عاش "محمد" ذو الثلاثة عشر ربيعا في كنف والديه اللذان وفرا له كل سبل العيش الكريم والتحق بالتعليم الاساسي وتفوق في دراسته وحظي بجميع وسائل التدليل فهو النسمة التي تدخل البسمة والبهجة علي والديه واللذان يسهران علي راحته ويمرضان لمرضه. اعتمد الاب علي زوجته في رعاية "محمد" من الاهتمام بطعامه ومظهره والذهاب الي توصيله الي مدرسية الخصوصيين لطبيعة عمله الشاق في شرطة السياحة وتولت الام العبء الاكبر في تربيته ورغم انها كانت تعمل كمحاسبة إلا انها استطاعت الموازنة بين وظيفتها وأعمال المنزل حيث اهتمت بدراسته فكانت تسهر معه الليل حتى ينتهي من واجباته الدراسية ويشاهدا التلفاز ثم يذهب الي حجرته لينام وتقوم الام في صباح اليوم التالي بدورها علي اكمل وجه بإيقاظه لتناول الافطار وارتداء ملابس المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي يعود محمد الي منزله ليعاود الكرة من جديد. وفي صبيحة احد الايام استيقظ "محمد" كعادته كل يوم وقامت الأم بواجباتها كالمعتاد وقام الصغير باحتضانها إلا انها شعرت بانقباض قلبها وسرعان ما طردت هذه الوساوس وودعت صغيرها حتى لا تنقل له الخوف. وبينما كان الصغير متوجها - بعد انتهاء اليوم الدراسي - الي احد مدرسيه ليتلقي درسا خصوصيا بمنطقة ارض الجولف وبعد انتهائه من الدرس. كانت عيون عصام 33 سنة مسجل خطر تتربص به ورأت فيه الفريسة التي بسببها سيجني من ورائها كل ما هو ثمين ويستطيع سداد ديوانه بعد مروره بضائقة مالية وأوعز الي شركائه الاربعة بتنفيذ مخططهم في خطف الصغير. استغل "خلف" احد المتهمين سذاجة الصغير وطلب منه مساعدته في دفع السيارة التي يستقلونها بحجة تعطلها وهم الصغير بدفعها غير متوقع انها مكيدة للإيقاع به - وفي الوقت ذاته كان "كريم" المتهم الثاني يتتبعهم مستقلا دراجة بخارية لمراقبة الاجواء وليطمئن لسير الخطة كما هو مخطط لها - فقاموا بإكراهه علي استقلال السيارة وفروا هاربين الي مدينة 6 اكتوبر، وأثناء ذلك كانت الأم في الميعاد والمكان المحدد منتظرة صغيرها كما اتفقت معه ولكنه تأخر علي غير المعتاد وتخوفت الأم من اصابة الصغير بمكروه. طال انتظار الام وظلت في حالة ذهول وصدمة تنظر بذهن مشتت في كل مكان منتظرة وصول الصغير والذي طال غيابه. عقارب الساعة كانت تقترب من الخامسة عصرا حيث رن جرس الهاتف لتفاجأ الأم برقم مجهول يخبرها بخطف فلذة كبدها وطلب فدية 300 الف جنيه مقابل اطلاق سراحه مهددين بقتل الطفل في حالة ابلاغ رجال المباحث بواقعة الخطف. لم تتوان الأم غير مكترثة بتهديداتهم وهرولت مسرعة الي قسم شرطة مدينة نصر للإبلاغ عن خطف نجلها. وبرفع البلاغ الي اللواء جمال عبدالعال مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه العميدان محمد توفيق رئيس مباحث قطاع الشرق وطارق زايد مأمور قسم شرطة مدينة نصر اول لكشف غموض الجريمة. وبوضع عدة خطط بحثية بقيادة العقيد عصام العزب مفتش مباحث فرقة مصر الجديدة ضمت العقيد محمود هندي الضابط بقطاع مصلحة الأمن العام ونقيب إسلام مقبل معاون مباحث قسم شرطة اول مدينة نصر اعتمدت علي مراقبة وتتبع المكالمات الهاتفية التي ترد علي هاتف الأم من الجناة تم تحديد هويتهم. وتبين من التحريات التي استغرقت 5 ايام ان وراء جريمة الخطف تشكيل عصابي يتزعمه "عصام.ع" 33 سنة صاحب مكتب تأجير سيارات بالاشتراك مع "كريم.ا" 21 سنة و"خلف.م" 28 سنه عاطلين و"مها.ش" 23 سنة ربة منزل و"احمد. س" 15 سنة عامل. وبتكثيف التحريات تبين ان الاول سبق اتهامه في 3 قضايا مخدرات والثاني سبق اتهامه في قضية مشاجرة والرابعة تربطها علاقة غير شرعية مع المتهم الثالث وأضافت التحريات ان جميع المتهمين مقيمين بمحافظة المنيا عدا الاول ومقيم بالجيزة. عقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن الجيزة تم استهدافهم بمأمورية بمسكن الاول بمدينة 6 أكتوبر أسفرت عن ضبطهم عدا الثالث وبصحبتهم المجني عليه. وبمواجهتهم امام اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية اعترفوا بارتكابهم الجريمة وأضاف الاول بأنه نظرا لمرورهم بضائقة مالية. اتفقوا فيما بينهم علي خطف الطفل ومساومة اهله علي اعادته مقابل مبلغ مالي كفدية ولتنفيذ ذلك قام الهارب باستئجار سيارة ماركة هيونداي النترا فضي اللون تحمل أرقام ب ط 6815 لتنفيذ مخططهم واستقلوها عدا الثاني الذي تتبعهم مستقلا دراجة بخارية وأثناء سيرهم بمنطقة ارض الجولف تلاحظ لهم تواجد المجني عليه بمفرده فطلبوا منه مساعدتهم في دفع السيارة عقب تظاهرهم بتعطلها وأثناء ذلك قام المتهم الهارب بإكراهه علي استقلاله السيارة وفروا هاربين الي مكان احتجازه ثم قاموا بالاتصال بوالدته لطلب مبلغ مالي 300 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه. بمواجهة باقي المتهمين اعترفوا بالجريمة وأضافوا بتواجد المتهم الثالث بمستشفي بني سويف العام لإصابته بطلق ناري بالظهر إثر مشاجرة بينه وبين المتهم الاول. وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن بني سويف تم استهدافه بمأمورية أسفرت عن ضبطه. تم بإرشادهم ضبط السيارة المستخدمة في ارتكاب الحادث كما تم بإرشاد الاول ضبط "فرد خرطوش عيار 16مم وطلقتين". تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء اسامة الصغير مساعد اول وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق. رابط دائم :