يحتجز مقاتلون اسلاميون متطرفون "مئات الاكراد" المدنيين في مدينة تل ابيض في شمال سوريا تم اعتقالهم ردا على اعتقال مقاتلين اكراد قياديا اسلاميا منذ مساء السبت، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد وناشطون انه تم الاحد الافراج عن "امير" الدولة الاسلامة في العراق والشام المعروف بابو مصعب، في حين لا يزال الاكراد المدنيون محتجزين. وقال المرصد في بريد الكتروني "أفرج لواء جبهة الأكراد عن أمير الدولة الاسلامية في العراق والشام. وأبلغ مصدر في اللواء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الإفراج جاء بعد وساطة من الكتائب المقاتلة، على ان يتم الإفراج عن مئات المدنيين الكرد الذين اعتقلتهم الدولة الإسلامية". وانضم لواء جبهة الاكراد الذي يقاتل قوات النظام تحت لواء الجيش السوري الحر الى وحدات حماية الشعب (الكردية) المرتبطة بحزب الاتحاد الديموقراطي في المواجهة المسلحة التي تخوضها منذ ايام ضد مقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية في مناطق من الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال). بينما انضم بعض عناصر الكتائب المقاتلة الاخرى الى الاسلاميين في هذه المعركة. واكد ناشط في تل ابيض لوكالة فرانس برس الافراج عن ابو مصعب، مشيرا في الوقت نفسه الى توتر شديد في المدينة الواقعة في محافظة الرقة والتي استولى عليها مقاتلو المعارضة منذ ايلول/سبتمبر الماضي. وقال رافضا كشف اسمه لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "نعيش حربا اهلية صغيرة منذ امس". واضاف "بعد اعتقال ابو مصعب، نشرت الدولة الاسلامية في العراق والشام عددا كبيرا من القناصة والمسلحين في المدينة، ووقعت اشتباكات لا تزال مستمرة منذ الليلة الماضية، وللاسف هناك تجاوزات من كل الجهات". وتابع ان "عددا كبيرا من العائلات نزح بسبب العنف. وتل ابيض هي الآن مدينة اشباح. وهناك كره متماد تجاه الاكراد، علما ان الاكراد والعرب والمسيحيين والمسلمين لطالما عاشوا في المدينة جنبا الى جنب". وذكرت مواقع جهادية على الانترنت ان ابو مصعب تمكن من الفرار من معتقليه، وان مقاتلين من الدولة الاسلامية ساعدوه في ذلك. وقال ناصر الحاج منصور، عضو قيادة حركة المجتمع الديموقراطي التي يشكل حزب الاتحاد جزءا منها، في اتصال هاتفي مع فرانس برس، انه لا يعرف عدد الاكراد المعتقلين، لكن "ما هو اكيد ان هناك اعتقالات تتم على الهوية". وابدى منصور تخوفه من استمرار تصعيد الوضع، محملا الدولة الاسلامية مسؤولية هذا التصعيد. وتاتي هذه التطورات بعد ايام من استيلاء مقاتلين اكراد على مدينة راس العين الحدودية في محافظة الحسكة وطرد عناصر جبهة النصرة والمقاتلين الاسلاميين الآخرين منها. وتتولى مجالس محلية اجمالا إدارة المناطق الكردية في شمال سوريا منذ انسحاب قوات نظام الرئيس بشار الاسد منها في منتصف العام 2012. وادرجت خطة الانسحاب من هذه المناطق في اطار رغبة النظام باستخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد، وتشجيعا للأكراد على عدم الوقوف الى جانب المعارضين. ويحاول الاكراد عموما ابقاء مناطقهم في منأى عن النزاع العسكري والاحتفاظ فيها بنوع من "الحكم الذاتي".