نشرت جريدة التايمز الأمريكية مقالا عن أحداث سيناء الأخيرة بعنوان "ما حدث في سيناء سيحدث في الجولان" تقول فيه إن الأحداث الأخيرة في سيناء التي خلفت أكثر من 16 قتيلا من الجيش المصري أثارت قلق القادة العسكريين في إسرائيل مؤكدة إن القاهرة فقدت السيطرة على صحراء سيناء وأضافت الجريدة إن الأحداث الأخيرة أفسدت محاولات الجيش لتأكيد سلطته بعيدا عن الرئيس المنتخب وحكومته . وتشير الجريدة إلى أن الأحداث الأخيرة ليست الوحيدة اللافتة في المنطقة حيث أن خلو المشهد من الممثلين الرسمين للدولة من شانه أن يعطي فرصة لقوى أخرى أن تنفذ أجنداتها للهيمنة على السلطة.. وهو ما قد يكون زاد من قلق القادة في إسرائيل حول الأحداث التي تحدث على حدودهم الشمالية حيث يفقد الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مناطق كثيرة مما يعطي مساحة تصرف لكل الجهات المستقلة من ضمنها الجماعات الجهادية . وتقول الجريدة انه بعد الهجمات القي كلا من الإخوان المسلمين في مصر وحليفتها حماس في فلسطين اللوم على إسرائيل بينما اتهم الجيش المصري جماعات إسلامية متشددة وتقول الجريدة إن التصريحات المتضاربة من الطرفين تعكس تنافس واضح بين أجندات سياسية لكل منهما . ولكن من المؤكد أن الهدف من الهجمات الأخيرة هو زيادة التوتر في العلاقات بين الجيش المصري وإسرائيل وتضيف التايمز "انه بالرغم من أن الأحداث الأخيرة أثارت حنق المصريين إلا أنها أكسبت الجيش دعم الكثيرين ويبقى أن نرى إذا كان الاستعراض العسكري للقوة من غارات جوية على القرى التي قيل إن الإرهابيين منها سيؤدي إلى تفاقم المشكلة ام التئامها. وأشارت إلى إن الحصار الأمني على غزة لن يساعدها على فرض الأمن على المنظمات المتنافسة. وعلى الرغم من الخلاف السياسي في القاهرة وسوء الوضع الأمني في سيناء إلا إن إسرائيل تدرك وجود اتفاق ضمني بين الجيش المصري والحكومة المنتخبة على الحفاظ على وتطبيق السلام مع إسرائيل كما أن إسرائيل واثقة من إن القاهرة ستحرص على استعادة الأمن في سيناء إلا أنها ستواجه تحدي صعب عند حدودها الشمالية مع سوريا . من ناحية أخرى فقدت السلطة في سوريا سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد وخاصة على الحدود حيث يركز النظام سطوته على المعركة مع الثوار في المدن الرئيسية . وتوضح الظروف التي تمر بها المنطقة الكردية في شمال سوريا الدور الذي تلعبه الجهات غير الرسمية وقدرتها على استغلال الموقف . حيث بدأت المجموعات الكردية في التصرف بشكل مستقل عن الثوار وعن النظام وفقا لأجندتها الخاصة بمساعدة أكراد العراق وقاموا بعمل مليشيات عسكرية سيطرت على منطقتهم وهو مؤشر على إنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد في سوريا. وتقول الجريدة إن إسرائيل ليس لديها ما تخشاه من الحكم الذاتي للأكراد في سوريا ولكن التطورات التي شهدتها المنطقة الكردية تلقي الضوء على أساسيات هيكل القوة في بلد حافظت علي سلام عدائي ولكن مستقر مع إسرائيل لأربعة عقود . وذكرت الجريدة إن المعارضة السورية رصدت انتشار عناصر من الجماعات الجهادية التابعة للقاعدة . وأشارت الجريدة إلى إن حدود سوريا مع كل من لبنان والعراق وتركيا مليئة بالسنيين والجهاديين الذين يسهل اختراقهم ويفد إلى سوريا الآن جهاديين من لبنان وتركيا والعراق . وتوضح الجريدة إن إسرائيل لديها كل مبررات القلق حول ما يجب إن تتوقعه من مرتفعات الجولان التي احتلتها منذ 1967 . وكان رئيس المخابرات الإسرائيلية افيف كوتشافي قد قال انه وصلتهم معلومات إن مجموعة جهادية مجهولة تعمل في سوريا في منطقة الجولان حيث إن الأسد كان قد سحب معظم جنوده من هذه المنطقة لمواجه الثوار وأضاف "إن الجولان مؤهلة لان تصبح منطقة عمليات ضد إسرائيل مثلها مثل سيناء الآن وذلك نتيجة لانتشار الجهاديين في سوريا مؤخرا وتقول الجريدة إن مرتفعات الجولان ليست مثل سيناء التي عادت لمصر تحت معاهدة كامب دايفيد وبقيت مرتفعات الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي وكان قد صرح المجلس الوطني السوري عن حرصه على عودة الجولان لسوريا ثانية عبر المفاوضات مع إسرائيل ولكن حكومة نتنياهو الرئيس الإسرائيلي أكدت على عدم وجود أي نية لإعادة الجولان لسوريا . وتقول الجريدة إن خليط السيطرة على سلطة البلاد نتيجة لعصيان والشرعية التي سيتمتع بها المجتمع السوري بسبب المجهود الذي بذلة لاستعادة السلطة مع وجود منطقة الجولان قد يخلق جذور لقضية ستظهر بعد الانتهاء من معركة الأسد. السلطة في سوريا فقدت السيطرة على مساحات واسعة من البلاد.. والأكراد يسعون لإنشاء منطقة حكم ذاتي في سوريا حدود سوريا مع لبنان والعراق وتركيا مليئة بجهاديين يسهل اختراقهم ويفد إليها جهاديين من مناطق مختلفة