أثار خروج مناطق سورية يقطنها أكراد عن السيطرة العسكرية والأمنية لنظام حكم بشار الأسد المخاوف الدولية والإقليمية من اكتمال المحاولة الكردية الثالثة للإستقلال ، بعد محاولتين ، إحداهما فشلت تماما غربى إيران عام 1946 ، والثانية لم تكتمل وإن كانت قد نجحت جزئيا فى شمالى العراق عام 1991. ورغم القلق الدولى المقترن برفض تام لقيام دولة كردية مستقلة فى أية منطقة يتمركز فيها الأكراد سواء بالعراق أو تركيا أو إيران أو سوريا ، إلا أن مجرد زيادة طموح أكراد سوريا ونزعتهم نحو إدارة مناطق الشمال الشرقى للبلاد التى يتمركزون فيها أشعل غضب أنقرة وبغداد بشكل خاص حيث تتصل مناطقهم جغرافيا اتصالا مباشرا بأكرادها وأكراد العراق.
وفيما تبدو الظروف التى أنتجتها الأزمة السورية أكثر ملائمة من أى وقت مضى لتحقيق الطموح الكردى حيث تتجه أنظار العالم نحو معركة الحياة أو الموت التى يخوضها الرئيس الأسد ، انتهز الأكراد الفرصة بغية تعزيز أجندتهم السياسية الخاصة.
وقد برز فى هذا الإطار تطور مهم تمثل فى استيلاء قوات كردية خلال الفترة الأخيرة على خمس قرى فى شمال سورية ذات أكثرية كردية تقع على الحدود مع تركيا بعد أن سمحت الحكومة السورية لتلك القوات بالتمركز والسيطرة بعد سحب قواتها من هذه المنطقة.
وعززت هذه الأحداث مخاوف قديمة فى كل من تركيا والعراق نظرا لما تم الإعلان عنه من تحالفات بين أكراد العراق بقيادة مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان وكل من حزب الاتحاد الديموقراطى الذى تأسس عام 2003 ويقوده صالح مسلم محمد وهو المجموعة الأقوى فى سورية والمجلس الوطنى الكردى الذى تأسس فى أكتوبر من العام الماضى 2011 ويضم أحد عشر حزبا وفصيلا كرديا سوريا.
وفيما يرتبط حزب الاتحاد الديموقراطى السورى بشكل وثيق بحزب العمال الكردستانى الذى يخوض صراعا مسلحا مع حكومة أنقرة منذ ثمانينيات القرن الماضى ، ويذهب البعض إلى حد وصف الاتحاد بأنه الجبهة السياسية لحزب العمال الذى تعتبره تركيا منظمة إرهابية محظورة.