0أثار إعلان الأكراد في سوريا عن إقامة إدارة إنتقالية في شمال شرق البلاد استعدادا لإعلان حكمهم الذاتي في أكثر من19 قرية تمكنوا من طرد مقاتلي تنظيم القاعدة منها حالة من الفزع لدي السوريين الذين باتوا يعيشون بين جحيم القاعدة ونيران الأكراد الطامعين في تكرار سيناريو ذويهم في العراق, مستغلين ورقة الحرب الاهلية الدائرة في سوريا من أجل سيطرتهم علي أكبر عدد من القري والمدن التي سيعلنوها محررة عن باقي الأراضي السورية, الأمر الذي يهدد بتمزيق البلاد وتفكيكها إلي دويلات يسيطر علي بعضها الأكراد والبعض الآخر للقاعدة التي تري في التوسع الكردي خطرا علي بقائها في البلاد وجزء صغير للمعارضة السنية الممزقة. وقالت صحيفة الجارديان ان الجهاديين المنتمين ألي تنظيم القاعدة لجأوا إلي استراتيجية التجنيد, حيث اعتمدوا خلال الفترة الماضية علي تجنيد عدد كبير من الشباب الأتراك المقيمين في بلدة اديامان التركية الواقعة علي الحدود السورية, أملا منهم في كبح جماح الميليشيات الكردية التي نجحت في فرض سيطرتها علي الكثير من القري معلنين عن ضرورة تشكيل إدارة انتقالية ديمقراطية في البلاد, ومطالبين بدعم القوي الغربية. وأكد المحللون أن الصراع علي الكعكة السورية بدأ مبكرا, حيث تتصارع كل القوي الموجودة علي الأرض في سوريا علي التهام نصيبها منها, إلا أنهم لم ينتبهوا إلي أن رأس الفساد في سوريا, ويقصدون الرئيس بشار الأسد ونظامه لم يرحل بعد إلا أنهم تكالبوا أملا في تحقيق مصالحهم السياسية في المنطقة. مشيرين إلي أن الأكراد يحلمون بمساعدة الغرب ولكنهم يعيشون في أوهام كبيرة, لأن القوي الغربية دعمت لاتزال تدعم مقاتلي المعارضة السنية, بل وتسعي إلي استغلال ورقة الأكراد في التخلص من مقاتلي القاعدة والجهاديين الذين زاد نفوذهم في البلاد خلال الأشهر الماضية بشكل كبير دون رادع. وأكدوا أن سيطرة الأكراد علي مناطق شاسعة في سوريا يثير حالة من الرعب لدي المسئولين في تركيا التي خاضت حروبا استمرت لأكثر من3 عقود ضد حزب العمال الكردستاني إثر إعلان الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا, وهو ما دفع أنقرة إلي بناء جدار يعزل حدودها عن حدود سوريا الملتهبة, ولعل هذا الأمر أيضا الذي اثار حفيظة الأكراد الذين وجدوا فيه تسلطا تركيا, من شأنه أن يمنع التواصل بين المنطقتين الكرديتين في البلدين. يأتي ذلك في الوقت الذي يتوسع فيه الجهاديون ويسيطرون علي مناطق مختلفة في سوريا ويجبرون سكانها علي الفرار لسوء معاملتهم كما حدث في الرقة التي يشكو سكانها تصرفات هذا الفصيل المتشدد, وكذلك المناطق الحدودية مع تركيا مستغلين الفوضي التي عمت البلاد, ويستمدون قوتهم من خلال تجنيدهم لمئات من شباب تركيا الذين لم يتجاوزا العشرين عاما, معتمدين أيضا علي دعم أنصارهم من جبهة النصرة ومقاتلي القاعدة المتمركزين في بلاد الشام والعراق. وأكدت الصحيفة أن الحل الوحيد للتوصل إلي نقطة تفاهم بين كل تلك الأطراف المتحاربة هو العدول عن العنف والمشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي من شأنه أن يضع نهاية للقتال الدائر في سوريا.