وفي الأراضي المحتلة أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) أمس ان المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقالوا احتجاجا علي عدم تحقيق تقدم في المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة وخيم عليها استمرار البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الاراضي المحتلة. وهذا القرار هو مأزق جديد للمحادثات التي استؤنفت مع اسرائيل في يوليو والتي قال مسئولون من الجانبين انها لم تحقق تقدما يذكر. وخلال مقابلة مع قناة سي.بي.سي التليفزيونية لمح عباس الي ان هذا لن يؤدي الي توقف المفاوضات وان السلطة الفلسطينية اما ستقنع الوفد بالعدول عن قرار الاستقالة او تشكل وفدا جديدا. جاء ذلك فيما أعرب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس صلاح البردويل عن خشيته من أن يكون إعلان الرئيس الفلسطيني استقالة الفريق مقدمة لإجراء محادثات سرية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وقال البردويل في تصريح صحفي مساء أمس- إن ما نريده هو وقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع الاحتلال, ولا نريد إبر مخدرة في هذا الاتجاه. واعتبر هذه الاستقالة خطوة تكتيكية لخداع الشعب الفلسطيني مرة أخري.. وقال: إن الشارع الفلسطيني بات ناقما علي نهج المفاوضات التي تسبب بتراجع قضيتنا إلي الوراء. وفي باريس أكدت مصادر دبلوماسية بالإليزيه أن الجولة التي سيبدأها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأحد القادم إلي كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية( المحتلة) تأتي في توقيت خاص في سياق إستئناف المفاوضات بين الجانبين منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر برعاية أمريكية. وقالت المصادر- في لقاء مع عدد من الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب أمس أن أولاند والوفد المرافق سيتوجه بعد ظهر الأحد إلي إسرائيل في زيارة دولة حيث سيلتقي والرئيس شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, قبل أن يعقد جلسة مباحثات مع نظيره الإسرائيلي. وبحسب المصادر نفسها..يتوجه الرئيس الفرنسي والوفد المرافق يوم الاثنين الموافق الثامن عشر من شهر نوفمبر الجاري إلي رام الله حيث سيلتقي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس( أبو مازن), ويزور قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات..كما سيحضر مراسم توقيع عدد من الاتفاقات الفرنسية-الفلسطينية, قبل أن يقوم بزيارة متحف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش حيث يعقد أيضا لقاءات مع عدد من الشباب والشخصيات الفلسطينية. وفي نيويورك رأت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أن محادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية المضطربة التي بدأت الصيف المنصرم مهددة بالانهيار بسبب ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بالخطوة البيروقراطية الروتينية التي اتخذتها وزارة الإسكان بالبدء في خطة طويلة الأمد تستهدف بناء20 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت الصحيفة- في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس- إن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أبلغ الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا ودبلوماسيين عرب أمس الأول أنه إذا لم تسحب إسرائيل دعوتها بشأن الخطط الاستيطانية الجديدة فإننا سنعتبر ذلك إعلانا بانتهاء المفاوضات, ولن نتسامح مع هذا الأمر, فإما أن يتخلوا عن تلك الخطط, أو تكون إسرائيل مسؤولة عن إنهاء عملية السلام. وأوضحت أن ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو- من تجميد الخطط التي طرحتها وزارة الإسكان ببناء المزيد من المستوطنات في منطقة متنازع عليها خارج القدسالمحتلة- جاء خوفا من تفاقم التوترات مع الولاياتالمتحدة, والتي تصاعدت في الأيام الاخيرة بسبب خلافات عميقة بين الجانبين حول البناء الاستيطاني, والمفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني. وأضافت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان استعراض خطط التسوية التي أقرها وزير الإسكان الإسرائيلي سترضي الفلسطينيين الذين قرروا عقد اجتماع طارئ للقيادة وأعربوا عن عزمهم تصعيد الأمر إلي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. رابط دائم :