أثار إعلان الأكراد نيتهم تطبيق الحكم الذاتي في شمال سوريا, وتشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم, واعتقال وطرد مقاتلي القاعدة من مدينة رأس العين علي الحدود التركية حالة من القلق لدي أنقرة التي أعلنت أنها ستتصدي لأي محاولات كردية لاستغلال المأزق السياسي التي تمر به سوريا لتكرار سيناريو أقرانهم العراقيين علي الحدود التركية العراقية, مؤكدة أن فشل القاعدة في التصدي لتلك الجماعات الانفصالية سيكون له عواقب خطيرة لأن الأكراد يعملون وفقا لأجندتهم الخاصة وأن محاولاتهم تسعي إلي تقسيم سوريا. وقالت صحيفة جلوب اند ميل إن معارك الكر والفر بين مقاتلي القاعدة والأكراد ترجع إلي رغبة كل منهما في الاستيلاء علي حقول الغاز والبترول الواقعة شمال سوريا مستغلين الظروف السياسية السيئة التي تمر بها البلاد باحثين عن أطماعهم بعدما فشلوا في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في حرب أقل ما توصف به أنها مزقت نسيج المجتمع السوري, مشيرة إلي أن سيطرة الأكراد علي تلك المنطقة يدق جرس الإنذار لتركيا التي تخشي إقامة منطقة حكم ذاتي كردية علي حدودها مما يقوي شوكة حزب العمل الكردستاني الذي يقاتل من أجل إقامة حكم ذاتي في تركيا أيضا. ونقلت الصحيفة عن أحد السوريين قوله إن المعركة الدائرة بين مقاتلي جبهة النظرة التابعة للقاعدة والأكراد ترجع إلي حالة الغضب التي انتابت تلك الجماعات الكردية بعد تأكيد القاعدة عزمها إعلان قيام دولة القاعدة النفطية في شمال سوريا وهو ما آثار حالة من التوتر لدي تلك الجماعات التي شعرت بأن الإسلاميين انصرفوا عن مواجهة قوات الأسد بحثا عن اطماعها في الاستيلاء علي حقول البترول والغاز, مؤكدا أن هذا الصراع قد يحتدم بشكل أكبر خاصة بعد مقتل عدد كبير من القاعدة واعتقال العشرات من اعضاءها. ويري المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نواف خليل أن الاكراد سيقاتلون بشراسة للحفاظ علي منطقة الحكم الذاتي التي نجحوا في تحريرها من قبضة الأسد وشبيحته بعد قتال شرس, مؤكدا أن الأكراد لن يسمحوا بسيطرة الأسد والقاعدة التي تضع أعينها علي البترول في تلك المنطقة مرة أخري, مشيرا الي أن القاعدة لن تتمتع بقبول لدي السوريين. ومن جانبها, قالت إذاعة صوت أمريكا أن تركيا تعيش حالة من الذعر بعد المكاسب التي حققها الأكراد في راس العين, خاصة أن ذلك جاء في وقت تسعي فيه أنقرة الي اجراء مباحثات مع حزب العمل الكردستاني الذي حذر من قبل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة في مفاوضات السلام. ويري المحللون أن البترول قد يشعل حربا جديدة في سوريا الممزقة سيطول أمده لسنوات عديدة خاصة أن المعارضة باتت مشتتة بين جبهة نصرة تسعي الي الاستيلاء علي حقول البترول وبين أكراد يقايضون الجيش الحر علي الاعتراف بهم لمساعدته في الإطاحة بالأسد وبين الثوار الحقيقيين الذين باتوا يائسين من الانتصار علي الأسد, متسائلين هل ستقع تركيا في فخ الحرب السورية وتنفذ تهديداتها بأنها ستتدخل بكل قوة لمنع إعلان منطقة رأس العين منطقة حكم ذاتي للأكراد؟ وما عواقب ذلك؟ وأضافوا أن تركيا لن تتدخل في سوريا بشكل مباشر خوفا من الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني لكنها قد تلجأ الي استراتيجية أخري مثل زيادة الدعم للقاعدة لمحاربة الجماعات الكردية. سمر أنور