حكم الإخوان المفسدين قد نفضت عنهم التراب, فإننا أبدا لن نسمح لهم باستخدام الثورة كمرآة مقعرة أو محدبة.. لتكبر حجم أراجوزات السياسة وتصغر الشعب في مواجهتهم..!! لن نقبل بصنع آلهة من عجوة مرة أخري حتي لو كانت الأيام قد أثبتت أننا قادرون علي أن نأكلها في أي لحظة.. كما فعلنا في25 يناير و30 يونية. هل صحيح أننا بالفعل ينطبق علينا ما قاله عنا أعداؤنا ويستغلونه في الحرب علينا: أننا لا نقرأ.. وإذا قرأنا لا نفهم.. وإذا فهمنا كان الوقت متأخرا جدا علي أن نفعل ما يجب علينا. يبدو أننا بالفعل كذلك..!! وعليه.. ولأن الذكري تنفع المؤمنين.. أعيد الفقرة الأولي من المقال السابق بنصها دون زيادة أو نقصان.. فبين سطورها رسالة أخيرة لبهلوانات العصر والأوان.. حتي لا ينسوا أنفسهم: (آفة حارتنا النسيان.. وآفة السياسيين أيضا.. أو من يزعمون أنهم كذلك..!! لأنني أعتقد وبصدق مهما كان رأيك في أشخاصهم.. أن آخر الزعماء في هذا البلد كان السادات.. وآخر السياسيين كان فؤاد سراج الدين. ومن بعد السادات لبست الطراطير ثوب الزعامة.. ومن بعد فؤاد سراج الدين اشتغل الأراجوزات بالسياسة.. فصارت مصر كما نشاهدها اليوم.. سيركا كبيرا يتصدر المشهد فيه المهرجون والبهلوانات..!!) القصد.. أن مصر أكبر من كل المدعين. وشعبها هو أكبر من فيها. وليس من حق حزب أو جماعة أو هيئة أو لجنة أو حتي سلطة مهما كانت.. أن تتصور مجرد تصور أنها فوق الشعب. وليس معقولا أن يكون كل المصريين قد أجمعوا علي ضرورة أن يتم إستئصال الزائدة الدودية المسماة بمجلس الشوري.. ثم نري مهزلة الأسبوع الماضي التي حذرنا منها في المقال السابق.. عندما اكتشفنا أن بعض بهلوانات العصر والأوان يسعون لإعادة الميت إلي الحياة.. من أجل مصالح شخصية وفئوية وحزبية ضيقة. ولم يصدقنا البعض وقتها قائلين إن الخمسين ألغت الشوري ثم كانت مهزلة محاولة إعادته في إطار صفقة تنصل منها من عقدوها.. وإن لم يقطعوا الأمل في اتمامها خصوصا أنها تروق لبعض الأحزاب..!! وبمناسبة الأحزاب.. من يقول إن لدينا في مصر أحزابا كاذب..!! فلدينا في مصر دكاكين.. يجتمع فيها بعض تجار السياسة الذين تتفق مصالحهم فتري دكانا يمينيا ودكان يساريا ودكان يمين اليمين ودكان يسار اليسار وعشرات الدكاكين التي بين بين..!! وأتحدي أن يملك دكان واحد من هذه الدكاكاين أن يحرك الناس في الشارع. بل أتحدي أي حزب ولنقل أنه الوفد مثلا باعتبار أن رئيسه الصيدلي سيد البدوي يزعم اليوم أنه الحزب الأكبر علي الساحة.. وكان من الأوفق والأدق أن يقول أنه الحزب الأعرق. لأنه فعليا حزب صاحب ماض عريق.. لكنه بوفاة فؤاد سراج الدين لم يعد له حاضر ولا أتصور أن له( كبقية الدكاكين) أي مستقبل. أتحدي أن يملك رئيس الوفد في هذا العصر الأغبر تحريك الجماهير..!! بلاش الجماهير.. نصف الجماهير..!! ربع الجماهير..!! بلاش نصف ولا ربع ولا أقل من ذلك.. أتحدي أن يملك تحريك أفراد حزبه دون الوسائل اللي بالي بالك التي يعرفها هو ومحمود أباظة ومن قبلهما نعمان جمعة.. وشاهد عليها في كل المراحل حفيد الباشا فؤاد بدراوي..!! وما ينطبق علي الوفد ينطبق علي التجمع والناصري بل وكل الأحزاب.. التي سبقت ثورة يناير أو التي نشأت بعدها. مجرد دكاكين أو سوبر ماركت أو حتي كافيه شيك القعدة فيها أفضل من الجلوس علي قهوة( بعرة)..!! بناء علي ما سبق الأمل في الناس وليس في الأحزاب. وعليه أنا أدعو الناس أن يقرأوا ما ستنتهي إليه لجنة الخمسين جيدا. فإذا وجدوا مجلس الشوري يعود تحت أي اسم.. فليقولوا لا لمشروع الدستور الجديد. لأن عودة اللي ما يتسماش ستكون بالتأكيد ضمن حزمة من الألغام التي ستوضع بصياغات التفافية ضمن مشروع الدستور لمصلحة أحزاب لا تملك إلا دكاكينها وتود بوجودها في لجنة الخمسين أن تنتزع لنفسها مكاسب علي حساب مصلحة الشعب.. وتوفر لأعضائها الفاشلين أماكن ذات حصانة.. يمارسون منها سياسة البهلوانات والأراجوزات من جديد..!! طرف الخيط: قناة( الخنزيرة مباشر) من الأفضل أن يغيروا اسمها إلي( كلاب الجزيرة).. فمالكوها كمذيعيها.. الخالق الناطق كلب أوباما الذي يحمله في منتجعه الشهير..!! رابط دائم :