قالت جماعة مقاتلين أكراد سوريين، إنها استولت على مزيد من الأراضي من أيدي مسلحين إسلاميين في شمال شرق سوريا لتحكم قبضتها على منطقة تعمل على إقامة حكم ذاتي فيها. وقال الأكراد إنهم طردوا خصومهم إثر معارك استمرت ثلاثة أيام، بينما تحدثت مصادر من الإسلاميين عن تراجع تكتيكي. وتمزقت سوريا المرتبطة بكثير من الصراعات الإقليمية إلى خليط من الجيوب الإثنية والطائفية المتحاربة، مما يبدل ميزان القوى في بعض دول الشرق الأوسط المجاورة. ويشكل سعي الأكراد لتأكيد ذاتهم مأزقا لأنقرة، التي تسعى لإحلال السلام على أراضيها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي قاتل على مدى ثلاثة عقود من أجل مزيد من الحكم الذاتي الكردي. وتخشى تركيا أن يشجع حصول الميليشيات الكردية على سلطة في سوريا مقاتلي حزب العمال، لكنها لا تشعر بارتياح أيضا لسقوط مساحات من الأرض على حدودها في أيدي مقاتلين مرتبطين بالقاعدة. وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ريدور خليل، إن الميليشيات الكردية سيطرت على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا على الحدود مع كل من العراقوتركيا. ويشكل الأكراد 70% من سكان المحافظة، بينما يمثل العرب 30%. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأكراد يسيطرون على ما لا يقل عن 19 % من البلدات في المنطقة. واشتبك المسلحون الإسلاميون مع الجماعات الأكثر اعتدالا في المناطق التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها في شمال سوريا، وخاضوا معارك مع الأكراد على مدى شهور في المناطق الحدودية في شمال شرق سوريا. وقال خليل إن التقدم الكردي الأحدث جاء بعد قتال عنيف استمر ثلاثة أيام. وذكر "لم يكن هذا تراجعا.. هزموا" في إشارة إلى الإسلاميين. وتابع قائلا "فعلنا هذا لأنهم كانوا يشكلون تهديدا للمناطق الكردية. كانت هناك هجمات يومية من جانبهم". وقال مصدر مرتبط بجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة: إن الإسلاميين انسحبوا دون قتال، مشيرين إلى مشكلات في إقناع وحدات المقاتلين بالبقاء في جبهة القتال. ويعود الإسلاميون إلى بلدة تل الأبيض، وهي بلدة شمالية أخرى على الحدود مع تركيا، وأشارت مصادر أخرى من المعارضة المسلحة إلى وقوع اشتباكات مع الأكراد في تلك المنطقة أيضا. وقال خليل: إن المقاتلين الأكراد سيواصلون تقدمهم نحو تل الأبيض. وأضاف "ما داموا هناك فإنهم ما زالوا يهددون مناطقنا. سنستعيد كل المناطق بين تل الأبيض ورأس العين". ويقول مسؤولون أتراك عقدوا اجتماعات مع جماعات كردية سورية، مبدين استعدادهم للعمل معهم إذا ظلوا معارضين للرئيس السوري بشار الأسد، ووعدوا بعدم السعي للاستقلال من خلال العنف أو قبل حل الصراع الأكبر في سوريا، وألا يشكلوا تهديدا لأمن تركيا.