السؤال الذي يتردد في العواصم العربية هذه الأيام يقول: هل ستنجح المفاوضات بين اسرائيل وسوريا والتي تجري بطريقة غير مباشرة في تركيا وتحقق السلام بين الدولتين. يقول المراقبون الدوليون ان حزب البعث السوري مني بهزيمتين الأولي في عهد الرئيس حافظ الأسد عام 1967 عندما فقد مرتفعات الجولان والثانية في عهد ابنه بشار الأسد عندما خرج جيشه من لبنان. وهدف مفاوضات استانبول استرداد الجولان وعودة العلاقات الطبيعية مع الولاياتالمتحدة وصيانة مصالح سوريا في لبنان أو الحفاظ علي الموقع المتميز لسوريا منه. أما هدف اسرائيل فهو اضعاف حزب الله وابعاد سوريا عن قبضة ايران وهو ما لابد ان يتحقق إذا نجحت مفاوضات استانبول. ويقول الخبراء: المفاوضات ليست سهلة ولا تبشر بالنجاح فلابد من الاتفاق علي الحدود النهائية بين سوريا واسرائيل. سوريا تريد العودة إلي حدود 4 يونية 1967 أي ما قبل حرب الايام الستة. وسوريا تريد ايضا العودة إلي موقعها شرق بحيرة طبرية بينما تسعي اسرائيل إلي ان تكون حدود سوريا هي الحدود الدولية طبقا لمعاهدة عام 1923. ورغم ان الفرق بين المساحتين لا يزيد علي سبعة اميال مربعة من الارض تريد سوريا استردادها. وهذه الاميال السبعة هي التي ادت إلي فشل المفاوضات بين البلدين عام 2000. وتصر اسرائيل علي عدم تقدم السوريين خطوة واحدة بعد حدود اتفاقية عام 1923 رغم ان عرض الارض في بعض منطقة النزاع لا يزيد علي عشرة أقدام. وتصر اسرائيل ايضا علي ان تكون منطقة الجولان ارضا منزوعة السلاح لا يوجد فيها إلا رجال شرطة من سوريا. وفي الوقت نفسه فإن سوريا تريد استرداد الجولان فورا ولكن اسرائيل تري ان المستوطنين الاسرائيليين وعددهم 30 ألفا لا يمكن ترحيلهم إلا خلال 3 سنوات. ومن هنا فإن الخلاف حول الحدود والمياه ومستقبل الجولان لا يعتبر مشكلة سهلة الحل ولذلك فإن كثيرين يتوقعون فشل المفاوضات رغم ان اسرائيل تري ان السلام مع سوريا قد ينهي دور ايران في المنطقة إلا في العراق فقط!